في صباح هادئ، استيقظ ألاز على ضوء شمس باهت يتسلل عبر النافذة، يحرك شيئًا بداخله لم يشعر به منذ زمن. أفكاره عادت به إلى سنوات مضت، إلى لحظة القرار الذي غير مسار حياته. تركه لآسي كان محاولة منه للانتقام من واقع فرض عليه، خوفًا من فقدانها للأبد، لكنه أدرك لاحقًا أن خسارته كانت أكبر مما تخيل.
تردد للحظات وهو يفكر فيما سيقوله، وكيف سيبدأ في إصلاح ذلك الخطأ. الآن، لم يكن يبحث عن الانتقام، بل عن فرصة ليعيد بناء ما كان يمكن أن يكون مستقبلهم معًا. أخذ نفسًا عميقًا وقرر أنه اليوم سيبدأ أول خطوة نحو استعادة آسي وليا، أول خطوة نحو تصحيح المسار الذي أخطأه سابقًا.
استيقظت آسي على رنين هاتفها، تغلب على شعورها بالنعاس ورفعت الهاتف لتجد اسم يامان يضيء الشاشة. بخفة ناعسة، أجابت على الاتصال، وصوته الجاد يأتي من الطرف الآخر.
"آسي، صباح الخير. أحتاجك أن تأتي إلى الشركة بسرعة، هناك أمر طارئ."
شعرت آسي ببعض القلق، فهي تعرف أن يامان لا يتصل بهذه الطريقة إلا لشيء مهم. سألته وهي تحاول أن تستجمع تركيزها: "ما الأمر؟"
أجابها بصوت حازم: "تشاغلا تنتظرك هنا، والأمر يحتاج إلى وجودك شخصيًا."
لم يكن لديها وقت للتفكير كثيرًا؛ استجمعت قواها ونهضت سريعًا لتستعد.
دخلت آسي إلى مكتب يامان بخطوات سريعة، مستعدة لسماع ما يخبئه لها هذا الاجتماع الطارئ. لم يكن من المعتاد أن يستدعيها يامان بهذه الطريقة، وكان هذا كافياً لتشعر ببعض القلق. ما إن دخلت حتى وجدته ينتظرها بوجهٍ يحمل نظرة جدية.نظر إليها يامان للحظات، وكأنه يبحث عن الكلمات المناسبة، ثم قال بهدوء: "آسي، هناك أمر يجب أن تعرفيه. ألاز… عاد."
صُدمت آسي، وبدت على وجهها علامات الدهشة. لم تستطع أن تستوعب الخبر فوراً، فأكمل يامان ليشرح: "هو يريد أن يعود إلى الشركة، ويرى أن هذه هي الطريقة المناسبة ليكون قريباً منك ومن ليا."
قاطعت آسي بحدة: "لكني لا أريد أن يعمل هنا، الأمر معقد بما فيه الكفاية."
نظرت إليها تشاغلا، التي كانت تجلس بالقرب، وقالت بنبرة هادئة: "أسي، ربما هذه فرصة لكما لحل الأمور. أليس من الأفضل أن يكون قريباً ويساهم في المسؤوليات التي كان غائباً عنها؟"
يامان :"نعم أسي و أيضا فكري في الشركة إن إستمرت على هذا النحو سنعلن إفلاسنا لهذا الحل الوحيد هو عودة ألاز "
نظرت آسي إلى الأرض، تشعر بالانزعاج. لم يكن سهلاً عليها أن تقبل عودة ألاز فجأة إلى حياتها وعملها بعد كل ما حدث. لكن ضغط يامان وتشاغلا بدأ يجعلها تتساءل إن كانت هذه حقاً فرصة لإعادة بناء الثقة بينهما.وبعد لحظات من الصمت، رفعت رأسها وقالت بتردد: "حسنًا… سأسمح له بالعودة، لكن بشرط أن لا يؤثر ذلك على عملي أو على حياة ليا. سأمنحه فرصة واحدة، لا أكثر."
عندما خرجت آسي من مكتب يامان، كانت أفكارها تتسابق في ذهنها، وكأن قرارها كان لحظة فاصلة بين الماضي والمستقبل. مشاعر مختلطة بين الغضب والشك، وبين الأمل في بداية جديدة. لكنها حاولت أن تهدئ نفسها قبل أن تغادر المكان، رغم ما كان يثقل قلبها.
في تلك اللحظة، رفع يامان هاتفه، واتصل بألاز، عاقداً العزم على إبلاغه بما حدث. رن الهاتف قليلاً قبل أن يجيب ألاز بصوت مشوش: "أهلاً يامان، هل هناك أخبار؟"
أجاب يامان، وهو يحاول أن يظل هادئاً: "آسي وافقت على عودتك إلى الشركة، لكنها وضعت شرطاً. ستكون هناك فرصة واحدة فقط، وهي أن حياتها وحياة ليا لن تتأثرا بوجودك هنا. إذا قررت العودة، يجب أن تكون حذرًا."
سكت ألاز للحظة، وكان بإمكان يامان سماع تنفسه المتسارع من الطرف الآخر. أخيرًا، قال ألاز بصوت أكثر هدوءًا: "فهمت. سأكون حذرًا، ولن أسمح لأي شيء أن يفسد هذه الفرصة."
قال يامان بجدية: "ألاز، عليك أن تلتزم بهذا الشرط. هذه هي فرصتك الأخيرة. إذا كنت جادًا، ستثبت ذلك بالفعل. إذا أخفقت، لن أتمكن من مساعدتك."
أجاب ألاز بثقة: "سأثبت لها أنني تغيرت، يامان. لن أضيع هذه الفرصة."
أغلق يامان الخط وهو يفكر في تأثير هذا القرار على الجميع. الأمور بدأت تأخذ منحى آخر، ولكن هل سيكون هذا التغيير حقيقيًا؟ كان الوقت وحده كفيل بالإجابة.
_________________________
إنتهى
شكرا
بارت قصير أسفة بما أنو مافي تفاعل أبدا
رأيكم بلقاء آسي و ألاز كيف رح يكون
هل أسي رح تحكي لألاز عن أطفاله او لا
تصرف يامان