١٤

91 6 24
                                    

في الأيام التالية، استمرت الأجواء المشحونة بين مالك وجوري، وكأن كل منهما يتجنب الحديث عن مشاعره الحقيقية. مالك كان يتجنب شهاب قدر الإمكان، بينما كانت جوري تحاول جاهدًا أن تكون طبيعية، لكنها كانت تشعر بتوترٍ غير مبرر.

في إحدى الأمسيات، قررت يمني أن تنظم حفلة صغيرة في الفيلا لدعم الأجواء العائلية، ودعوة الأصدقاء المقربين. كانت تأمل أن تساعد هذه الحفلة في كسر الجليد بين مالك وجوري. وبدأت تحضيرات الحفلة بحماس، حيث كانت الموسيقى تضج في كل أرجاء المنزل.

عندما حضر الضيوف، كانت جوري متحمسة للغاية، وخصوصًا عند رؤيتها لشهاب، الذي كان يضفي روح المرح على الحفلة. ولكن بينما كانت تتحدث معه، كان مالك يراقب من بعيد، شعر بجسده يشتعل غيرة وهو يرى شهاب يدعو جوري للرقص.

"هل يمكنك أن تعطيه فرصة للتقرب منك أكثر؟" قال مالك لنفسه بتوتر، محاولًا إبعاد أفكاره السلبية. لكنه لم يستطع تحمل رؤيتهما معًا. قرر أن يقترب، مستندًا إلى ذراعيه وهو يمشي نحوهم.

"هل يمكنني الانضمام إليكما؟" سأل مالك، وهو يحاول أن يبدو غير مبالٍ.

"بالطبع!" ردت جوري بابتسامة، وهي تحاول أن تترك الباب مفتوحًا للمحادثة.

شعر شهاب ببعض الارتباك ولكنه ابتسم، وهو يفسح المجال لمالك. "أنت تنضم الآن، أليس كذلك؟"

"نعم، سأرقص." قال مالك بينما كانت الموسيقى تدوي في الخلفية، وبدأ الرقص بشكل متوتر.

بينما كانوا يرقصون، كانت جوري تحاول الاستمتاع بالأجواء، لكن كلما نظرت إلى مالك، كان قلبها ينبض بسرعة. كان يقف بالقرب منها، وكانت المسافة بينهما تبدو وكأنها تسحبهم نحو بعضهم البعض.

"أنت جيد في الرقص، مالك." قالت جوري وهي تضحك.

"شكرًا، لكنني أعتقد أن شهاب هو الذي يجب أن يحصل على الفضل هنا." رد مالك بحذر، وهو يراقب رد فعل جوري.

شعر شهاب بتوتر الأجواء، وقرر أن يترك المجال لمالك. "دعني أذهب لأحضر شيئًا للشرب." قال ثم انصرف.

فور مغادرته، كان هناك هدوء مفاجئ. لم يكن هناك موسيقى، فقط هواء الصيف الدافئ الذي يحيط بهم.

"مالك..." بدأت جوري، لكن الكلمات توقفت في حلقها. كانت تشعر بمزيج من الإحباط والقلق.

"جوري، أريد أن أعتذر." قال مالك فجأة، بينما نظراتهما تلاقت. "أنا آسف إذا كنت أبدو غيورًا. لم أكن أعني ذلك."

تسارعت أنفاس جوري، لكن الابتسامة ظهرت على وجهها. "أعلم، لكنك لست بحاجة للشعور بهذا الشكل. شهاب صديق، فقط. لا يوجد شيء آخر."

"أحيانًا أجد نفسي أفكر في ذلك." قال مالك بصدق، وكأنهم يجلسان في عالم خاص بهم. "أنت تجعلين الأمور أكثر تعقيدًا."

جوري، وقد شعرت بالتوتر يتلاشى، استجمعت شجاعتها. "وماذا عنك؟ لماذا لم تخبرني بمشاعرك؟"

أخذ مالك نفسًا عميقًا. "لأنني لا أريد أن أفقدك. أنت تعرفين أنني أعتز بك." كانت نبرته تتضمن شيء لم يكن يعبر عنه من قبل.

تأمل الاثنان في عيون بعضهما البعض، حيث بدأ الإحساس بالحاجة والقرابة ينمو بينهما. كانت تلك اللحظة تشبه فتح باب جديد في العلاقة، حيث أدركا أنهما كانا يفكران في بعضهما البعض بطريقة أعمق مما كانا يعترفا به.

"هل يمكن أن نكون أكثر من أصدقاء؟" سألت جوري، وهي تشعر بالقلب ينبض بشدة.

"أريد ذلك." أجاب مالك بصوت هادئ، وكأن الأجواء المحيطة بهما بدأت تتحول. "أريد أن أكون أكثر قربًا منك."

وفي تلك اللحظة، اقترب مالك منها وأخذ يدها برفق. كان هناك شيء ساحر في الهواء، وكأنهما كانا يتشاركان سرًا عميقًا.

"هل يمكنني أخذك في موعد؟" سأل مالك بتردد، لكنه كان مصممًا.

جوري، مشاعرها تتأجج، أجابت بحماس: "نعم، أود ذلك!"

كان هذا هو التحول الذي انتظراه. تركت جوري المكان لتذهب وتحضر شيئًا، بينما وقف مالك في مكانه، مبتسمًا، حيث شعر بأن الأشياء تسير في الاتجاه الصحيح أخيرًا. مشاعر الغيرة كانت مجرد جزء من العملية، وها هو الآن يتجه نحو شيء أجمل.

ومع مغادرة جوري، أصبح مالك متأكدًا من أنه مستعد للقتال من أجل ما يشعربه

باي 😍

اعشقك جوريتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن