بعد أن هدأ الجو في الغرفة واستقر كنان على السرير تحت تأثير المهدئ، تبادل الإخوة نظرات مليئة بالقلق والتوتر والارهاق.
كان الجميع يدرك أن وجود جومالي في الغرفة عند استيقاظ كنان قد يزيد من صعوبة الامر.
ياماتش، الذي كان الأقرب إلى كنان في تلك اللحظات، تحدث بهدوء، وهو ينظر إلى جومالي برجاء:
"اخي... من الأفضل أن تغادر الغرفة قبل أن يستيقظ كنان...ارجوك ...هكذا افضل...حتى يهدأ فقط."
جومالي تردد للحظة، عيناه مليئتان بالندم والقلق لينظر إلى ذلك النائم يئن بالم ،يرى كيف طبعت أصابعه على رقبة كنان.
لم يكن يريد المغادرة، كان يريد البقاء ليطمئن عليه، وربما لمحاولة إصلاح الأمور.
لكنه أيضًا كان يعلم أن وجوده قد يجعل الوضع أسوأ. صالح أضاف بنبرة أكثر حزماً:"لا بد أن تذهب اخي ،يجب أن نضع كنان في المقام الأول الآن. يجب أن يتعافى بهدوء، ووجودك سيجعله متوتراً."
جومالي شعر بغصة في قلبه. لم يكن قد تخيل أن الأمور ستصل إلى هذا الحد، وأنه سيكون الشخص الذي يخشاه كنان إلى هذا الحد .
لكنه أدرك في تلك اللحظة أنه لم يكن لديه خيار. نظر إلى كنان المسكين وهو مستلقي على السرير، متعبًا ومكسورًا، ثم إلى إخوته الذين كانوا ينتظرون منه القرار، لينسحب من الغرفة دون أن ينطق بحرف واحد.
وبخطوات ثقيلة، خرج جومالي من الغرفة، شعر بثقل في قلبه، وكأن كل خطوة تبعده أكثر عن تصحيح خطئه.
بمجرد أن أغلق الباب خلفه، تنفس الإخوة الصعداء، متمنين أن يساهم ذلك في تهدئة كنان عند استيقاظه.كان جومالي يجلس خارج الغرفة، جسده منحني ورأسه مطأطأ بين يديه.
كان عقله يعج بأفكار متضاربة، وصدى صراخ كنان ما زال يتردد في أذنيه: "أبي... أتركني، اتررركني... أبي!".شعر بألم يخترق قلبه وهو يتذكر نظرات الرعب في عيني كنان وكيف تراجع مذعورًا منه، لا يعلم لما هو متأثر بهذا الشكل الم يكون هذا كنان الذي لم يعجبه منذ مجيئه وكان يرمقه بنظرات ثاقبه ويقسو عليه بالكلام .
في تلك اللحظة، خرجت داملا من غرفة ساديش، كانت تبحث عن ماء، لكن منظر جومالي الجالس بذلك الشكل أثار قلقها.
تقدمت نحوه ببطء وجلست بجانبه على الكرسي، وضعت يدها على كتفه بلطف وقالت:"جومالي؟ ماذا حدث؟"
رفع رأسه ببطء، وعيناه مليئتان بالندم والحزن. حاول أن يجد الكلمات، لكنه لم يستطع. كان يشعر بالخجل والضياع، كل ما استطاع قوله بصوت مختنق:
أنت تقرأ
أريد أن أصرخ
Conto(( مكتملة )) بدأت ٢٠٢٤/٩/٢٠ وانتهت ٢٠٢٤/١٠/٢٧ نعم، قد يصبح الصراخ أمنية عندما يصبح الصمت ثقيلًا لدرجة لا تُحتمل،الصمت الذي قد يبدو ملاذًا آمنًا في بعض الأحيان، ووسيلة للهروب من المواجهة أو التعبير عن الألم. لكنه يصبح سيفًا ذا حدين عندما يتحول إلى عا...