8

22 3 0
                                    


استلقت جوليا على فراشها، أو بالأصح فراش أليسا، بعد أن أسدلت شعرها، فأخذت تفكر:" يا له من متقلب المزاج!، فحين كنا في مدينة الألعاب، لم أر شخصاً قط بمثل لطفه، وما أن أتينا إلى هنا حتى تغير مزاجه وأخذ يعاملني ببرود شديد، انتهى بعودته إلى استعمال الرسمية فيما بيننا!، آليك أكرهــــــك!"، رفعت شعرها مرة واحدة، ثم تركته ليسقط على وجهها....

" تكرهني!" هذا ما فكر به آليك فور دخوله غرفته، ألقى بنفسه على سريره، وأخذ يفكر:" لابد أنها تكرهني الآن، (أكمل ساخراً بصوت مرتفع) وما الذي يدعوها للوقوع في حبي؟، فأنا مجرم، مجرم! وهذا بسبب جون السخيف!، أوه تذكرت شيئاً، اليوم التقينا بجوليان لذلك فإن أي أملٍ لي قد تلاشى!، لا أدري لماذا تحبه، ألوسامته أم لأخلاقه؟ أو ربما لِغِناه؟؟؟، أنا بالتأكيد أوسم منه بمراحل، أجل و والديّ ربياني على الأخلاق الحميدة إلا أنني كما يبدو نسيت تلك الأخلاق عندما فكرت بإختطافها!، كذلك فأنا أغنى منه بكثير بشهادة جون!، مهلاً ربما أحبته لأجل لقبه!!!!، أما أنا فمجرد غني دون لقب، وما الفرق؟؟ هل يهم اللقب هذه الأيام، أم أن الفتيات يهتممن بهذه الأمور التافهة؟!!، لطالما حسدت على الثقة الكبيرة بنفسي، لكني الآن وفجأة فقدتها!، فأصبحت كعاشق محطم يحاول إختلاق الأعذار لـ.......، مهلاً أصبحت كـ ماذا؟؟؟!!!!!!، عاشق؟؟!!!!،( قفز من سريره فجأة و أخذ يقطع الغرفة ذهاباً وإياباً بتوتر شديد وأصابعه كالعادة تتخلل شعره البني الكثيف، ثم صرخ فجأة) جولي ما العمل؟؟"

خرج من الغرفة صافقاً الباب خلفه بشدة اهتزت لها جنبات المكان، ركب سيارته الفارهة وانطلق بها بسرعة خيالية...

قفزت جوليا مجفلة من الصوت الذي سمعته، فذهبت مسرعة إلى النافذة.

فتحتها فرأت سيارة آليك مبتعدة بأقصى سرعتها، حتى خالته مشتركاً في سباق للسيارات!

" يبدو أن عقله في إجازة هذه الليلة!، ( تنهدت ثم أكملت) لكم أحب ذلك الخاطف الغريب الأطوار!"

أغلقت الستار وعادت لسريرها تنشد النوم الذي فارقها هذه الأيام!

* * *

مع توسط الشمس لكبد السماء، أفاقت جوليا من نومها، اتجهت مباشرة نحو الحمام استحمت وتأنقت أكثر من العادة، نظرت إلى الحديقة عبر النافذة المفتوحة فلم تر سيارة آليك تحييها كالعادة..

هزت كتفيها ونزلت إلى الطابق السفلي..

" صباح الخير ليدي، الغداء جاهز!"

ابتسمت وقالت:" شكراً لك فأنا جائعة جداً اليوم، ألن ينضم إليّ آليك؟"

" السيد فورد خرج البارحة ولم يعد!"

" لا بأس!"

جلست على المائدة لتتناول الطعام، وما أن شرعت بالأكل حتى سمعت صوت الباب الرئيسي يفتح وصوت الخادمة تسأل آليك عما إذا كان يرغب بتناول الطعام، وصوت آليك وهو يرد عليها بالنفي باقتضاب، ثم وقع أقدامه على الدرج...

الخاطف الجذاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن