134 9 13
                                    

في الأيام التي تلت تلك اللحظة في المكتبة، لم تتوقف جوري عن التفكير في ما قاله مالك. كانت تحاول فهم مشاعرها المختلطة نحوه، فهي لم تتوقع أن يتقرب منها بهذه السرعة أو أن يكشف عن مشاعره. في نفس الوقت، كانت تشعر بشيء خاص تجاهه، شيء لم تكن تريد الاعتراف به حتى لنفسها.

في إحدى الأمسيات، قررت جوري أن تأخذ استراحة من كل التفكير والضغوط، فخرجت إلى الحديقة لتستمتع ببعض الهواء النقي. كانت السماء مغطاة بالنجوم، والجو هادئ تمامًا. جلست على أرجوحة صغيرة تحت شجرة قديمة، تتأمل السماء في صمت.

بينما كانت تستمتع بالهدوء، فجأة سمعت خطوات تقترب. لم تحتج أن تلتفت لتعرف من هو، فقد كان قلبها يعرفه الآن جيدًا. وقف مالك بجوارها، ينظر إليها بنظرة مليئة بالتفكير العميق.

"بتحبي تقعدي هنا كتير، مش كده؟" قال مالك بنبرة هادئة.

ابتسمت جوري بخفة دون أن تنظر إليه: "هنا المكان الوحيد اللي بحس فيه بالسلام."

جلس مالك بجانبها على الأرجوحة، ولم يتكلم لفترة. كان الاثنان صامتين، لكن الصمت لم يكن مزعجًا. بالعكس، كان مليئًا بشيء مريح، كأن الكلمات لم تكن ضرورية.

بعد فترة من الصمت، تكلم مالك بصوت منخفض: "أنا مش عارف أفسر اللي بيحصل لي معاكِ، جوري. من وقت ما جيتي، كل حاجة اتغيرت."

نظرت إليه جوري أخيرًا، وعيناها مليئة بالتساؤل: "مالك... أنا مش متعودة على كده. يعني، مش متعودة على الكلام ده منك."

ابتسم مالك ابتسامة صغيرة وقال: "عارف... وده يمكن اللي خلاني أفكر فيكِ أكتر. مش زي أي حد."

كان الكلام بينهما أقرب للاعتراف المتبادل، شيء لم يكن يحتاج إلى تفسير طويل. نظراتهما كانت تكمل ما تعجز الكلمات عن قوله.

فجأة، وبدون تفكير، مد مالك يده بلطف وأمسك بيد جوري. كان فعله بسيطًا، لكنه كان يعني الكثير. قلب جوري بدأ ينبض بسرعة، لكنها لم تسحب يدها، بل تركت نفسها تستمتع بتلك اللحظة الدافئة.

"جوري..." قال مالك بصوت هادئ، "أنا مش هضغط عليكي. بس عايزك تعرفي إنك بتعنيلي كتير."

نظرت جوري إليه، وداخلها مزيج من التوتر والإعجاب. كانت تشعر بأن هذه اللحظة تغيّر شيئًا في حياتها، وأن وجود مالك قد بدأ يأخذ مكانًا خاصًا في قلبها.

ابتسمت له بابتسامة صغيرة وقالت: "وأنا مش عارفة إيه اللي بيحصل، بس... يمكن مش لازم أفهم كل حاجة دلوقتي."

تلاقت عيونهما مرة أخرى، وهذه المرة كانت النظرات مليئة بالتفاهم المتبادل. مالك، الذي لطالما كان باردًا وقاسيًا، وجد نفسه مستسلمًا لتلك المشاعر الجديدة التي ظهرت مع جوري.

كان الاثنان يجلسان في الحديقة، يداهما متشابكتان، يتشاركان لحظة بسيطة لكنها مليئة بالمعاني العميقة.

اعشقك جوريتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن