حياه في ظـلال آدم

الفصل العاشر

قبل القراءه متنسوش الصلاة على النبي 👀♥♥

-----------------------------------–------

مرّت الأسابيع بسرعة على حياة وآدم، ولكن مع كل يوم، كانت العلاقة بينهما تنمو وتزداد تعقيدًا. لم يعد الأمر مجرد دعم في العمل، بل أصبحت مشاعرهما أكثر عمقًا وتشابكًا، ومع ذلك، بدأت التحديات تحاصر علاقتهما من جهات غير متوقعة.

بينما كان آدم ينهي يومه في المستشفى، تلقى اتصالًا غير متوقع. كان صوت المرأة على الهاتف مألوفًا، لكنه لم يتوقع سماعه
"آدم، إزيك؟ أنا منال… لازم نتكلم."

تجمدت ملامح آدم للحظات، فقد كانت منال هي حبيبته السابقة، والتي تركته فجأة دون تفسير منذ سنوات.
كانت عودتها بمثابة صدمة له، لم يكن متأكدًا إذا كان يريد مواجهتها أم لا.

"منال… إيه اللي جابك بعد كل السنين دي؟" قالها آدم بنبرة مليئة بالدهشة والأرتباك.

منال بصوت جاد: "لازم نتقابل. في حاجات كتير لازم نشرحها لبعض. الموضوع أكبر مما تتخيل"

آدم قرر أنه لن يسمح للماضي بأن يؤثر على حياته الحالية مع حياة، لكنه كان يعلم أنه لا بد من مواجهة هذا الفصل من حياته ليتمكن من المضي قدمًا.

في يومٍ ماطر، قرر آدم مقابلة منال في مقهى هادئ بعيدًا عن أعين الفضوليين. جلس هناك منتظرًا ظهورها، وكانت الأفكار تتصارع في ذهنه. لم يعرف ماذا يمكن أن تقول له، لكن شعورًا داخليًا كان يخبره أن هذا اللقاء سيغير الكثير.

دخلت منال المقهى وجلست أمامه
منال:"آدم، أنا آسفة. عارفة إن كل اللي حصل مكنش ليه تفسير، لكن في حاجات كنت لازم أختفي عشانها."

أدم بنبره جاده: "منال، اللي بينا انتهى من زمان. ليه عاوزة ترجعي دلوقتي؟"

"أنا ما رجعتش عشان أرجعلك. رجعت لأني مضطرة أقولك الحقيقة. السبب اللي خلاني أسيبك هو إن اهلي كانو بيتتدخلو في حياتي بطريقة غير مقبولة. اضطروني أسيب كل شيء و أعيش في الخارج"، قالتها منال وهي تنظر إليه بنظرة حزينة.

آدم شعر ببعض التعاطف، لكنه كان متأكدًا من موقفه: "اللي حصل زمان انتهى يا منال. أنا دلوقتي في مكان مختلف، وحياتي اتغيرت."

منال شعرت بالحرج وقالت: "كنت متوقعة إنك تقول كده. أنا مش هنا عشان أطلب حاجة، بس كنت محتاجة أشرحلك."

انتهى اللقاء بحذر بين الاثنين، ولكن آدم خرج منه متأكدًا من شيء واحد: ماضيه مع منال قد انتهى تمامًا.

في الوقت نفسه، كانت حياة تواجه تحديات جديدة في عملها. بضغط كبير من إدارة المستشفى، تم تعيين دكتورة جديدة تدعى "نرمين" في نفس القسم الذي تعمل فيه حياة، وكانت نرمين معروفة بأسلوبها العدواني وطريقتها في التعامل مع الجميع.

"دكتورة حياة، هل ممكن نناقش بعض القرارات اللي اتخذتيها في آخر حالة؟" قالتها نرمين بنبرة جافة وهي تقف أمام حياة في المكتب.

حياة شعرت بالغضب، لكنها حافظت على هدوئها. "نرمين، كل قرار اتخذته كان بناءً على تحليل الحالة. إذا عندك أي ملاحظات، ياريت نتناقش بطريقة مهنية."

لكن نرمين كانت تستغل كل فرصة لإظهار تفوقها، وتحاول جعل حياة تبدو في موقف الضعف أمام باقي الأطباء.

بدأت حياة تشعر بأن الأمور تزداد تعقيدًا، خاصة مع الضغط المتزايد عليها، لكنّها كانت تعلم أنها لن تسمح لنرمين أو أي شخص آخر أن يؤثر على أدائها في العمل.

بينما كانت التحديات المهنية تؤثر على حياة، قررت أن تقضي بعض الوقت مع عائلتها لتخفيف التوتر. دعت آدم لحضور العشاء مع أسرتها

في منزل حياة، كانت الأجواء دافئة ومرحة. والد حياة رحب بآدم بحرارة وقال: "آدم، إحنا سمعنا عنك كلام كتير حلو من حياة. باين عليك إنك شخص محترم وشاطر في شغلك."

آدم: شكراً يا عمي
وأمضى الأمسية وهو يشعر بالراحة بين أفراد عائلتها. خلال العشاء، تحدث الجميع عن أمور الحياة والعمل، وكان من الواضح أن عائلة حياة معجبة بآدم.

ولكن في نهاية الأمسية، وبعد مغادرة آدم، تحدثت والدة حياة معها. "يا حياة، واضح إن آدم شخص كويس، لكن إنتِ متأكدة إن علاقتكم هتستمر وسط كل الضغوط دي؟"

"ماما، أنا وأدم بنتقابل في أصعب الظروف وواقف معايا في كل لحظة. عارفة إن فيه تحديات، بس أنا مؤمنة إننا هنقدر نتجاوزها سوا"، ردت عليها حياة بثقة.

وفي الوقت نفسه، كانت علاقة أحمد بشيرين وفراس ب رانيا تتعمق. قرروا الخروج معًا في عطلة نهاية الأسبوع إلى مكان هادئ بعيدًا عن ضغوط العمل. كانت الأجواء مليئة بالضحكات والنقاشات الممتعة، لكنهم أيضًا بدأوا يشعرون بأن هناك شيء أكبر يربطهم ببعضهم.

"شيرين، بحس إني مرتاح معاكِ بشكل غريب. كل مرة بنتقابل فيها بكتشف حاجات جديدة بتشدني ليكِ أكتر"، قالها أحمد وهو يجلس بجانبها تحت شجرة كبيرة في الحديقة.

ردت شيرين بابتسامة دافئة: "وأنا كمان بجد بحس إننا بنفهم بعض من غير ما نتكلم كتير"

وفي نفس الوقت، كان فراس يتحدث مع رانيا عن مستقبلهم المهني
رانيا بحماس: "إيه رأيك نفتح عيادة سوا بعد ما ننتهي من المستشفى؟ أنا دايمًا كنت بحلم أكون شريكة مع حد بيشاركني نفس الشغف"

"دي فكرة عظيمة، وفعلاً حاسس إننا هنعمل حاجة كبيرة سوا"، أجابها فراس بابتسامة مليئة بالتفاؤل.

مع نهاية هذا اليوم الطويل، كانت كل العلاقات تتشابك وتتعقد. آدم وحياة يواجهان تحديات كبيرة، سواء في حياتهما الشخصية أو المهنية، بينما أحمد وشيرين، وفراس ورانيا يقتربون أكثر من اتخاذ خطوات مهمة في حياتهم.

لكن ما لم يكن يعلمه الجميع، هو أن هناك عواصف جديدة في الأفق.

يتبع