في الغرفة كان كنان يجلس أرضا محتضنا ركبتيه ليسمع أن الباب يفتح ليقف فورا مبتعدا إلى الوراء ظنا منه أنه جومالي ليجده العم ليركض نحو محتضنا اياه قائلا ببكاء وتوسل:
" ارجوك يا عم أخبر اخي اني لم اهرب لعادل ، أخبره اني لن ولم اخونهم ابدا"يمسح العم على ظهره برفق ليسحبه نحو السرير ليجلسا.
"لماذا هربت يا بني؟"
سأل مجاهد بصوت منخفض، محاولًا أن يطمئن كنان."خفت يا عم ..خفت"
أجاب كنانليستعيد كنان ما حدث مع إخوته وكلام جومالي القاسي وتذكر تلك اللحظة عندما صفعه جومالي ليقول بصوت مختنق:
"قال لي أن لا اناديه بأخي!"
ليضع يده على وجهه باكياً، فها هو يعود بنقطة البداية مع السيد جومالي.شعر العم بالحزن على كنان ليربت على كتفه بهدوء قائلا:
" أهدأ ، هو فقط غاضب بسبب ما حدث ، ولكن أعتقد بعد ما أخبرته به فسيهدأ".لينظر إليه كنان بفزع:
" ماذا قلت له؟!، ثم انت ماذا تعرف اصلا؟! ".ليبتسم العم قائلا:
" اعرف كل شي يابني، فقد أخبرني والدك على كل شئ قبل وفاته ".ليقل كنان بأمل:
" هل ....هل سامحني".
ليبتسم العم ماسحا على شعر الذي يأمل في إجابته:
" سيسامحك بني..سيسامحك".يدخل عليهم ياماتش الذي كان يشعر بعمق الخيبة، ليس فقط من كنان، ولكن من نفسه أيضاً. كيف وصل الأمر إلى هذا الحد دون أن يلاحظه؟!
لطالما كان ياماتش هو المستمع الدائم لكنان، الشخص الذي كان كنان يلجأ إليه عندما تثقل عليه الهموم،
لكن الآن، كنان كان يخفي عنه شيئًا أكبر مما تخيله.جلس بجواره بهدوء، محاولاً أن يتجنب النظر في عيني كنان، ربما لأنه لم يكن مستعدًا لمواجهة الحقيقة كاملة بعد.
قال ياماتش بصوت منخفض وهو ينظر إلى يد كنان المصابة:
"أعطني يدك."ببطء، مد كنان يده المتألمة إلى ياماتش، متأوهًا بصوت مكتوم.
بدأ ياماتش في دهن مرهم بلطف على معصمه المصاب، ثم لفه برباط ضاغط، وهو يتجنب النظر إلى وجه كنان قدر الإمكان.كان صمت الغرفة ثقيلاً، وكل كلمة غير مقولة كانت تزداد وضوحًا بينهما. شعر كنان بمدى الألم الذي يشعر به ياماتش دون أن ينبسا بكلمة.
ينهي ياماتش عمله ليقف بهدوء ناظرا إلى العم قائلا:
"هيا ياعم العشاء جاهز ، أحضره معك"ينزل العم وكنان الذي كان يخجل بشده من لقاء عائلته بعد علمهم بما كان يخفيه ولكن بتشجيع العم نزل خلف ياماتش وقبل دخولهم لغرفة الطعام اوقف العم ياماتش قائلا:
" سأرحل الان ".
أنت تقرأ
أريد أن أصرخ
Short Story(( مكتملة )) بدأت ٢٠٢٤/٩/٢٠ وانتهت ٢٠٢٤/١٠/٢٧ نعم، قد يصبح الصراخ أمنية عندما يصبح الصمت ثقيلًا لدرجة لا تُحتمل،الصمت الذي قد يبدو ملاذًا آمنًا في بعض الأحيان، ووسيلة للهروب من المواجهة أو التعبير عن الألم. لكنه يصبح سيفًا ذا حدين عندما يتحول إلى عا...