الفصل الخامس «الوعد»

29 3 1
                                    

الفصل الخامس
"رواية لَيتَنَا نَلتَقِي"
اللهم قرّب بيننا وبين الأمنية التي تعيش على ضِفاف صدورنا كل ليلة."
تائهة وأتمنّي أن أعود كما كنت، أريد أن أنسي كل اللحظات التعيسة، أريد أن أحظي بسلام دائما فقط سلام.
___________________________
بعد مرور أسبوع.
نهلة: ممكن لو سمحت تتطلع  في شقة رقم**
نور بعيون مندهشة: واو يا ماما العمارة حلوة أوي يارب تكون بداية حلوة لينا.
نهلة بابتسامة: فعلاً ماشاءالله  يلا عشان نطلع.
-أثناء تحركهم إلي المصعد ذهلت "نهلة" بوقوف صديقتها تتحدث عبر الهاتف.
نهلة بذهول: صباح!!
-نظرت" صباح "لكي تستعلم عن من ينديها.
صباح بشهقة:" نهلة " عاملة اية، أخبارك وحشتيني ده كلة غياب أخص عليكِ
نهلة بابتسامة عريضة: الحمدلله أنتِ أخبارك ايه معلشي بس أنتِ عارفة من بعد موت "محمد" وأحنا انتقالنا للمنصورة نعيش فيها.
صباح بابتسامة: الأعذار دي متنفعش معايا كان علي الأقل تكلميني في التلفيون حاولت أكلمك بس كان دايماً مقفول.
- ثم نظرت إلي نور بشهقة صباح: دي بنتك "نور"
ما شاءالله  بقت قمر وعسل ربنا يحميها.
نهلة بابتسامة: يارب يا "صباح"، ثم نظرت إلي
" نور" لكي تَعرفها علي صديقتها.
نهلة: طبعا بما أنك مستغربة يا "نور" اللي بيحصل ده، ثم أشارت إلي "صباح" بابتسامة
دي خالتك "صباح" كانت صحبتي من أيام الدراسة وكانت جارتي كمان
كُنا أكتر من صُحاب للدرجة أي حد كان بيشوفنا كان بيفكرنا أخوات بس كل واحده فينا تجوزت وبعدنا عن بعض بسبب المشاغل وكل واحدة تجوزت في مكان شكل بس كُنا علي تواصل في التلفيون.
نور بِفهم وابتسامة: أزيك يا طنط أتشرفت بمعرفتك
صباح بتهكم: طنط أنتِ عملتي أي في البت "نهلة"
-أخذت "نور" من يدها وحضنتها
صباح بحب: أنتِ بنت الغالية يا حبيبتي يعني مقامك زي مقام أبني بالظبط  فمتقوليش طنط دي
ثم تابعت بمرح: قولي صبوحة علطول.
-"نور " وهي تبادلها الحضن بابتسامة: من عنيا يا صبوحة.
-قاطع هذا الحوار عم "توفيق" حارس البوابة.
عم توفيق بنهج: أنا طلعت يا مدام الشنط فوق تؤمري بحاجة تانية؟
نهلة بامتنان: شكراً علي تعبك معانا، ثم ناولته بعض
النقود استحساناً له.
عم توفيق برفض: حضرتك  بتعملي اية اللي أنا بعملة ده واجبي وبعدين أنا باخد فلوسي كل شهر من صاحب العمارة.
نهلة بابتسامة: متشكره لحضرتك.
صباح بنبرة عالية: يلا يا "نور" أطلعي معايا يلا نشوف الشقة ونفطر هتلاقيكوا لسه مَكلتوش حاجه.
نهلة بحنق زائف: أنتِ لحقتي تاخدي البت وبعدين أنتِ عارفة شقيتي رقم كام؟؟
صباح بخبث: لا أنتِ خلاص تنسي بنتك من النهاردة بقت بنتي أنا طول عمري نفسي يكرمني ببنت وخلاص "نور"  من النهاردة بقت بنتي.
نور بابتسامة: وأنا يشرفني أني أكون بنتك يا صبوحة.
صباح بحب: ربنا يحميكِ يا حبيبتي، نظرت إلي "نهلة" وبالنسبة لشقتك فا الحمدلله جمب شقتي كنت شوفت عم "توفيق" وهو بيطلع الشنط وسألتوا  ، يلا يابت يا "نور" عشان نخلص اللي ورانا.
نور بحماس: يلا يا صبوحة عشان أنا خلاص هموت من الجوع.
-نظرت "نهلة" بعد رحليهم بابتسامة: الحمدلله بعد الوقت ده كلة شوفت ضحكت "نور" تنهدت بعمق وتحدثت: شكل "نور" كان عندها حق لما قالت نسيب المنصورة ونرجع تاني القاهرة يارب أحميها وأبعد عنها أي أذي.
_________________________
غَريبَ تلكَ المشاعر المضطربة  هل علينا الحزن؟ أم تلكَ مشاعر كاذبة ليست صحيحة.

-كان يجلس "زياد" بوهن من بعد تلكَ الأحداث المحزنة ويعصف في ذهنه الكثير من التساؤلات، قاطع شروده طرقات علي باب مكتبة.
رامي بجدية: "زياد" إنتَ لازم توقع علي الورق ده ضروري وبعدين السكرتيرة قالت أن اجتماعك كمان نص ساعة.
زياد بتنهيده: تمام يا "رامي"  هات الورق والاجتماع أنتَ هتحضره معايا.
رامي بتريث: ماشي هاجي معاك بس قولي بقا هتفضل لحد أمتي كدة خالتي كل شوية تكلمني وزعلانة عليك أرجع "زياد" اللي أحنا عارفينوا.
زياد بتنهيده: عاوزيني أعمل اية يعني أنتَ فاكر الموضوع سهل وكان في شهور، أنا قعدت سنين مستياها فاهم الوقت كان بيعدي وأنا لسة محافظ علي قلبي عشان لما ترجع بس اية اللي حصل في الأخر اتجوزت وبعدها ماتت أنا مش بلومها واللة دى حياتها وهي كان ليها الاختيار تستناني أو تنساني بس هي اختارت أنها تنساني للأسف. رامي بحزن علي ما تفوة به صديقة: الحمدلله يا "زياد" في الأول والأخر زي ما دايمًا أمي بتقول «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» فصدقني يمكن ده الأحسن ليك وعدم ظهورها ليك طول الوقت ده كلة كان الأفضل والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
زياد بابتسامة  : أي يعم ده كلة مانت طلعت جامد أهو ومخبي علينا أمك علطول فاكرك أهطل.
رامي بضجر زائف: هو أنتَ و "خضرة" اللي جايبني للورة والله عالم ميطمرش فيهم. زياد بضحك: يا بني أحنا لاقينك من علي باب الجامع أصلاً.
رامي بحسرة زائفة: أنا طول عارف أنكوا مش أهلي ولا إنتَ أخويا يالا أنا قولت الچينات اللي عندي دي مستحيل تكون في العيلة دي أنتو عيلة فقرية وحزينة عكسي خالص أنا واحد فرفوش وعسل مش زيك، اها صحيح  الواد "سند" كلمك؟ زياد بيأس: أنا مش فاهم أمك مستحملاك أزاي ده ليها الحق تزهق منك، علي العموم "سند" كَلمني وهيوصل بكرة بليل.
رامي برفع حاجب وبنبرة مرحة: أنتو تطولوا تقعدوا معايا أصلاً، والواد "سند" يابختوا يعم زمانوا مولع الدنيا في الشهر العسل، عقبالك يا زيزو لما تولع الدنيا إنتَ كمان.
زياد بحنق: عيل  أهطل صحيح روح يالا يلا النص ساعة عدوا والاجتماع بدأ.
رامي بخبث: ماشي يا حبيبي يلا عشان الاجتماع.
-بعد خروج "رامي" من المكتب، تنهد "زياد": ربنا ما يحرمني منك ولا من أهلي.
__________________________
ليت النهايات مثل البدايات جميلة.

نور بفرحة: شوفتي يا ماما الشقة تحفة أزاي وكمان طنط " صباح" طلعت عسوله أوي متوقعتش أني أتعرف علي حد وانبسط معاه بسرعة ويحبيني.
نهلة بابتسامة: فعلاً "صباح" طول عمرها بتدي بهجة في المكان اللي هي فيه يمكن بسبب روحها مازلنا لسه صحاب كان دايما بيحصل خناقات مابينا بس عمرها ما سبيتني.
نور بابتسامة: ربنا يدمكوا لبعض ويرزقني بصحابة زيكوا كدة.
نهلة بابتسامة: بإذن الله يا حبيبتي ربنا هيرزقك قريب ان شاءالله.
____________________________
-بعد حضور "زياد" إلي البيت
وبدل ملابسة إلي أخري مريحة عبارة عن «بنطلون بيج رياضي وتشريت أبيض».
زياد بنبرة مرحة: أي يا ست الكل عاملة أكل اية النهاردة. صباح بابتسامة:  عاملة محشي يا حبيبي
زياد بصدمة: محشي!! محشي يا صبوحة أنتَ عارفه أني مش باكل محشي، أنتَ فاكريني "رامي" وجاي أتغدا هنا.
صباح بتهكم: في اية ياولا نعمل أية يعني هو في حد مش بيحب المحشي يعني نوقف الاكل اللي بنحبها عشان حضرتك مش بتحبه.
زياد بذهول: يا ست الكل أنا مقولتش متاكلوش اللي أنتو مش بتحبوها، بس أنتِ عارفة أني مش بحبة ودى مش حاجه جديدة عليكِ وبعدين أنتِ بتعملي محشي كل يوم خميس أصلاً وبتعزمي "رامي" عشان هو بيحبه، بس لا النهاردة الخميس ولا أنتِ عازمة "رامي"  يبقي أية المناسبة؟ صباح بضجر: ده أنتَ عيل رغاية بصحيح وبعدين اه لا النهاردة الخميس ولا عازمين "رامي"  بس أنا عاملة المحشي لصحبيتي وبنتها لأنهم جم النهاردة العمارة وسكنوا في الشقة اللي جنبنا وبما أنهم لسه جاين مكنوش هيفضوا يعملوا اكل علي مايظبطوا الشقة وطبعا هي بتحب المحشي فقولت اكيد هعمل محشي.
زياد بيأس: ماشي يا ست الكل، بس أنتِ لحقتي تصحبيها!
صباح بابتسامة: لأ طبعا هي صحبتي من زمان من أيام الدراسة وكانت جارتي بس لما كل واحدة تجوزت بعدنا عن بعض بس حكمة ربنا خلينا نتقابل تاني ونشوف بعض تاني.
زياد بتفهم: اها ماشي أنا هخرج أجيب شوية طلبات ليهم لأن أكيد هتلاقيهم محتاجين حاجات.
صباح بفرحة: ايوه صح أزاي نسيت الموضوع ده كتر خيرك يا حبيبي أنك فاكر خلاص روح أنتَ علي أم اخلص الغدا.
__________________________
-بعد خروج "زياد" من العمارة وذهب إلي السوبر    ماركت لكي يشتري الطلبات.
بعد خروجه من السوبر ماركت توجه إلي العمارة مرة أخري وأثناء دخوله إلي المصعد أوقفه عم "توفيق"
عم توفيق: أستاذ "زياد"
زياد بابتسامة: عم "توفيق" أخبارك اية، وبعدين مش قولنا بلاش أستاذ دي مش أنتَ معتبرني زي أبنك يبقي قولي يا "زياد" بس.
عم توفيق بفرحة: أكيد طبعاً معتبرك زي أبني وأكتر كمان ربنا يعلم غلاوتك عندي  ربنا يكرمك يابني ويحميك لشبابك.
زياد بابتسامة: ربنا يجزيك
المهم كنت محتاج مني حاحة؟
عم توفيق: اه صح الناس اللي جم النهاردة في الشقة اللي جنبكوا بما أن مدام "صباح" عارفهم، ثم ناوله سلسلة كانت معه، السلسلة دي وقعت في المكان اللي هما كانوا وافقين فيه فأكيد هي بتاعتهم لان محدش دخل العمارة بعدهم.
-أخذ "زياد" السلسلة ثم شكره
زياد: ماشي يا عم "توفيق".
-بعد ذلك دخل" زياد " إلي المصعد ثم لفت انتباه تلك السلسلة.
زياد بأعجاب: شكل السلسلة حلوة شكلها مميزة.
-ثم خرج من المصعد وتوجه إلي شقته لكنة لفت انتباه فتاة تقف تبكي وكأنها تبحث عن شيء ما.
زياد: بتدوري علي حاجه يا آنسة؟؟
نور ببكاء وعفوية : ايوه في حاجة وقعت مني وبدور عليها ومش لقياه
زياد بشك: حاجه زي أي يعني عشان ادور عليها.
نور بدموع: سلسلة كنت لبساها بس مش لقياه يارب ماتكون وقعت مني في الطريق.
زياد بشفقة عليها: هو أنتِ الجارة الجديدة؟
نور وهي تمسح دموعها بظهر يدها: ايوه أنا
زياد بابتسامة عذبة: طب متعيطيش و وعد أجبلك السلسلة.
نور بنبرة طفولية: بجد هتجبيلي السلسلة.
زياد بابتسامة: أوعديني الأول أنك متعيطيش.
نور وهي تتوقف عن البكاء وبنبرة خافتة: وعد.

توقعاتكم
بقلم: ملك عبدﷲ أحمد.

لَيتَنَا نَلتَقِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن