البارت 7

161 13 8
                                    

بعد مرور بضعة أيام، بدأ الجو في الفيلا يعتاد على وجود جوري. كانت العلاقة بينها وبين يمني تزداد قربًا يومًا بعد يوم، وبدأت جوري تشعر بالراحة في هذا المنزل الغريب عليها. ومع ذلك، كانت علاقتها بمالك لا تزال تقتصر على تبادل التحيات والحديث الرسمي. رغم أنه كان يظهر بعض المرونة معها، إلا أن الحواجز بينهما كانت لا تزال قائمة.

في إحدى الأمسيات، بعد أن عاد مالك من العمل متأخرًا كعادته، وجد جوري تجلس في الصالة مع الجد علي ويمني. كانت جوري تشارك الجد في لعب الشطرنج، بينما كانت يمني تراقب المباراة وهي تتناول بعض الحلويات. توقف مالك عند المدخل لبرهة، يراقبهم بصمت. لم يكن معتادًا على هذا الجو العائلي الدافئ، لكن وجود جوري بدا وكأنه أحدث توازنًا غريبًا في المنزل.

الجد علي بابتسامة: "مالك، تعال شاركنا في اللعبة، جوري منافسة قوية."

مالك بابتسامة خفيفة، نادرًا ما يراها أحد: "أنا عارف إنها هتهزمني."

جوري بمزاح: "ممكن تحاول، يمكن تفاجئ نفسك."

لم يكن مالك من النوع الذي يقضي وقتًا في الألعاب أو المرح، لكنه وجد نفسه يجلس بجوارهم، يراقب المباراة عن قرب. الجو كان مليئًا بالراحة والضحك، وهذا شيء لم يشعر به منذ وقت طويل. بينما كان الجد يشرح بعض الخطوات الاستراتيجية، كانت جوري تركز في كل حركة، تحاول بجدية التغلب عليه.

بعد مرور بعض الوقت، انتهت المباراة بفوز الجد علي، لكن جوري لم تكن مستاءة. على العكس، كانت تضحك وتناقش مع الجد الخطوات التي يمكن أن تقوم بها في المرة القادمة.

مالك بنبرة هادئة: "إنتي مش وحشة في الشطرنج، جوري."

جوري بابتسامة خجولة: "شكراً، ده كان بفضل تعليم الجد."

يمني بمزاح: "طيب، إيه رأيك تلعب مع مالك المرة الجاية؟ نشوف مين هيكسب."

الجد علي بضحكة: "دي هتكون مباراة مثيرة."

ابتسم مالك بارتياح، لكنه لم يعطِ إجابة واضحة. بعد تلك الأمسية، بدأ يشعر بأن جوري ليست مجرد ضيفة مؤقتة، بل ربما تكون شخصًا يمكنه أن يغير الديناميكيات في المنزل، وربما حياته.

في الأيام التالية، لاحظ مالك أن جوري بدأت تتأقلم أكثر مع الحياة في مصر. كانت تقضي وقتًا في استكشاف المدينة مع يمني، وتزور بعض الأماكن الثقافية والتاريخية. وبالرغم من انشغال مالك الدائم في العمل، إلا أنه كان يتابع من بعيد كيف تتكيف جوري مع الحياة الجديدة.

ذات صباح، بينما كان مالك يتناول قهوته في المطبخ قبل التوجه إلى الشركة، دخلت جوري بهدوء. كانت ترتدي ملابس بسيطة، لكنها أنيقة، وبدت مستعدة ليوم جديد.

مالك بنبرة غير رسمية: "مخططة تعملي إيه النهارده؟"

جوري بابتسامة: "أنا ويمني هنروح نزور بعض الأماكن السياحية. قالتلي إن في مكان لازم أشوفه."

مالك بجدية: "لو احتجتي حاجة، قولي ليمني تقولي

جوري بابتسامة ممتنة: "أكيد، شكرًا يا مالك

رغم أن حديثهما كان مختصرًا، إلا أن جوري بدأت تشعر ببعض التغير في تعامل مالك معها. كان لا يزال غامضًا، لكن لم تعد تلك البرودة موجودة بنفس القوة التي كانت في البداية.

مع مرور الأيام، بدأت الأمور تتغير تدريجيًا. جوري أصبحت جزءًا من العائلة، ومالك بدأ ينفتح قليلاً، حتى لو كان ذلك ببطء شديد. ومع ذلك، كانت هناك أمور أخرى تلوح في الأفق، أسرار قديمة وأمور عائلية ستتضح قريبًا، مما سيغير مصير الجميع.

اعشقك جوريتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن