احلام سعيده

2 0 0
                                    

"أحلاما جديدة سوف تنتظرني هنا"، قالت في سرها، قبل أن تلامس المياه.

كانت تلك كلماتها الاخيره قبل ان تغط في سبات عميق

(في الصباح التالي)


المعلمة: مرحبًا أحتاج إلى مساعدتكم بسرعة.

موظف الشرطة: مرحبًا، كيف يمكنني مساعدتك؟

المعلمة: إنها مسألة طارئة. لدينا طالبة، اختفت منذ صباح اليوم ، ونحن قلقون للغاية.

موظف الشرطة: هل يمكنني معرفة المزيد عن الحالة؟ ماذا حدث بالضبط؟

المعلمة: كنا جميعًا في رحلة إلى الحديقة، وعندما عدنا، لاحظنا غيابها . بحثنا في كل مكان هنا، لكننا لم نعثر عليها.

موظف الشرطة: هل كانت لديها أي سلوكيات غير عادية قبل هذا؟ هل كانت تتحدث مع الآخرين بشكل طبيعي؟

المعلمة: لا، لقد كانت دائمًا هادئة ومنعزلة. لم تُظهر أي علامات على القلق أو التوتر. هي عادةً لا تتحدث كثيرًا مع زملائها، وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة.

موظف الشرطة: هل تعتقدين أن لديها أي أصدقاء قريبين يمكنهم مساعدتنا في تقديم معلومات عنها؟

المعلمة: لا أعتقد أنه يوجد لديها أصدقاء مقربون، لأنها تفضل البقاء بمفردها. لكن سأحاول جمع الطلاب الآخرين لمعرفة ما إذا كانوا قد رأوها أو إذا كانت تحدثت إليهم عن شيء.

موظف الشرطة: حسنًا، سأرسل فريقًا للتحقيق في الأمر. نحتاج إلى تسجيل معلومات تفصيلية عن مكان آخر نشاطاتها ، وأي دليل على احتمال وجودها في الخارج.

المعلمة: سأقوم بتقديم جميع المعلومات التي أستطيع، أرجو أن نتمكن من العثور عليها قريبًا.

موظف الشرطة: تأكدي أنها قضية مهمة بالنسبة لنا. سأكون في الطريق الآن، وسأجعل الفريق يركز على المنطقة التي كنت تعملون بها.

المعلمة: شكرًا جزيلاً على ردكم السريع. نحن في حالة من القلق الشديد.

------


كان ضوء الشمس قد بدأ بالتلاشي عندما وصلت فرقة الإنقاذ إلى ضفاف البحيرة، حيث كانت الأمواج تلامس الشاطئ برفق، مخبئة سرًا عميقًا تحت سطحها. بعد ثلاثة أيام من البحث المضني، كانت الآمال قد بدأت تتلاشى، لكن قلوبهم لم تفقد الأمل بعد. في صباح ذلك اليوم، توصل الغطاسون إلى جثة الفتاة المفقودة، والتي لم يتجاوز عمرها الخامسة عشر.

بزخم من الغضب والحزن، قام الغطاسون بتجهيز معداتهم: البدلات الخاصة، والأحزمة، والأحمال الثقيلة الجديدة، بينما كانت الملامح السوداوية تكسو وجه كل من كان موجودًا. أدخلوا خراطيمها إلى البحيرة، واستعدوا للغوص. تحت سطح الماء، استحال العالم إلى ظلال وزرقة، حيث كان الغطاسون يتنقلون بين النباتات المائية والنفايات، بحثًا عن الجثة.

خلال دقائق، وبينما كانت الأضواء الكاشفة تتلألأ في عمق المياه، لمح الغطاسون شيئًا أبيض يطفو. اقتربوا، وبدأوا بانتشال الجثة بهدوء وحذر، مستخدمين تقنيات السحب الصحيحة لتفادي تضررها. بدت الفتاة غارقة في سبات عميق، بشرتها شاحبة والشعر مبلل وملتصق بالوجه، كما لو كانت تحاول الظهور من كابوس مرعب.

بعد نقل الجثة إلى الشاطئ، نظرت فرق التحقيق إلى حالتها بتمعن. كانت علامات الصدمة واضحة، لكن جثة الفتاة لم تكن متحللة بشكل سيئ، بل كانت العلامات على جسدها تحدد الوقت الذي قضته في الماء. تم استدعاء الشرطة وضباط الطب الشرعي، حيث تم ضبط مسرح الجريمة والتقاط الصور والفحوصات الأولية.

من جهة أخرى، جاء المحققون إلى منزل الفتاة، حيث وجدوا الجدة التي تعيش معها في حالة انهيار. لكن الغريب أنه وبعد إجراء الفحوصات أظهرت التقارير الطبية أن الجدة توفيت قبل ثلاثة أيام، أي قبل أن يتم اكتشاف جثة حفيدتها. كانت الشقة صغيرة ومظلمة، والأثاث قديم، مملوء بالصور العائلية التي تروي تفاصيل حياة سابقة.

بدأ المحققون بالإطلاع على سجلات الفتاة وحياتها اليومية، ليتبين لهم أنها عانت من مآسي عدة. ومع ذلك، لم يكن يشير أي شيء إلى أنها كانت تعيش في خطر.

بمزيد من البحث والتحقيق، وجد المحققون مذكرات الفتاة التي كانت تكتب فيها أفكارها وآلامها. كانت أسطرها مشبعة بالأحلام وأيضًا بالرعب الذي كانت تعيشه. يبدو أن الحادث كان مدبرًا، مع وجود علامات تدل على أنها لم تكن وحيدة في تلك اللحظات الأخيرة.

هل كانت هناك أيدٍ خفية وراء اختفائها، أم أن حياتها الخاصة قد قادتها إلى هذا المصير المأساوي؟ كان على المحققين الغوص أعمق في تفاصيل حياتها، وعلاقاتها، لمعرفة من هو المسؤول عن هذا الجحيم الذي عاشت فيه، وللكشف عن الغموض الذي يكتنف كل من الفتاة وجدة التي تركت خلفها أحزانًا لم يتمكن أحد من فهمها.

------

في الأفق، بدأ الليل يسدل ستائره، ولم يكن هنالك إجابات بعد.














إلى هنا يكون نهايه البارت واستودعتكم الله الى ملتقى قريب 🫂👋
لا تنسوا الدعاء إلى اخواننا في فلسطين وجميع المسلمين المستضعفين في الأرض ربي ينصرهم ويرحم موتاهم 🩶🩶

✨️ world of stories✨️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن