"10"

1.3K 58 21
                                    



"منزل منيرة"
عضت شفتها وهج من وصلو أمام الباب بشوق والذكريات تتوالى على ذاكرتها بشكل مؤلم ، صدت وهي تحس بدموعها تنزل بعدم أرادة منها ، حاوطت سلطانة أكتافها بمواساة وهي تردف بحنية: ادعيلها بالرحمة يا بنتي
لفت وهج عليها وهي ترتمي بأحضانها وتبكي بشكل محزن ، ابتعدت بعد مرور قليل من الوقت وهي تلف على رعد وهي تشوفه صاد للجهه الأخرى ، مسكت سلطانة يدها وهي تسحبها للداخل وتردف موجهه حكيها لرعد: رعد يا امي روح عند الرجال
هز رعد راسه يلف ناحية مجلس الرجال ، دخل وهو يعزي الرجال ومن انتهى جلس ويلاحظ نظرات الكره من سيف وغيث تجاهلهم بعدم اهتمام ، وبعد مرور ربع ساعة عقد حاجبه باستغراب من شاف رسالة من العميد أنهم خرجو نجم يحضر العزاء ٣ أيام ويرجع السجن ، ما مر كثير وهو يشوف نجم داخل ووجهه يتلون بالأحمر ويناظرهم بذهول ينتظر احد ينفي الي قاعد يصير ، تقدمو الجميع يسلمو عليه بفرحة وهم يتحمد له بالسلامه وبنفس الوقت يراودهم شعور محزن على حاله: بقى متصنم يناظرهم يعزوه بعدم استيعاب ، هو حتى مالحق يشوفها قبل يدفنوها ، من تذكر وهج وهو يخرج من المجلس بسرعة بشكل اربك الحضور من حاله ، دخل وشاف قدامه العاملة اردف باستعجال: وين وهج ، هزت العاملة رأسها وهي حزينة جداً على موت منيرة
قامت وهج من نادتها العاملة وهي تناديها تجي معاها ، مرو من عند المدخل وصنمت مكانها من لمحت زول ابوها ، هي اشتاقت له كثير ولاكن بداخلها عتب كثير عليه!
تجمعت الدموع بمحاجرها وهي تهز رأسها بالنفي تنكر الي تشوفه ، هي ما تعرف كيف بيكون معاها ؛ حنون؟ لطيف؟ يكرهها؟ يحبها؟ بيهاوشها؟  فعلياً ما تدري وخايفة كثير ما تنكر ابداً!
لانت ملامحه من شافها أمامه ، كبرت كثيرر عن آخر مرة شافها فيها ، هو يذكرها تحبي قدامه وعمرها سنتين ، شلون كبرت كذا بهالسرعة ما يدري؟ خصوصاً انها طلعت على امها كثير في الملامح ويتمنى انها تاخذ من أطباعها
ماقدر يتحمل اكثر وهو ينحني على ركبه بضعف تنهمر دموعه غصب عنه من كثر المشاعر الي تتوالى عليه
زمت شفتها وهي تبكي من منظر ابوها المحزن وهي تنحني على ركبها تبدأ بالبكاء ، هي عاجزة تروح عنده تحضنه رجولها ما تشيلها من كثر الصدمة
تقدم رعد بسرعة وهو كان حاضر الموقف كله وهو كان وده يبكي من كثر المشاعر الي داهمته من شافهم الاثنين عاجزين عن الحركة يكتفو بالبكاء
مسك ذراع وهج وهو يدخلها بحضنه يشد عليها من حاوطت ظهره وصوت بكائها يزيد ما ينقص ، مسح على ظهرها يحاول يهديها لانه مو قادر يستحمل يشوفها تبكي هالكثر ، ناظر نجم الي وقف وهو يمسح دموعه بشماغه ويحاول يهدي نفسه ، تقدم نجم وهو يشوف وهج في احضان رعد ، سحبها من ذراعها بخفها وهو يحضنها بشوق شديد ، ندم على كل لحظة عاشها بعيد عنها في السجن ، هو يبكي من غبنته انه ما قدر يشوفها تكبر قدام عينه ، والي يغبن اكثر انه يموت اعز شخص بقلبه قدام عينه وينسجن ظلم ١٥ سنة!
حاوط وجهها وهو يقبل جبينها لثواني: اسف والله اسف بس مو بيدي
زادت ببكائها وهي ترجع تحضنه ، هي ماتحب تشوف احد يبكي كيف لو كان ابوها؟ ، خصوصاً ان الرجال ما يبكون إلا على الشديد القوي وهالشيء كان كافي انه يلامس قلبها بشدة! رجع يحاوطها وهو يقبل رأسها مرة ومرتين وثلاث ، بعد مرور ربع ساعة ابتعدت وهي تمسح عيونها وتلف تناظر رعد تارة وتارة اخرى تناظر نجم ، هي للحين مو مستوعبة!
تقدم نجم وهو يمسك يدها ومن كان بينطق أبعدت وهج: آسفة بس أنا ما قد عشت معاك ف خلي بيننا حدود!
ناظرها لثواني بدهشة! هو فعلياً ما توقع هالشيء منها أبدا! وفعلياً ماينكر صدمته الي تبان من عيونه هي بنته شلون تقولها بهالسهولة ما أثق فيك؟
عض رعد على شفته وهو يعرف ان هالشيء كثير على نجم ويعرف انه ما بيتحمل ابداً!
ناظرت وهج صدمته لثواني وهي تعرف انها قست عليه شوي بالكلام بس هي فعلياً ما تثق فيه ولا تعرف باخلاقه وأسلوبه هي كل الي تعرفه انه متهم بقضية قتل وما تدري إذا كان مظلوم صدق او بريء؟
صد نجم وهالشيء كثير عليه ، ماشاف زوجته وحبيبته الي حارب الكل عشانها من ١٥ سنة! ويوم يخرجوه من السجن يخرجوه بسبب وفاتها؟ ولا بعد يستقبله صدود وجفا بنته؟ ما بقي له احد غير بنته ، اذا هي استقبلته بالصدود ورافضة قربه مين بيبقى عنده؟
تنهد رعد وهو يشوف وجهه نجم يحتقن باللون الأحمر من شدة ضيقته ، هو مهما كان قاسي مستحيل توصل فيه لهالمرحلة: نجم روح انت ارتاح و أنا اكلم وهج
ناظره نجم لثواني وهو يهز راسه بقلة حيلة ، ويلف على العاملة الي راحت توريه مكان غرفة منيرة
لف رعد على وهج وهو يمسك كفّها يجلسها معاه على الكنبة ، لف عليها وهو يحاوط وجهها برقة: وهج تدري انو ذا أبوك صح؟
هزت رأسها بالإيجاب ، واسترسل رعد يكمل حديثه: طيب اسمعيني ، الحين احنا ما ندري إذا أبوك صدق انسجن ظلم ولا صدق ، لاكن تخيلي يطلع من السجن عشان يحضر عزا زوجته ومابقى له احد غير بنته من بعد الله ، وآخر شي تستقبله بنته بالصد والجفا؟ أنا ما اقولك استقبليه بالأحضان متفهم شعورك لاكن راعيه شوي ، ترا كلها ثلاث أيام يحضر العزا ويرجع ينسجن!
زمت وهج شفتها وهي تشتت أنظارها ، كانّها تو يرجع لها وعيها وتستوعب الشي الي سوته
اردف رعد بهدوء: روحي الحين عنده و خذي أخباره قبل لاتندمي بعدين!
هزت وهج رأسها بالإيجاب وهي تروح تدور العاملة ومن لقتها سالتها عن مكان ابوها وقالت لها انه فوق في غرفة منيرة ، دقت الباب وهي تفتحه بهدوء وسرعان ما جمدت محلها من شافته جالس فوق السرير يبكي بشدة وصوت شهقاته العالية اخترقت قلبها من قوتها ، ما قدرت تتحمل اكثر وهي تجلس بجانبه وترفع ذراعه تدخل بحضنه، وقف نجم من البكي لثواني وهو يناظر وهج الي صارت تبكي بحضنه ، هو ما قدر يكمل بكى قدامها لجل ما يضعفها اكثر ، شد عليها وهو ينحني يستنشق ريحتها الي تجي من امها كثير ، هو ملاحظ انها طالعة نسخة من امها وهالشيء مريحة انه بيقدر يتأملها كل ما حس بالشوق لمنيرة ، لاكن وين بيتأملها وهو بيرجع لوحدته وكآبته في السجن؟
ابتعدت وهج عنه وهي تردف بتساؤل: ممكن تحكيني
هز رآسه بالإيجاب وهو يقبل جبينها: ابشري ، هذا الله يسلمك في يوم من الأيام رحنا أنا وتيار الله يرحمه البر عشان نصيد وبعد المغرب شي كذا جونا قطاع طرق كانو ناوين يقتلو*ني لاكن وقف تيار قدامي على آخر لحظة وجت الطلقة عليه وعاد هما هربو ونا اخذت تيار ووديته المستشفى على طول لاكن الله يرحمه ما قدر يتحمل ومات على طول ، ويوم جو يحققون معي حاولت افهمهم كثير بس مو راضيين يقتنعون لانه مافي دليل!
زمت شفايفها بحزن ولكن ماتدري ليه راودها شعور الشك والخوف منه لانها فعلياً ما تستأمنه، فكرة انه يجيك شخص في يوم وليلة يقول أنا أبوك ومتهم بالقاتل حتى لو كان ظلم هي ماقد عاشرته لجل تعرف اطباعه ، وهالشيء كثير عليها صح انه حنون معاها كثير لاكن برضو ما تثق
ابتعدت وهي تصد متجهه للباب بنية الخروج واردفت باستعجال: تعبانة بروح ارتاح
تنهد وهو حس بخوفها لاكن ما يقدر يمنعها لانه هذي ابسط حقوقها!
خرجت وهج وهي تنزل للصالة تشوف رعد جالس في مكانه ويهوجس ، تقدمت وهي تجلس بجانبه ولف عليها من حس بوجودها وهو يرجع ظهره على الكنبة: ايش صار؟
رفعت أكتافها بحيرة وهي تنسد ظهرها على الكنبة وتتكتف: قعد يقولي ايش سبب سجنه بس برضو ما أثق فيه واحس مو مصدقة كيف كل دي السنوات وما طلعو دليل؟
زفر وهو يلعب بشعره بتشتت ، لف عليها وهو يحاوط خصرها يقرّبها منه ، حست بحرارة شديدة تعتليها من شدة الخجل وهي تشتت أنظارها لبعيد
انحنى لمستواها وهو يردف بنبرة غريبة: طيب تقدري تتعايشي معاه ولا مو مرتاحة
ميّلت رأسها باستغراب وهي ترفع أكتافها بعدم معرفة: ما ادري لكن اخاف اقعد معاه لوحدي بالذات انه قاتل!
عض شفته وهو يناظرها لثواني ما يبيها تاخذ فكرة سيئة عن ابوها حتى لو كان صدق أبداً مو حلوة!
اردف بحنية: وهج حبيبي احنا للحين ما ندري إذا صدق مظلوم ولا بريء
زمت شفتها بحيرة وهي تناظر نظراته الغريبة الي ما اعتادتها عليه ابداً!
قاطع تأملهم جوال وهج من دق وهي تشوفها سما ، قامت وهي ترد عليها وسرعان ما أبعدت الجوال من صرخت سما بصوت عالي: وهججججج!!
عقدت وهج حاجبها باستغراب: اشبك؟
سما بحماس: لازم اقولك السالفة حريقة ، بس اشبو صوتك كدا زعلانة انتي؟
شتت وهج أنظارها من حست بغصة وهي ما تقدر تخبي عنها شي وهي تنطق بصعوبة: سما ماما ماتت
توسعت عيونها بذهول وهي تردف بعدم تصديق: وهج ايش دي المقالب الخايسة؟
ما قدرت تكبتها اكثر ونزلت دموعها بغزارة وجسدها يتنافض مع كل شهقة تطلع منها: والله ما امزح
تجمعت الدموع بعيونها وهي تردف بحزن شديد: يحياتي الله يرحمها ، يلا أنا جايتك دحين
هزت رأسهآ بالإيجاب وهي تتمنى لو كانت قدامها: انتظرك
قفلت وهي تشوف رعد الي قام وهو يقبل جبينها: الله يرحمها ، أنا رايح عند الرجال إذا بغيتي شي دقي علي
هزت رأسها بالإيجاب وهي تدخل عند الحريم تجلس بجانب سلطانة ، بعد مرور نصف ساعة قامت من دخلت سما وسحاب وأمهم أميرة ، بكت من حضنتها سما وهي كل ما تتخيل انها ما بتقدر تشوف امها ثاني تنهار اكثر من قبل ، بعدت من هدت شوي وهي تسلم على سحاب وأميرة وتحس بشعور بشع يداهمها من تسمع ( الله يرحمها ، احسن الله عزاكم) اكثر كلمتين كريهه ممكن تمر على شخص ، قامت سلطانة وهي تسلم عليهم

أحبك لو يموت الحب وتصير القلوب قبور أنا مهما منحتك أشعر بتقصيريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن