الفصل الأول: الظلال في الزوايا

1 1 0
                                    

في زقاق مهجور تحت أضواء الشارع الخافتة، ظهرت ريما بخطى ثابتة وعيونها البندقية اللامعة تتألق تحت ضوء القمر، كأنها تحكي أسرارًا لا يمكن البوح بها. شعرها الكستنائي الداكن الطويل يتمايل برفق على ظهرها، يعكس بريقًا خافتًا مع كل خطوة تخطوها. ملامحها جمعت بين القوة والنعومة، تجعل كل من يراها يتساءل: كيف يمكن لشخص بهذا الجمال أن يحمل هذا الثقل في عينيه؟

توقفت أمام باب حديدي صدئ، تنفست بعمق، وأخرجت مفتاحًا صغيرًا من جيبها. بدا أن اللحظة تحمل ذكريات لم ترد أن تعود لها. عندما فتحت الباب، تسلل صوت صرير حاد، وكأن المكان نفسه يعترض على دخولها.

في الداخل، كان آيدن، مختبئًا في الظل، يراقبها عن بعد. عينيه الرماديتين تتبعان كل حركة، وكأنه يحاول فك شفرة امرأة بدت مختلفة عن أي شخص التقى به من قبل. قال لنفسه بهمس: "لماذا أشعر أن هذه الفتاة تعرف أكثر مما تبدو عليه الأمور؟"

---

ما بين الماضي والمستقبل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن