قِلادة أخلاقية

8 4 72
                                    


ـ«في الواقع كان عليك عدم الإقتراب و الامتثال للأوامر بالمعنى الحرفي جيون،أنتَ فقط مستغل للفرص،كان بإمكانك تشكيل ثنائي مع كلير،إعتذارك غير مقبول»

هربت من أمامه بعد أن قلت جملتي الأخيرة ومددت لساني حتى وصلت للقاعة،دخلت وجلست وقد دخلوا بعدي حتى لاحظت أنّ جيون يرمقني بنظرة مرعبة لحدٍ ما كأنه يتوعدني،لم اهتم فقد دخل المعيد بالفعل،إنتهى اليوم أخيراً فقد كانت تلك المحاضرة الأخيرة بعد كل ذلك الوقت،قبل أن أتوجه خارج القاعة قام بمناداتي وحدي المعيد جين وقد أكلفني ببحثٍ،كنت بالفعل أعمل على بحثٍ لأسبابي الشخصية والآن قد كُلفت بهذا،إن حياة الأذكياء صعبة و مؤلمة قد إعتدتها بسبب ضغطي المتواصل!

في الصباح قد توجهت للجامعة مبكراً مع آدي رغم أنه لم يكن لدينا محاضرة في الساعة الأولى لكن لم نرد أن نتأخر كالأمس،إفترقنا كلٌ في طريقه فهي قد توجهت للقاعة تُكمل نومها و أنا قد توجهت لهدفي الأول،توجهت قاصدة مكتبة الجامعة أريد كتاباً لأبحاثي المزدوجة،أضع نظاراتي و عيناي على الأقسام الموجودة،أظنني سأبقى وقتاً و أنا أبحث،وبعد دوران دام ثلاثين دقيقة ها قد وجدته أخيراً!دخلت بين أكوام الكتب المرصوصة بعناية أحدق بذهول و في نفس الوقت أفتش عن كُتبي،شعرت بعينان تراقباني فأستدرت إلى يميني لم أجد أحد،أعدت النظر ليساري حتى وجدته أمامي كالعادة!شهقت فقد أرعبني كالأشباح المتسللة،أخرسني عندما وضع يده على فمي يسكتني بها بينما أنظر له،نظرت له عبر نظاراتي بتساؤل عمّا يفعل فأجابني

ـ«نحن في المكتبة إن كنتِ لا تعلمين قوانينها،ثم لماذا تضعين حاجزاً على عينيك هكذا؟»

أبعدت يده ثم أردفت بهدوء وخفوت

ـ«أنا أعلم بالفعل لكن أنتَ من تسلل كالأشباح،ثم هذه نظارات يا هذا وليست حاجزاً»

ـ«مهما يكن،لماذا تضعينها؟تبدين أكثر فتنة!»

دحرجت عيناي ثم أستدرت أكمل بحثي

ـ«إن عيناي تؤلمانني بسبب عدم النوم لهذا أضعها»

ـ«همم،عن ماذا تبحثين إذن؟»

كدت أقول له أن ينصرف لولا أن عيناي إلتقطت الكتاب فإبتسمت بإنتصار ثم أختفت عندما أدركت أنه في الرف التاسع وأنا بالكاد أصل للخامس،إستدرت للغابة بعد أن باءت محاولاتي بالفشل بالقفز والحصول عليه فشاهدته يحاول كتم ضحكاته بالقوة

ـ«ألا تظن أنه عليك أن تكون نبيلاً بعض الشيء كأبطال الروايات وتجلبه لي؟»

إنتهى من ضحكه أخيراً ثم عاد جيون الذي أعرفه

ـ«يمكنني أن أكون أفضل من أبطال رواياتك آرسي»

ـ«كيف؟تجلب لي كرسياً وتمسكه لي؟!»

ـ«لا بل أفعل هذا»

أقترب ثم وضع يداه على خصري ورفعني لمستوى الكتاب ثم جلبته وجلبت معه تسع كتب أخرى لا تسنح لي الفرصة في كل مرة أن أجلبهم نظرت له من الأعلى

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 16 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

NOT COUPLE حيث تعيش القصص. اكتشف الآن