Twelve.

104 13 3
                                    

خطوت اول خطوة فى المنزل.

لم يتغير اى شيء منذ ان رحلت...لم تمر فترة طويلة لكن مرت فترة كافية ليحدث اى تغيير.

نظرت للمطبخ و تذكرت هارى عندما اندفع من الداخل...كان يبدو غاضبا حقا..لا اعلم ماذا قال له ابى حرفيا لكن كلامه جرح هارى...لقد اخبره انه غير مسئول لكن بطريقة غير مباشرة..

توجه نظرى الى السلم...كنت سعيدة بحق...لو لم يدمر ابى فرحتى ذلك اليوم كنت سأكون فى فستان فرحى الان....دمر اجمل يوم فى حياة اى فتاة.

لكنه الان مريض...يجب ان اسامحه...هو يعرف انه سيموت فلومى له سوف يُسْيء الامور.

"اين ابى؟"وجهت نظرى لأمى قبل ان ابدأ بالبكاء.

"فى غرفتك...لم يرحل منها منذ عرف بمرضه" اخذت امى نفسا عميقا ثم اجابتنى.

اشعر ان كل الظروف و البشر يريدوننى ان اشعر بالذنب.

لقد نجحوا نوعا ما.

صعدت السلم الى الاعلى...اشتقت للمنزل.

غرفتى على اليسار...بابها مغلق.

"هل افتحه؟"نظرت لمقبض الباب.

شعرت بيد امى تسلك طريقها لكتفى بنجاح "ادخلى يابنتى"

وضعت يدى على المقبض...اديره ام لا...اديره ام لا...اديره...لا لا...حسنا سأديره.

ادرت المقبض ببطء شديد حتى سمعت صوت القفل يفتح.

دفعت الباب بخفة...لم اجمع الجرأة الكافية لأنظر فى الغرفة فبيقت عينى مثبتة على الارض.

خطوة تلو الاخرى.

انا بداخل الغرفة.

رفعت رأسى ببطء حتى اصبح السرير فى مرمى بصرى...و هناك وجدت ابى... نائم و وجهه مقابل للحائط فلم اره...اغلب شعره متساقط و ما تبقى منه ابيض.

لقد بدأ العلاج.

"ابى"قلت بصوت منخفض و الدموع بدأت تتراكم فى عينى و تغطى رؤيتى.

"هل احضرتى الشاى يا ستيفا؟"قال ابى و صوته يرتجف من التعب.

دموعى بدأت فى النزول مع صوته.

"انا روان...رونى يا ابى"قلت فى اسى.

"من؟رونى؟"قال فى دهشة و التفت لى.

لم استطيع ان امنع نفسى من الجرى اليه و ضمه بشدة.

"اشتقت اليك يا ابى" قلت وسط البكاء.

"انت كاذبة"دفعنى بعيدا.

ماذا؟ قلبى يؤلمنى.

"ابى انا لا.."

"اصمتى...انت تكرهيننى...انا لست ابيكى...ارحلى يا حقيرة و لا تعودى..و لا تحضرى عندما اموت...هذا البيت ليس بيتك بعد الان" قال ثم اعاد رأسه للحائط.

ابى طردنى..بعد كل ما فعله بى...انا التى جائت لتعتذر و انا التى تهان.

"ليس لك الحق"صرخت و لم اتحرك من مكانى.

نظر لى ابى و وضعت امى يدها على فمها....كانت تقف خلفى عند الباب لكن شعرت بحركتها.

"لقد عانيت بسببك...طردتنى من منزلى و حرمتنى من امى و من كل شيء فقط لأن قلبى خالف رأيك...عشت وحدى مع هارى و الاشاعات كانت تقتلنى كل يوم...لم اضحك او ابتسم الا مرة او اثنين لكن بكيت كل يوم اكثر من خمس مرات بسببك...كل معجبين هارى كانو يرسلو لى تغريدات قاتلة..كانو يشفقو على او يشتموننى او يدعونى بالكاذبة...كل هذا حدث لى فقط لأن ارادتى كانت عكس ارادتك لمرة فى حياتى...متى ستدرك اننى لست حيوانك الاليف الذى يجب ان يطيعك؟ماى ستفهم اننى انسانة و لى قلب يؤلمنى كلما اهنتنى؟متى ستعرف ان الحياة ليست مسخرة لاسعادك وحدك و ان الاخرين لهم رأى ايضا؟ الحياة ليست عنك وحدك يا ابى.. و لا اهتم اذا احببت ذلك ام لا لانه واقع يجب ان تعيشه قبل ان تموت و تفكيرك بنفس المنطق الغبى" كنت اصرخ و ابكى فى نفس الوقت.. لم اكن غاضبة هكذا من قبل...كلامى كان عنيف قليلا..حسنا كثيرا..لكنه يستحقه..انا لم اكذب و كل كلمة قلتها حقيقية.

"اخرجى يا رونى...اخرجى و اتركينى لأموت بهذا المنطق الغبى كما تصفينه"اعاد وجهه للحائط.

"اتعلم؟انا اسفة...انا اسفة لانى اضعت وقتى فى المحاولة لأنقاذك من الضياع الذى اوقعت نفسك به...انا اسفة اننى اضعت وقتى معك...انت لن تتغير لاجلى او لاجل نفسك...انت هكذا و لن تتغير"مسحت دموعى و تكلمت بهدوء قبل الالتفات للباب و الرحيل.

حاولت امى ايقافى لكن بلا فائدة.

خرجت من المنزل و اغلقت الباب...الباب الذى لا اعتقد انه سيفتح لى مجددا.

اخرجت هاتفى من جيبى و اتصلت بهارى.

رنة...الاخرى...الثالثة.

"رونى هل انت بخير؟"سأل هارى فى قلق.

ما ان سمعت صوته حتى انهمرت دموعى.

"هارى انا احتاجك" قلت وسط بكائى.

"اين انت؟"سأل فى توتر و سمعت محرك السيارة و هو يعيده للحياة.

"منزل امى"اجبت و نظرت لشباك غرفتى.

"دقائق معدودة و ستجديننى امامك"

"حسنا...احبك يا هارى"

"احبك اكثر بكثير"

اغلقت الخط و نظرت قليلا لهاتفى...خلفيته صورة الفتيان و انا...لوك التقتها لنا ذلك اليوم.

اغلقت قفل الهاتف و اعدته فى جيبى.

اتمنى ان يسرع هارى.

7 Days of Fightingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن