البداية

13 1 0
                                    


هذه الأيام ليست افضل ايام حياتي وربما تصنف ضمن ايام التخطي العابثة والفوضوية
كتبت مؤخراً أنني أموت وهذا الطفل داخلي ينمو، وكتبت ايضاً أنني لا أتمنى الاستيقاظ
دونت :
" لم أكتب منذ تلك الليالي..
ولا أعلم وصفاً دقيقاً لمشاعري هذه إلا أنني لتوي ادركت في غضون الثلاثة اشهر الماضية ما تحملّه هذا الجسم الواهن من ثقل وجراح
لتوي انظر لهذا الوجه، العينان المتغضنة والخاصرة المتورمة
لقد بكيتها. بكيتها كثيراً وحدي في الغرفة الباردة والمدينة البعيدة عني
وتلك الأحلام.. التي كتبت عنها.. وحياتي السابقة.. والحالية..
وددت لو أن لا أصحو مجدداً
أن أتوجه للجنة دفعة واحدة من دون كفن ولا قبر ولا حساب
أن أختفي بهدوء
فأنا منهم، من الأشخاص قليل الحظ وكثيري الخيبات من الذين تركوا وتركتهم حتى أنفسهم
هذه الليلة لا حلم ولا أمل ولا جناج ولا رغبة أو ذرة حب
وأنا أعلم أن مضغة اللحم داخل صدري الأيسر تحجرت مثل الثدي عند تجمع الحليب وبعد الولادة
والطفل داخلي ينمو
وهذه البنت تموت..
لم تكن الخطة هكذا..
هناك خطب وعطب أبدي تسرب للقصة
وتود الآن بعد هذا الطريق أن تتوقف أن تسير بتجاه معاكس وأن تطارد أفكار الموت التي تعشعش فيها
ماذا لو نامت حزينة هل تفيق؟
وهل يعود ذات الشخص قبل ثلاثة أشهر لي؟
٤ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ "
بعينان منتفخة وجسم يرتعد ويصفق كتبت وانا أتكور على السرير وأدمع

وكتبت ايضاً :
" فعلت كل الأشياء بغاية الجدوى :
حتى أنخر هذا الصدر وتتسرب منه الغمامة
قصصت شعري لحدٍ قصير لأول مرة في حياتي العشرينية
ارتحلت إلى مكة أمام الكعبة وقبالة القبلة
استيقظت الصباحات وتناولت الفطور في الفندق
سجلت التسجيلات الصوتيه، بعدما بُحت بصوت هادر عن مكنون هذا القلب
علماً أنني نفسي لا اعرف الخطب ولا يمكن لي تحديد الجرح من ماذا
بإمكاني سرد التفاصيل. سبب البكاء وارتعاد الصوت وتصفق العظام وانا أدرك تماماً أنني ما توصلت للبؤرة
اعلم أنني أحوم فقط أحوم دون جدوى
والدموع صدر نافذ يدر الدموع. هي أربعة أشهر او حول ويحين الفطام، فطام الحزن؟ هل هذا ممكن؟
أم أن احزان المرء أطوار وأقسام وأوجاع ونحن في هذه الدنيا في مشقة "
بغض النظر عن ما إذا فعلت هذه الأشياء ام لا. لأنني في قِدم البدء بها

واخيراً وقبل سويعات وفي ردهة الجامعة دونت :

" هذا الخريف يبدو مميزاً وجديراً بالمحاولة
مع إدراكي أنني نصف بنت بنصف روح تشطرت في الرياض
وهذا القصيم والنخل والمنزل مسؤولة بشكل ما عن ترميمي
تلك الفترة من اليوم حينما اجلس اسفل النافذة وهبوب الرياح تحيط الغرفة والهدوء المؤنس المفقود في المنزل تهدأ روحي وتعود ادراجها وتذرف الدموع
لا تزال تنهمر إلى اجل غير معلوم اتخذت من البكاء منفذ لقلبي المتفطر ولا اعلم سبب هذه الأشياء إلا أنني اعلم محدثها "

اود البوح بسبب هذا الجائحة الحزينة التي غمرت روحي غير أن المنزل اسرار وان للروح اسرار تفقد حدتها عندما تبوح بها، ربما الصراخ او العويل يعطي موقفي حقه وربما الصمت لغة احسن من الكلام، لعظمة الشعور وحدة الموقف واندهاش العقل ألوذ بالصمت كدرع حتى لا ينهار هذا الجسد وحتى احتفظ بخصوصية حزني
فالحزن له حرمة وقداسية تدنسه القصة ذات الطابع الادنى من هول المصيبة

مذكرات وردية Where stories live. Discover now