" مدي يديك، فقد وصلنا وستحط بنا الطائرة الآن! "
لم تعارض، نزلا من الطائرة بعد أن حطت بهما .... وسارا إلى أن وصلا إلى تلك الفيلا الضخمة ، حديقتها أشبه بالغابة ، لضخامتها و كثافة أشجارها .... مرا من تحت قوس من الأزهار الرائعة ..
فأحس آليك بشعور غريب لم يشعر بمثله من قبل ، بينما لم تر جوليا شيئاً من ذلك كله...
" جاءك الفرج" وحل أربطتها، فأخذت تطرف بعينيها حتى اعتادت النور، فقالت:" ما أروع هذه الغرفة!"
" أنا سعيد لأنها أعجبتك، ستكون غرفتك منذ اللحظة"
" إلى متى سأبقى هنا؟"
" إلى أن أحقق هدفي!"
يا ليتك تبطأ في تحقيقه ، فأظل مختطفة مدة أطول!
" آليك، هذا منزلك كما اعتقد ، فغرفة من هذه؟"
" هذا صحيح، إنه منزلي، إنما غرفة من هذه لا أدري، فقد نسيت"
" أرجوك أخبرني "
" اكتشفي بنفسك"
" إنها بالتأكيد ليست غرفة زوجتك ، وذلك لأنها غرفة شخص واحـ..."
" تابعي"
" على أية حال ، إنها غرفة فتاة ، وهي بالتأكيد ليست لزوجتك"
" أصبت عين الحقيقة، أنا لست متزوجاً لكن هذا لا يعني أنني لست خاطباً ، فزواجي سيكون قريباً ، إنما لا أدري أين وضعت خاتمي !"
" تهاني القلبية لكما، ولكن هل أنت واثق من أنك أضعت خاتمك؟، لربما كنت أنت من يتعمد خلعه حتى نعتقد نحن الفتيات بأنك ما زلت شاباً أعزباً"
" وأنا ما زلت شاباً في الحقيقة، فعمري لا يتجاوز 24 ، كما أنني ما زلت أعزباً !"
" أنت في 24 ، لقد اعتقدتك أصغر من ذلك ، هذا يعني أنك بمثل عمر أخي!"
" هذا صحيح ، فقد كنا أصدقاء"
" وماذا حدث بينكما إذن؟"
" لا شيء ، صدقيني لمصلحتك إبقي جاهلة للأمور ، فما زلت صغيرة "
" أنا لست صغيرة ، فأنا في ....."
" في 16 من عمرك ، علمت بهذا من قبل"
" إذن؟"
" إذن لا شيء ، فلننس الموضوع برمته الآن ، هل أنت جائعة ؟"
" بالطبع فأنا أكاد أموت من الجوع!"
" استكشفي الغرفة ريثما أعود" وخرج قافلاً الباب خلفه ....
فخاطبت الهواء قائلة :" لا تخف ، لن أهرب ، بل على العكس ، حين يحين الوقت - الذي تحقق فيه هدفك كما تقول - لن أترك هذا المكان مهما يكن الأمر"
عاد أخيراً حاملاً صينية الإفطار....
" ألن تأكل معي ؟"
" لا "
" لماذا؟"
" لقد أفطرت حين كنا في بلادك "
" و أين نحن الآن إذن؟"
" أنت في بلادي "
" سيصاب والداي بسكتة قلبية حين يعلمان بذلك!"
وهذا ما أخشى منه أيها الغبي جون ، لكن لا بأس سأنتقم منك:" لا تخافي سيتم كل شيء وستعودين إلى قصرك أيضاً قبل أن يعودا "
لا أريد فلن أكون قد استمتعت باختطافي بما يكفي :" تبدو واثقاً من ذلك"
" بالتأكيد ، والآن ألن تأكلي ؟"
" إذا أكلت معي فسآكل "
" لكنك كما تعلمين لا تستطيعين العيش دون الطعام ، فهذا سيسبب لك المرض"
" أنا معتادة على ذلك لا تخف "
وهذا ما يخيفني،:" حسناً ، سآكل معك"
هكذا كن يا خاطفي ، خاتم في إصبعي ....
" آليك أريد أن أستحم وأستبدل هذه الملابس القذرة"
" يوجد حمام في الغرفة ، والملابس تملأ الخزانة ، بكلمة أخرى ، افعلي ما تشائين طالما أنك موجودة هنا "
" إذن أخرج الآن !"
" انتظري حتى آخذ بقايا الفطور!"
" لماذا لا ترسل الطعام إلي مع الخدم؟"
" و أعطيك الفرصة للهرب؟، لا سأتعلم ومع الوقت سأكون مرناً وربما سأعمل نادلاً فيما بعد "
" إذن ، أنا لست الوحيدة هنا التي لا تعرف حتى أبسط قواعد العمل "
دخلت الحمام فوجدته متكاملاً :" الماء يناديني!"
انهت استحمامها ولبست الروب الذي وجدته أمامها ، وما أن رفعت شعرها الطويل ، ذو اللون الغريب ، لكأنه خليط من عدة ألوان الأسود والرمادي والأخضر ، مزجت فكونت هذا اللون الرائع ، حتى دخل آليك ...
" أرى أنك قد أنهيت استحمامك"
" هذا صحيح ، إنما لم تقل حتى الآن ، من صاحبة هذه الغرفة"
" إنها غرفة أختي ، وهي تماثلك في السن ، إنما هي أكثر رزانة منك "
غضبت:" ما الذي تعنيه بقولك؟، أنني مجنونة"
" لم أقصد ذلك ليدي، إنما كنت أعني أنك مرحة أكثر منها "
تنهدت:" انتبه في المرة القادمة لكلامك، فأنا سريعة الغضب"
" حسناً يا صاحبة السعادة" وخرج ....
في مكان آخر من العالم ، حيث قصر براون ، كان جون قد أنهى غداءه للتو .
رن هاتفه الخليوي فرد قائلاً :" آلو "
" آليك فورد "
" أوه آليك كيف حالك؟ لم أرك منذ مدة طويلة ، أتصدق هذا؟"
قال بصبر نافذ :" لا ، لا أصدق ذلك ، على أية حال أختك معي الآن"
" أختي أنا؟ آه أنت بالتأكيد تعني جوليا"
" بالطبع، فهي أختك الوحيدة"
" أنت بلا شك تمزح ، كيف تكون معك وهي مسافرة مع صديقاتها ؟"
" لا تغضبني بمزاحك اللطيف جون ، أنت تعلم بأنها معي ، و أنا متأكد من ذلك، لقد رأيتك تراقبني وأنا اختطفها !"
" لماذا لم تخبرني بذلك من قبل لكي أشكرك نيابة عنها ، فلطالما كانت جوليا مولعة بالاختطاف ، شكراً لك يا صديقي فقد حققت حلمها ، كان بودي أن أحقق حلمها ولكن الحال كما تعرفها ، فكيف لي أن أدبر عملية اختطافها وهي أختي الصغيرة ، والآن بما أنك أنت الذي اختطفها ، فأنا مرتاح البال ، فلن نجد خيراً منك لاختطافها"
" صدق من وصفك بشبيه المهرج"
" ومن الذي وصفني بذلك؟"
" أنا بالطبع ، على أية حال حين يعود عقلك من إجازته ، كلمني لنتفاهم" و قطع الإتصال ....
ضحك من سويداء قلبه :"لابد أن آليك المسكين الآن يستشيط غيضاً ، لكن ...."
سمع صوت حبية قلبه و خطيبته الجديدة فنفض عنه هذه الأفكار...
" حبيبتي ، تأخرنا فلنذهب بسرعة "........
" ليدي ، ......."
" لحظة من فضلك، ألم تمل بعد من مناداتي بلقب ليدي ، لقد مللت أنا ، ناديني باسمي الأول كما تنادي أخي جون"
" حسناً جولي، أهذا ما تريدينه؟"
" أجل ، ما الذي كنت على وشك أن تقوله عندما قاطعتك بتلك الطريقة الفظة؟"
" لقد نسيت، على أية حال عندي أخبار سيئة "
شحب وجهها :" ما الذي حدث لأهلي ؟، أو ربما لجون؟"
" لم يحدث لهم شيء ، كل ما في الأمر أن مدة اختطافك ستطول قليلاً عما كنت أتوقعه "
" لماذا لم تخبرني بذلك من قبل " يا له من خبر مفرح !
" هل وجدت كل ما تحتاجينه ؟"
" آه أجل "
" إذن أتمنى أن تتعسي أثناء فترة إقامتك في منزلي!" أنا آسف ليدي لكن ما باليد حيلة...
" آليك، هل يعلم جون بأنني في منزلك؟"
" بالطبع يعلم!"
" إذاً لمَ لم يأتي لإنقاذني؟"
" ربما تخلى عنك"
" جون لا يفعل هذا ، أخبرني أرجوك، لسبب أجهله أنا واثقة من أنك تعلم "
أنت تقرأ
الخاطف الجذاب
Romanceوقفت جوليا أمام فيلا ضخمة أشبه بالقصر تملكها عائلة فورد ، الآن ستدخل وسترمم ما هدمه أخوها ، فمر شريط الذكريات بكل التفاصيل عبر ذهنها...