حساب قديم

680 65 40
                                    

في القبو المظلم، سقط كنان أرضًا بقوة بعد أن ألقاه الفتيان عليها. كانت ضربة راسه قوية جدًا لدرجة أنه بالكاد يلتقط أنفاسه.

أشار عادل إلى الفتيان، فجلبوا دلو ماء وسكبوه على كنان بعنف.
شهق كنان بشدة من برودة المياه، وهو يلتفت حوله بعيون مرتجفة، لا يدري أين هو أو ما الذي حدث! اتسعت عيناه رعبًا عندما وقعت على عادل الذي يقف أمامه.

اعتدل كنان في جلسته، يمسك رأسه المتألم من الخلف بسبب الضربة، وجسده يرتعش من البرد، فقد نزعوا عنه معطفه وأصبح مبللاً.

ابتسم عادل بغضب مكشّرًا عن أسنانه المسودة، وقال بصوت منخفض:
"أهلًا بك في جحيمي مرة أخرى أيها اللعين، كنان."

ابتلع كنان ريقه وهو ينظر بعينين مرتجفتين إلى عادل.
كان يعرف هذه النظرة جيدًا، فهي النظرة التي تسبق عقابًا قاسيًا.

بدأ عادل يتجول في الغرفة، متكئًا على عصاه، وبصوت أرعب كنان قال:
"هل تعرف كم خطأ ارتكبت أيها اللعين؟!"

كان كنان يتراجع زاحفًا على الأرض مع كل خطوة يقترب فيها عادل منه. أكمل عادل بصوت متوعد: "أولاً، هربت مني سابقًا.
ثانيًا، أبلغت الشرطة عني وتسببت في إصابتي. والآن تخدعني وترتكب نفس الخطأ الغبي وتتفق معهم."

استمر كنان في الزحف حتى التصق بالحائط و لم يعد هناك أي مجال للهرب.

يضحك عادل الذي يتلذذ بتحطيم كنان نفسياً. مبتعدا عن كنان قائلا بابتهاج
" لم تتغير كنان ، تلك النظرة التي في عينيك كم اتلذذ بها ".

تلك النظرة التي عرفها منذ زمن، نظرة الخوف والضعف. عادل، الذي يعشق السيطرة، يجد متعة في استعادة هيمنته على كنان عبر تذكيره بضعفه القديم.

لاحظ عادل الساعة الفاخره على معصم كنان،سخر منه قائلا
  "ماهذه الساعة القيمة ، يبدو انك كنت تعيش في رفاهيه!"

ثم اشار عادل بعينيه للفتيين اللذان كانا يرافقانه على الفور اقتربا من كنان محاولين اخذه الساعه منه عنوه،

لكن كنان قاوم بشده  فهي ليست مجرد ساعة بالنسبة له بل ذكرى والده الراحل وهدية أخيه ،

اشتبك معهم كنان بعناد محاولا الحفاظ على الساعة، لكن أحد الفتية لكمه بقوة في بطنه مما أفقده عزمه ،استغلوا الفرصة وسحبوا الساعة منه بعنف.

وقف عادل يراقب المشهد بابتسامة باردة،ثم ارتدى الساعة بفخر ،مستعرضا بها كما لو كانت غنيمة حرب،

أريد أن أصرخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن