١٢

111 7 15
                                    

في الأيام التالية، استمر مالك وجوري في تعزيز علاقتهما، وبدت كل لحظة تجمعهما كفصل جديد من قصة حب بدأت تنمو ببطء ولكن بثبات. كان مالك يحاول أن يكون أكثر قربًا من جوري، حيث كان يستمتع بالحديث معها واستكشاف عالمها، في حين كانت جوري تتعلم عن حياة عائلته وثقافتها.

ذات يوم، قررت يمني تنظيم حفلة صغيرة في الفيلا بمناسبة عودة جوري، ودعت الأصدقاء المقربين. كان الجو مليئًا بالبهجة، والضحكات كانت تتعالى في كل مكان. بينما كانت الموسيقى تعزف في الخلفية، شعرت جوري بالسعادة وهي تشاهد الجميع يستمتعون.

بينما كانت تتحدث مع أصدقائها، اقترب منها مالك. "إزيك؟" قال مبتسمًا.

"أنا بخير، شكرًا! وأنت؟" ردت جوري، وشعرت بالقلب ينبض بشكل أسرع عندما رأت ابتسامته.

"أحببت فكرة الحفلة، كل شيء هنا رائع." قال مالك وهو يلتقط نظرة على المكان.

جوري ابتسمت: "يمني دائمًا تحب تنظيم الحفلات. هي فعلاً شخص مميز."

"أنتِ كذلك." قال مالك بنظرة جادة. "الجميع سعيد برؤيتك هنا."

حاول مالك أن يقرب المسافة بينهما أكثر، فاقترح: "هل تودين أن نخرج للحظات؟ أريد أن أريك شيئًا."

ترددت جوري للحظة، لكنها وافقت في النهاية، إذ كانت تشعر بشيء خاص تجاهه. أخذها إلى الحديقة الخلفية، حيث كانت الأضواء تتلألأ، والأجواء رومانسية بشكل ساحر.

في الحديقة، كانت الألوان تتراقص تحت ضوء القمر، والشجرة الكبيرة تتمايل برفق في النسيم. "هذا المكان جميل." قالت جوري.

"أحببت أن أشاركك إياه." رد مالك وهو ينظر إلى عينيها.

توقفا للحظة في صمت، حيث كانا يشعران بالتوتر، لكن جوري ابتسمت وكأنها تريد كسر الجمود. "أحببت الحفلة، وأحببت قضاء الوقت معكم."

"وأنا كذلك." قال مالك، ثم اقترب منها قليلًا. "في الحقيقة، جوري، بدي أقولك إن كل يوم معاك بيفرحني."

تحت ضوء القمر، شعرت جوري بأن الكلمات تنبض بالصدق. "وأنا كمان بحس بارتباط قوي معاك، مالك. كل ما أقضي وقت أكتر معاك، بحس إننا بنتعرف على بعض بشكل أعمق."

في تلك اللحظة، شعرت جوري بشيء يقترب منها، وكأن العالم من حولهما تلاشى. اقترب مالك منها ببطء، وعيناه تلتقيان بعينيها. "هل تحبين أن نكون معًا؟"

كان السؤال بسيطًا، لكنه يحمل في طياته الكثير. جوري لم تستطع أن تخفي ابتسامتها، وقد انتابها شعور بالراحة وهي تجيب: "نعم، أريد ذلك."

كان الجو مفعمًا بالتوتر، وكأن كل شيء ينتظر تلك اللحظة. اقترب مالك أكثر، وحينها، كانت جوري تشعر بدقات قلبها تتسارع. ثم، كسر تلك اللحظة باقتربه منها واحتضانها برفق.

بينما كانت جوري تحاول أن تستوعب ما يحدث، شعرت بشعور دافئ يملأ قلبها. "مالك..." همست، لكن لم تكن بحاجة لأن تكمل، فقد كانت عينيهما تتحدثان بلغة لم تكن بحاجة للكلمات.

مع مرور الوقت، استمرت تلك اللحظة، وكأنها كانت خالدة. كانت هناك شيئًا قويًا يجمعهما، وهو ما جعلهما يشعران بالسكينة والحنان.

وفي تلك الأثناء، كان صوت ضحكات يمني وأصدقائها يصل إليهما، لكنهما لم يكونا يعيران انتباهًا، وكأن العالم خارج الحديقة لم يعد له معنى.

"جوري، أعدك أن أكون دائمًا هنا من أجلك." قال مالك برقة.

"وأنا أعدك بأني سأكون دائمًا معك، مهما كان ما يأتي." ردت جوري وهي تشعر بالأمان في حضنه.

استمر اللقاء في تلك الحديقة الهادئة، حيث بدأ بينهما فصل جديد من قصة حبهما، مليئًا بالآمال والأحلام، وأصبحا يدركان أن بينهما شيئًا مميزًا لا يمكن إنكاره.

اعشقك جوريتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن