الفصل الثالث(الخسارة خسارتين)

9 1 2
                                    

#رواية_وعد_لا_ينكسر
#الفصل_الثالث
#الخسارة_خسارتين
          _____________________________________

"هناك أوقات تشعر فيها أنها النهاية ثم تكتشف أنها البداية
وهناك أبواب تشعر أنها مغلقة ثم تكتشف أنها المدخل الحقيقي"

دلفت كلاً من "رّفيف" و"چايدا" للغرفة بعد إلقاء التحية على الجميع ليغيروا ثيابهم،فرحبت بهم "حنين" وغادرت الغرفة لتتركهم يأخذون راحتهم،وبعد أن بدلوا ثيابهم جلسوا على الأريكة بصمت تام قطعته "چايدا" بقولها متسائلة:
طب لحد أمتى؟!

لم تفهم مقصدها من هذا السؤال فتحدثت مستفسرة بتعجب:
هو أيه اللي لحد أمتى مش فاهمة

تنهدت الاخرى بقوة ثم تحدثت بحزن حقيقي:
لحد أمتى الأحباط اللي احنا فيه ده،هنفضل كده كتير ولا هنقوم تاني ونشد نفسنا ونصلب طولنا ونكمل،ولا هنقع ونشد نفسنا بس لتحت ونوقف في مكانا وخلصت كده كفاية محاولات

ثم تابعت بخيبة أمل وسخرية:
كنت فاكرة أن أيام الجامعة دي مملة و يـاه بقا أمتى نتخرج ونعيش حياة الناس اللي بتشتغل دي كفاية دراسة وزهق،بس أكتشفت دلوقتي وفهمت كلام اخويا "كرم" وأخوكي وكل اللي كانوا يقولوا لينا أستمتعوا بفترة الجامعة دي مش هتتعوض؛كنت برد بكل سذاجة هو حد يوحشه الهم ده وزنقة الامتحانات والمذاكرة دلوقتي وحشتني أهي وهتجنن وأرجع يوم واحد منها

تنهدت "رّفيف" بثقل مصدقة على حديثها بقولها:
وحشتني أنا كمان والله،كنا وقتها على الأقل أخر همنا نلم اللي ورانا ونلحق محاضرة تسعة الصبح وننتظم في السكاشن وبس،حتى مصروفنا كنا بناخده من أهالينا عادي،لكن دلوقتي عشان أطلب فلوس من بابا أو "ريان" بتكسف بجد رغم أنهم مش بُخلاء أبداً وأنتي عارفة بس الأحساس نعمة،أوقات كتير ببقى عاوزة أروح أقعد مع "ضحى" وبتكسف أتقل عليها رغم إلحاحها عليا،و"يامن" برضو رغم أنه بيعاملني زي "ريان" بالضبط بس أنا خلاص دماغي مش رحماني

ثم أسترسلت حديثها بخيبة أمل وأختتمت جملتها بدعاء نابع من أعماق فؤادها:
حتى التدريب اللي أتدربناه مكناش بناخد فيه فلوس عدلة للأسف،يارب فرصة الشغل دي تيجي مع أنها أكيد ضاعت بعد اللي عملته ده بس أملي فيك كبير أنك مش هتخذلنا

ثم قبل أن يندمجوا في حديثهم أكثر أستمعوا لصوت خبطات على باب الغرفة وقبل أن يضعوا القبعة الخاصة بملابسهم،دلفت "ضحى" للغرفة بصغيرتها وخلفها "حنين" التي أغلقت الباب،وضعت"وتين" على الفراش ودثرتها بالغطاء جيداً ثم جلست أمامهم هي و"حنين" وتحدثت بأهتمام مختلط بالمزاح عندما لاحظت حزنهم:
ها بقا قوليلي يا هانم منك ليها مالكم من ساعة ما رجعتوا من برا ودخلتوا هنا تغيروا مخرجتوش تاني بدوشتكم كالعادة ليه،للدرجادي مش طايقني أنا وبنتي وجوزي أمشي يعني لأ امشي واريحكم

وعد لا ينكسر 'قيد الكتابة'Where stories live. Discover now