تدخل آسي مكتبها بخطوات سريعة وعصبية، وجهها متجهم والغضب يشتعل في عينيها. تغلق الباب بقوة خلفها، ثم تقف لبرهة تحاول السيطرة على مشاعرها، ولكن انفعالاتها تظهر بوضوح. تجلس على كرسي مكتبها وتبدأ بفتح الملفات أمامها بعصبية، وكأنها تبحث عن شيء لتشغل نفسها به كي تنسى ما حدث.
بعد لحظات، يدخل ديمير إلى المكتب. ينظر إليها لوهلة، يدرك فوراً أن هناك شيئاً خطيراً قد حدث. يقترب منها بحذر، ويقول بنبرة هادئة ومحبة: "آسي، هل أنتِ بخير؟ يبدو أنكِ متوترة."
تترك آسي الملفات على المكتب وتتجه بنظرها نحو ديمير بتعبير متجهم، وتقول بنبرة تملؤها المرارة: "هل أبدو وكأنني بخير؟ ألاز... ألاز عاد يا ديمير. بعد كل هذا الغياب، بعد سنتين من الرحيل المفاجئ... يعود وكأن شيئاً لم يكن!"
صمت لوهلة وهو يحاول استيعاب كلماتها، ثم تتغير ملامحه بسرعة، ويظهر الغضب في عينيه. يسألها بحدة: "عاد؟! هذا الرجل يعتقد أن بإمكانه الظهور في حياتكِ وحياة ليا والأطفال متى يشاء؟ بعد أن ترككِ وحيدة وترك أطفاله بلا أي كلمة؟ كيف يجرؤ؟"
تشعر آسي ببعض الارتياح لرؤية ديمير يقف إلى جانبها ويفهم غضبها، ولكنها لا تزال متوترة. تنهض من مكانها وتتجول في المكتب بنفاد صبر وتقول بنبرة تملؤها الحزم: "أنا لا أريده في حياتي يا ديمير. لا أريده أن يعود ويقتحم حياتي من جديد. ليس بعد كل الألم الذي سببه لي وليا والأطفال."
يتابع ديمير بنبرة جادة وغاضبة: "وليا؟ هل يعرف حتى ماذا ترك في قلبها؟ هل يدرك أن غيابه جرح لا يلتئم في طفلة بريئة؟ هل يظن أن كلمتين منه ستصلحان كل ما أفسده؟"
تتوقف آسي وتواجه ديمير بنظرة مملوءة بالألم، وتقول: "لا يهمني ما يظنه أو ما يشعر به. بالنسبة لي... هو انتهى. لقد تحملت مسؤولية الأطفال وحدي، وبنيت لهم حياة مستقرة، والآن هو يعود ليفسد كل شيء؟ لا، لا أريد ألاز في حياتنا، ولا أريد أن يعيدني إلى ذلك الألم."
يميل ديمير برأسه موافقًا، ويرد بنبرة مليئة بالإصرار: "إن كان هذا ما تريدينه يا آسي، فأنا هنا لأدعمكِ. لن أسمح له أن يؤذيكِ أو يؤذي ليا مرة أخرى. أنتِ تستحقين حياة هادئة، خالية من هذا الاضطراب."
تنظر آسي إلى ديمير بامتنان، ويبدو وكأن كلمات دعمه جعلتها تشعر بالأمان. تبتسم ابتسامة خفيفة، ثم تقول: "شكراً لك، ديمير. وجودك بجانبي يعني لي الكثير... أشعر أنك دائماً تفهمني أكثر من أي شخص آخر."
يبتسم ديمير بدوره ويقول: "أنا هنا دائماً يا آسي، ولن أدع أي شيء يعكر صفو حياتك. دعينا نركز على المستقبل، ولا ندع الماضي يعرقل سعادتكِ وسعادة الأطفال."