رُقي كانت تعيش حياة هادئة، حتى ظهر عبدالله في حياتها عبر الإنترنت، فتغير كل شيء.
أصبحت تتحدث معه يوميًا، ولم تكن تسأم من الحديث عن أدق تفاصيل يومها، وكأنه رفيقها الأقرب.
كان عبدالله، في البداية، يرد عليها بكلمات مليئة بالشغف والحب، وكأنهما كانا يتشاركان حلمًا مشتركًا عن الحب.
كانت محادثاتهما تدور حول الأحلام والطموحات وحتى أدق الأسرار، مما جعل قلب رُقي يغرق في بحر من المشاعر، كان عبدالله بالنسبة لها كالنسمة العذبة التي تملأ أيامها بالدفء والفرح.
لكن بعد فترة من هذا الشغف، بدأت الأمور تتغير.
لاحظت رُقي أن عبدالله أصبح يتأخر في الردود، ولم يعد يظهر نفس الحماس الذي كان يظهره في البداية.
كان هذا التغيير يزعجها ويفتح أبواب الشك في قلبها، لكنها كانت تبرر غيابه باستمرار، متشبثة بأمل أن يعود كما كان.
رغم الألم الذي بدأ يتسلل إلى قلبها، لم تفقد الأمل واعتبرت أن الظروف هي التي تبعده عنها، وليست مشاعره.
ذات يوم، تأخر عبدالله عن الرد لفترة طويلة، مما جعلها تشعر بالقلق، وتزيد من حيرتها وتفكيرها به.
أمسكت هاتفها، وقررت أن تفتح قلبها وتواجهه.
رُقي: "لماذا لم تتحدث معي اليوم؟ هل حدث شيء؟"
عبدالله:"آسف يا عمري، كنت مشغولًا جدًا اليوم، وأعلم أنك تنتظرينني."
رُقي: "مشغول كل يوم؟ كيف يمكن أن تكون مشغولًا هكذا؟ وأنت حتى لا تعمل."
هنا، ظهر نوع من الفتور في رد عبدالله، كأنما يبحث عن تبرير آخر ليقنعها به.
عبدالله: "أنا أذهب إلى النادي الرياضي يوميًا لفترات طويلة، وهذا يأخذ وقتًا مني."
أرسل عبدالله صورة له من النادي، مبتسمًا بملابس الرياضة، ليؤكد لها كلامه، وكأن الصورة دليل كافٍ ليبعد عنها الشكوك.
حين رأت الصورة، تبعثرت أفكارها. فجأة شعرت بالخجل من شكوكها، وابتسمت بارتياح.
**رُقي:** "يا إلهي، كم تبدو رائعًا! أنا لا أطيق الانتظار ليوم زواجنا."
**عبدالله:** "وأنا كذلك، أنا كلي ملكك يا أميرتي."
شعرت رُقي بسعادة تغمرها.
كانت كلماته كالنار اللطيفة، تذيب أي حزن أو شك في قلبها.
استمرت بالحديث معه لساعات في الليل، ضحكاتهما كانت تدوي عبر الرسائل الصوتية، وكأنهما في لقاء حقيقي، رغم كل المسافات.
وتدرجت أحاديثهما حتى أخذت مسارًا من الجرأة غير المألوفة.
وفي تلك اللحظة، أرسل عبدالله ملصقًا جريئًا نوعًا ما، فتح لها بابًا لنوع جديد من الحديث.
رُقي: "ما هذا؟ ماذا تقصد بهذا الملصق؟"
عبدالله: "هذا مجرد خيال لما سيكون بيننا عندما نكون معًا."
ضحكت رُقي بحرج وارتباك، لكنها رغم استغرابها، لم تتوقف عن الحديث معه، بل استمرت بفتح المجال له.
بدت وكأنها تسير في طريق جديد، تجهل نهايته، لكنها كانت تشعر بالفضول والحماس في الوقت ذاته.
وبينما كانت تفكر في هذا الانجذاب الذي لا تستطيع مقاومته، أدركت أن حبها لعبدالله بات نوعًا من الهوس.
مرّت الأيام، واستمر عبدالله في خطف أنفاسها بكلماته وأسلوبه المميز، رغم أن التفاصيل التي كانت تزعجها لم تتغير.
لم يكن طويل القامة، ولم تكن ملامحه كما كانت تتخيل فتى أحلامها، ومع ذلك كانت تراه الأجمل.
كان سحر الحب، أو ربما هوسها به، هو الذي جعلها تتغاضى عن كل شيء لم يكن يتطابق مع توقعاتها.
مع مرور الوقت، توطدت العلاقة بينهما أكثر، حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتها.
كانت تشعر بالفرح لمجرد أن يستمر في الحديث معها كل يوم.
ومرت الأشهر، وعاشت رُقي أوقاتًا مليئة بالمشاعر المتضاربة، ما بين الشك والحب، ما بين الفرح والخوف من الفراق.
وفي يوم عيد ميلادها، انتظرت من عبدالله أن يبادر بإظهار حبه بطريقة مميزة.
تخيلت أنه سيرسل لها رسالة طويلة مليئة بالحب أو ربما مفاجأة تجعل يومها لا يُنسى.
لكن بدلًا من ذلك، استقبلت منه عشر رسائل قصيرة مليئة بالقلوب، وأخيرًا رسالة تهنئة بسيطة.
ورغم بساطتها، شعرت رُقي بسعادة عارمة، واعتبرت هذه الرسائل دليلاً على محبته لها.
لكن وسط فرحتها، بدأت الأفكار تتسلل إلى عقلها.
لماذا لم يكن هناك شيء مميز؟ ألم يكن يوم ميلادها يستحق شيئًا أكثر من رسائل مقتضبة؟ بدأت الشكوك تزداد، ولم تستطع
منع نفسها من التساؤل:
هل يحبها بصدق أم أنها تعيش في وهم من صنع مشاعرها؟
.
.
يتبع
اتمني ان يكون البارت عجبكم انا هخلي البرتات قصيرة علشان تقدرو تستمتعو بيها وا متملوش
عايزة اعرف رائكم في البارت
أنت تقرأ
Chains Between Hearts
Romansaمرحبًا عزيزاتي، أدعوكن لقراءة هذه الرواية التي تأخذكن إلى عوالم مخفية لا يدركها الكثيرون. إنها قصة أكثر من فتاة تعيش حياة خاصة خلف الشاشات، حيث تنشأ علاقات بين الأرواح عبر هواتفنا الذكية. كيف يمكن لقلبك أن يقع في حب شخص عبر الشاشة؟ وما هي الأخطاء ال...