البارت 6

189 11 8
                                    

في الصباح التالي، كانت جوري تجلس في الحديقة، تستمتع بهدوء الجو وهي ترتشف قهوتها. شعرت ببعض التوتر يراودها بشأن مواجهة مالك مجددًا، خصوصًا بعد الجليد الذي كان بينهما في اللقاء السابق. بينما كانت تفكر في كيفية بناء علاقة أكثر دفئًا مع ابن عمها الغامض، سمعت خطوات تقترب منها.

رفعت رأسها لتجد مالك واقفًا على بعد خطوات منها. كان يرتدي بذلة أنيقة ويبدو جاهزًا ليوم طويل في العمل. كانت نظراته حادة ولكن هادئة في آن واحد. لم تتوقع حضوره في هذا الوقت المبكر، لذا شعرت ببعض الارتباك.

مالك بهدوء: "صباح الخير."

جوري بابتسامة خفيفة: "صباح النور."

جلس مالك على المقعد المقابل لها، ولم يتكلم للحظات، وكأنه كان يحاول أن يقيم الوضع. كان يعلم أنه لا يستطيع تجنبها لفترة طويلة، خصوصًا أنها الآن تعيش معهم في المنزل. قرر أنه يجب أن يكون أكثر مرونة، على الأقل من أجل والده الذي يقدس العائلة.

مالك بنبرة هادئة: "سمعت إنك خرجتي مع يمني امبارح."

جوري بهدوء: "أيوة، خرجنا شوية نغير الجو."

مالك اكتفى بهز رأسه موافقًا. كانت جوري تتوقع المزيد من الكلام، لكن كعادته، لم يكن مالك ممن يثرثرون. قررت أن تأخذ زمام المبادرة.

جوري بنبرة صريحة: "مالك، أنا عارفة إن الأمور غريبة بينا دلوقتي، بس أنا هنا عشان أتعرف على العيلة وأكون جزء منها. ما أعتقدش إن إحنا هنكون قريبين على طول، بس حابة نبدأ بداية كويسة."

كانت كلمات جوري صادقة، ومالك لاحظ ذلك في عينيها. لم يكن معتادًا على هذا النوع من المصارحة المباشرة، لكن كلامها أثار شيئًا بداخله. هو يعرف جيدًا أن العائلة شيء مقدس بالنسبة لوالده وجده، وأنه يجب أن يحافظ على هذه الروابط.

مالك بنبرة أخف من المعتاد: "أنا مش ضد إنك تبقي جزء من العيلة، جوري. بس... أحيانًا في حاجات لازم ناخد وقتنا فيها."

شعرت جوري أن مالك يحاول، حتى ولو كان ذلك على طريقته الخاصة، وقررت أن تعطيه مساحة.

جوري بابتسامة: "أكيد، وده اللي عاوزاه، ناخد وقتنا."

نظر مالك إلى ساعته ثم وقف قائلاً: "أنا لازم أروح الشركة دلوقتي. لو احتجتي حاجة، يمني أو الجد هيكونوا هنا."

ابتسمت جوري وهزت رأسها بالموافقة. مالك كان غامضًا ومعقدًا، لكنها شعرت أن هناك أملًا لبناء علاقة بينهما، حتى وإن كانت تحتاج لبعض الوقت والصبر.

بعد أن غادر مالك، عادت جوري إلى التفكير في حديثها معه. شعرت ببعض الراحة، وكأنها قطعت أول خطوة نحو بناء جسر بينهما. لكن في الوقت نفسه، كان هناك إحساس بالقلق، لأنها تعلم أن هناك الكثير مما يخفيه مالك، وأن هذا الجانب الغامض فيه قد يكون أكثر تعقيدًا مما تتوقع.

بينما كانت غارقة في أفكارها، جاءت يمني فجأة من الخلف وألقت بذراعها حول كتف جوري.

يمني بحماس: "إيه رأيك في مالك؟ مش بارد أوي؟"

جوري ضحكت بخفة: "أيوة، بس أعتقد إنه مش وحش زي ما بيبان."

يمني بمزاح: "ده سر كبير لو قدرتِ تكتشفيه. مالك ليه جوانب كتيرة."

جلسوا معًا لبعض الوقت، تتحدثان عن أمور مختلفة، لكن جوري ظلت تفكر في مالك وكيف سيكون تطور علاقتهما خلال الأيام القادمة. كان هناك شعور بأنها على وشك اكتشاف شيء كبير، شيء سيغير حياتها وحياة الجميع في هذا المنزل.



اعشقك جوريتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن