الفصـل الأول

141 11 0
                                    


ما يرسمه عقلك الباطن، لا سُلطة لأحد عليه..دائمًا ما تراودني فكرة أن أقوم بتجربة جديدة من نوع فريد، تجربة تقلب العالم رأسًا على عقب، أن أجرب تنفيذ كل ما يجول في خاطري على أرض الواقع، أن أجسد مخيلاتي و تصوراتي حول الأشخاص و الأشياء إلى حقيقة.
مثلًا: أحب هاوي روايات و أفلام التواجد مع شخصيات الرواية أو داخل الفيلم؛ ليعيش متعة التجربة وهو يشاهد جميع الأحداث أمام عينيه كأنها واقعية و حقيقية تمامًا، فماذا لو تم هذا فعليًا و أصبح من السهل على الجميع تحقيق رغباتهم اللامنطقية  !
الإنتقال بسهولة بين فيلم و آخر، رواية و أخرى و و رؤية الأبطال وجهًا لوجه و الإندماج معهم، هي أمنية يتمناها الجميع و يستحيل تحقيقها؛ لأنها ببساطة من نسج خيالنا، أو ربما نكون مصابين بأحلام اليقظة؛ لذلك نظن أن كل ما يدور في عقلنا الباطن و في أحلامنا يمكن تحقيقه حتى ولو كان غير منطقي تمامًا..
و من هذا المنطلق سأقوم بتجربة أخرى جديدة لعلها تلك المرة تأتي بنتائج مرضية.. معنى قولي تجربة أخرى أنني قمت بتجارب عدة سابقة معظمها مجنونة و غريبة و لا تُصدق بسهولة.. الجميع في المختبر العلمي للتجارب الجريئة يطلقون عليّ لقب "الفتاة غريبة الأطوار" وهذا لأنني أود جعل أشياء غير حقيقية حقيقية.. أقصد أنني أريد جعل الخيال واقعيًا، تجاربي تعتمد على وصفات سحرية لتنفيذها، أعترف أنني لم أنجح في أي تجربة خيالية سابقًا، ولكن تلك المرة سأنجح في تنفيذ فكرتي الجديدة، سأكون حديث العالم خلال الأيام القادمة، ستكتب عني الجرائد و مواقع التواصل الإجتماعي أن "كاميليا رابسو" قامت بعمل تجربة فريدة من نوعها لم يسبق لأي عالم أن قام بها، أو لم تخطر على بال أحدًا من قبل..

رجاءًا لا تتعجب من اسمي ولا تضحك عليه، رابسو ليس إسم عائلتي، و إنما إسم التصق بي مثلما تلتصق الأصابع بكف اليد؛ وهذا يرجع للكم الهائل من التجارب التي قمت بها بإستخدام مسحوق الغسيل مع المساحيق الأخرى الخاصة بالسحر.. ولا داعي لأن أجيب على السؤال الذي يدور برأسك الآن.. "لماذا تستخدمين مسحوق الغسيل في عمل التجارب  ؟"
و الإجابة هي "مع مسحوق الغسيل لا يوجد مستحيل.. وهذا اعتقاد خاص بي و أومن به جدًا، وقد نجح معي بالفعل في جعل بعض التجارب التي اتفق جميع من معي بالمختبر باستحالة نجاحها، وبإضافة مسحوق الغسيل سقطت كلمة مستحيل.. لا بأس إن لم تفهم شيء بعد، أكمل القراءة ولا تفكر كثيرًا، أنت لست أحمد زويل.. تذكر أنك هنا للاستمتاع بتجربة جديدة لا مثيل لها، فقط دع خيالك يستحوذ عليك و ابتسم.

" حسنًا.. سأضع القليل من زيت عشب الأكنوتيت، ثم أسكب ثلاث قطرات من قنينة الزئبق، و ثلاثون جرامًا من بودرة الشربار و سبعون جرامًا من نبات الستويشي المجفف ثم أضع كل ذلك في المرجل و أضعه على درجة غليان لمدة خمس دقائق.."

كنت أتحدث بصوت عالي و أنا أقوم بعمل تلك الوصفة السحرية في الغرفة الخاصة بي بالمختبر، ولم أنتبه لتلك اليد التي طوقت أكتافي بحنو.. وضعت المرجل على درجة حرارة عالية، ثم التفت خلفي و أنا ابتسم بسعادة قائلة

أنجـح تجربة فاشـلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن