مرحبا جميعا.. مضى وقت طويل منذ أن كتبت فصلا جديدا، و أنا آسفة على ذلك.
سأحدثكم اليوم عن قولة فرنسية مجهولة المصدر و حكيمة في الآن ذاته. وجدتها بالصدفة، و إخترتها لأنها ذات معنى عميق يتجدر داخل معظمنا. و هي:
"N'utilisez pas votre passé comme excuse pour ruiner votre avenir"
و معناها بالإنجليزي:
"Don't use your past as an excuse to destroy your future"و معناها بالعربي:
"لا تستخدم ماضيك كعذر لإفساد مستقبلك"_____________________________
القولة بسيطة لكنها بليغة. فكلنا نستخدم أعذارا من هذا القبيل كي نبرر فشلنا أو استسلامنا. فهناك من يبقى سجينا لماضيه ينوح على ما حدث و يتحسر على خيبته. لكن الحياة لا تتوقف عند حدث معين مهما كان مؤلما. فإذا توقفت أنت.. فاتك قطار الحياة و بقيت متأخرا عن العالم من حولك.
كمثال، كانت هناك فتاة تكره العمل الجماعي و تكره التعامل مع الآخرين بصفة عامة. لماذا في رأيكم؟؟ الإجابة هي لأنها كانت تتعرض لمضايقات في المدرسة بسبب وزنها الزائد و ضخامة حجمها مقارنة بأقرانها. و أعلم أن هذا يحصل كل الوقت.. داخل المؤسسات التعليمية و خارجها.. قد تكون ممن يتعرضون للمضايقة و السخرية أو ربما من المتنمرين الذين يتسببون بهكذا مشاكل نفسية لدى الآخرين. و قد تكون مجرد متفرج بريء.. أو هذا ما تمني به نفسك.
المهم.. أن تلك الفتاة وجدت مشاكل في حياتها الحاضرة.. و مشاكلها هذه ستنعكس لا محالة على مستقبلها.. و لماذا كل هذا ؟؟ لأنها تعيش في الماضي و تتذرع دوما بأنها كانت ضحية للآخرين لذا فهي لا تثق بهم و لا تطيق التعامل معهم.
أعزائي، بالمختصر المفيد..
لا تستسلموا لشبح الماضي الذي يطاردكم.. حتى و إن كان هذا الماضي قريبا، فمن كانت حياته مليئة بالإخفاقات و له تاريخ عريق في الحظ العاثر و الفشل.. لا يعني هذا أنه سيبقى فاشلا إلى نهاية حياته فبقرار منه سوف يغير مستقبله.. و قبل ذلك سيغير حاضره.إذا تقدمت بطلب عمل، يوم أمس و لم أحصل عليه.. فاليوم سأبدأ يوما جديدا و سأنسى ما حصل فالأمس من الماضي و الماضي لا يتغير، لكني ما زلت أملك حاضري و به سأغير مجرى حياتي.
سمعت مرة قصة شقيقين، عاش كل منهما حياته وفق اختياراته. فكان الأول يتعبد و يذكر الله ليلا و صباحا و يعتكف في الطابق العلوي من المنزل. بينما الآخر يشرب الخمر و يقوم بالمحرمات و يضيع حياته على النوادي الليلية و السهرات. لكن في أحد الأيام فكر الذي في الطابق العلوي أن عليه الإستمتاع بحياته مثل شقيقه و كفاه زهدا و تعبدا طول الوقت. بينما و في الآن ذاته مل الأخ الذي في الطابق الأسفل من حياته التي لا معنى لها و من تضييع وقته على أشياء لا طائل منها.
فكان أن قرر الصعود في حين أخوه قرر النزول إليه. فسقط هذا الأخير عن الدرج و مات فكانت نهايته سيئة رغم أنه كان مؤمنا و متعبدا طول حياته. لكن كما تعلمون جميعا **الأعمال بخواتمها** لذا فالأخ الذي كان فاسدا تاب و استغفر ربه عن ذنوبه و اتعظ مما أصاب أخاه و ابتعد عن حياة المحرمات.قد تتسائلون عن علاقة هذه القصة بموضوع هذا الفصل.. لكن بينهما علاقة قوية، فالعديد منا يستسلم و لا يحاول أن يغير مسار حياته فقط لأن لديه ماض يخجل به و لا يظن أن أحدا سيغفر له ما حصل فيه. و لكن تذكروا دوما أن الله يغفر كل الذنوب إلا أن يشرك به (حفظكم الله من الشرك و المشركين) و لا يهم شخص آخر فإن قبل الله توبتك لن يستطيع أحد أن ينقص من قدرك شيئا. بل قد يتوب حتى عن المشركين إن صدقوا في توبتهم و آمنوا بوحدانية الله جل جلاله.
و لكي نتغير للأفضل، سننسى ما حدث أمس و نبدأ فصلا جديدا من حياتنا على صفحة بيضاء سنرسم مستقبلنا فاختياراتنا هي التي تحدد مسارنا. و إن لم تنجح في القيام بفعل ما أو سلكت الطريق الخطأ فاعلم أن السبب هي اختياراتك أنت و الخطأ خطأك أنت و ليس خطأ شخص آخر.
آمل أن هذا الفصل أفادكم و أمتعكم، و أنا لا أقصد أم أحبط من عزيمة أحد.. و إنما أرغب فقط في أن أعطيكم نبذة عن أهمية التروي في اتخاذ القرارات الصائبة.. فهي قد تغير مجرى حياتك.. أما الماضي فيجب عليك دفنه و التطلع لمستقبل باهر عبر تغيير حاضرك. و لا تنتظروا رأي أحد لأنكم ناضجون و تستطيعون التمييز بين الخطأ و الصواب و لن يطال أحدا غيركم نتائج أفعالكم.
صوتوا إن أعجبكم و علقوا بآرائكم و الأهم غيروا حياتكم ^_^
_________________________________
*** missdreamer15 ***
أنت تقرأ
لنتغير إلى الأفضل
Non-Fictionمرحبا جميها..هذا الكتاب لن يكون رواية أو قصة بل هو كتاب فريد من نوعه سيساعدك على تغيير نظرتك للعالم حولك فإذا كنت تريد معرفة المزيد إقرأ التمهيد فهو قصير و لن يستغرق منكم الوقت لقرائته..لتتعرف على محتوا الكتاب. أردت الكتابة عن شيء مفيد لذا بدأت هذا...