الفصل1:مكانة لا تعوض

7.8K 443 55
                                    

السلام عليكم .. ^_^
اليوم سأحدثكم عن الأسرة..عن الأب و الأم و الإخوة كذلك، و عن المكانة التي يحتلونها في قلوبنا و في حياتنا و سنأخذ عدة حالات كأمثلة..لمكانتهم التي لا تعوض.
نحن جميعا نعرف أن الأسرة مهمة لكننا أحيانا لا نعطيها حق قدرها من الأهمية..فمثلا أنا أحب أبي، لكني عندما أطلب منه طلبا معينا و يرفضه أو يؤجله لوقت غير معلوم أحس أنني فقدت مشاعر الحب تلك لوهلة لتتحول لمشاعر غضب و حزن. قد أرفض الحديث معه لفترة لكنني لا أدري ماذا أفوت علي..ماذا لو فارق الحياة (لا قدر الله) تخيل أنك غضبت من أمك أختك أخيك أو أبيك ثم فقدتهم، للحظة فقط أغمض عينيك و تخيل، إنه شعور لا يوصف من الألم و المعاناة والحزن، هو مزيج لا أتمنى لأحد أن يشعر به حتى الأعداء..ستقولون أن هذا قد يكون بعيد المنال..أي أن نسبة حدوثه قد لا تتجاوز 1% في حالتك الخاصة..لكن.. سأحكي لكم عن فتاة أعرفها كانت تحب أسرتها كثيرا لكنها تتشاجر معهم بين الحين و الآخر و لا تمضي معهم وقتا طويلا بقدر ما تمضيه مع صديقاتها..هذه الفتاة يا أصدقاء كانت مثلكم لا تتخيل قط أن توضع في موقف كذلك الذي وضعت فيه.
أمها سيدة طيبة ترتاد المسجد بانتظام كل يوم و تتعلم فيه القراءة و حفظ القرآن الكريم و تحضر الدروس..لكنها قبل أسبوع كانت تريد الذهاب لتتوضأ و تذهب إلى المسجد حين تعثرت و وقعت. حملها أبناؤها للمشفى بسرعة..لقد كانت إصابتها عبارة عن كسر في عمودها الفقري، و قيل لهم بعد أن أجريت لها التحاليل أن أمهم تعاني من سرطان في العظام (حفظكم الله و أحباءكم من كل الأمراض الخبيثة) كان وقع الخبر عليهم كالصاعقة. فهي في مرحلة متأخرة لا يستطيعون فيها علاجها خاصة أنها كسرت لا يستطيعون وضع دعامة لها.. المهم بقيت المرأة المسكينة هكذا لفترة في المشفى وقد اجتمع حولها أبناءها.
لا هي و لا أبناءها توقعوا حصول هذا، لمعلوماتكم، هل تعلمون أن الإنسان قد يصاب بمرض السرطان (لا قدر الله) و يتعايش به لأزيد من 30 سنة دون أن يحس بشيء إلى أن يفتك به المرض على حين غرة.المهم..أن السيدة عادت للمنزل بعد أن قال الطبيب أن لا أمل من شفائها..و جهز لها أبناءها غرفة معدة بالمعدات الطبية و أحضروا ممرضة و بقوا إلى جانبها ليل نهار، لا ينامون لا يأكلون لا يذهبون للعمل أو المدرسة..لا شيء سوى انظار استيقاظها. سمعت من ابنتها أنها عندما استيقظت قالت لهم: " أنا راضية عنكم يا أحبائي في الدنيا و في الآخرة لأنكم اعتنيتم بي و شغلتم وقتكم بمعاناتي" قد لا تحسون بما تضمره هذه الأحاسيس من حزن و معاناة لكنكم إن تخيلتم الوضع قد تنجحون في ذلك. ذلك اليوم في الصباح الباكر قبل إشراق الشمس..توفية السيدة الصالحة (رحمها الله) و لأني كنت أعرفها معرفة شخصية، بكيت و تركت فراغا في نفسي..عندها قلت في نفسي: "إن كنت أنا شعرت هكذا فما بال أبنائها المساكين الذين باغتهم القدر بفقدان دعامة أسرتهم.." تذكرت الشجارات السخيفة التي تدور بيني و بين أبي و أمي و إخوتي إذا منعتني أمي من الخروج مع صديقاتي أو عندما يرفض أبي شراء شيء أريده أو عندما ينتهك إخوتي خصوصياتي..و غيرها من الأحداث التي تجعلني أندم على ما مضى..حتى عندما أمضي وقت ألهو و أشاهد الأفلام و المسلسلات فيضيع ليلي سهرا و نهاري نوما و حتى عندما أستيقظ أشعر بالفراغ لأني تقريبا أقصي أسرتي من بنامجي اليومي للمهام..
تخيل أن لديك أخا أو أختا مزعج(ة) يفسدون مخططاتكم و يتدخلون في شؤونكم.. لكنك كل يوم تستيقظ اعتدت رؤية وجوههم و سمع ضحكاتهم التي ستجعلك تتساؤل، ماذا إن حدث لهذا الأخ أو الأخت شيئا..ستشعر أن المنزل فارغ و ستشعر بالوحشة فيه، لا مزيد من ضحكاته، لا مزيد من الشجار معه و الأهم أن لو مزيد من تواجده قربك.. هل تريد أن يحدث هذا؟ بالطبع لا.. لكن لا أحد يقف في وجه القدر لذا أقل ما يمكنك فعله هو الإعتذار إن أخطأت و لا تنم و أنت متخاصم مع أحد لأن الفرصة قد لا تسنح لك لتعتذر..قد يموت الشخص الآخر أثناء نومه و عندها ستشعر بتأنيب الضمير يتآكلك.. حتى إن كنت لا تصدق بوجود هذه المكانة الخاصة لهم في صدرك إلا أنك ستشعر بالعكس تماما عندما تفقدهم، فهناك من تشعر أن وجوده أو عدمه سيان لديك لكنك تكتشف خطأك متأخرا حين تفقده و تحس بأن جزءا قد فقد منك..كأن قلبك به فراغ جراء فقدان ذاك الشخص. وفي النهاية كلنا سنموت لذا كي نتغير للأفضل علينا أن نبدأ في النظر مليا في خياراتنا..
ماذا إن امتثلت لأوامر أبواي ! هل سينتهي العالم! لا فقط لن أخرج اليوم لأني سأساعدهم في شيء ما أو لن أشتري ما أريد إلا لاحقا لكن والدي سيكونان إلى جانبي راضيان عني إلى حين يفرق بيننا القدر، على الأقل لن تندم على كلماتك السيئة لهم أو عصيانك لأوامرهم.
فقد سمعت مرة أن من لا يزال والداه على قيد الحياة فهو محظوظ لأنه بكسب رضاهما سيستطيع الوصول إلى الجنة. فكما نعلم كلنا "الجنة تحت أقدام الأمهات"
آمل أنكم استفدتم من هذا الفصل فهذا هو هدفي من كتابته، ليس جمع اللايكات أو التعاليق و إنما تقديم إفادة للجميع..مع أن كلا من الإعجاب و التعليق من قبلكم سأعتبره بلوغا للإستفادة و دعما للإكمال و لا تنسو مشاركة الكتاب مع أصدقاءكم على الواتباد كي تعم الإستفادة الجميع.
___________________________________
**Missdreamer15**

لنتغير إلى الأفضلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن