ووسط البحث المضني عن الحقيقة، كان آيدن وريما وكايل غارقين في تحقيقاتهم. الخرائط كانت مبعثرة على الطاولة، والخيارات مفتوحة أمامهم. كان آيدن مشتت كانت تلك الذاكرة تتناثر أمامه كأنها شظايا من حلم بعيد، وبينما كان يحاول تجميع تلك القطع المبعثرة، بدأ يشعر بدوار شديد.
"أريد أن أتذكر..." همس آيدن لنفسه، وهو يرفع يده على جبهته، يحاول مقاومة الشعور المفاجئ بالضياع. وعيناه الضبابيتان تركزان على كايل الذي كان يتابعه عن كثب. فجأة، كاد آيدن أن يسقط، لكن كايل كان أسرع، فتمسك به وسانده.
"ماذا بك؟" سأل كايل بصوت منخفض، لكنه كان يحاول أن يخفي قلقه وراء ملامحه الباردة.
آيدن، الذي كان يلفظ أنفاسه بصعوبة، نظر إلى السماء المظلمة وقال بصوت غير ثابت: "أظنني رأيت الجنة..."
بنبرة جافة، أسقطه على الأرض، وجلس بجانبه وقال كايل . "كف عن الأحلام، آيدن. دعنا نكمل العمل." كانت يده على كتفه، لكنه شعر في تلك اللحظة بشيء آخر: كان آيدن بالنسبة له أكثر من مجرد شريك في هذه المغامرة؛ كان مفتاحًا لحل اللغز الذي عكف على تتبعه لعقود.
كانت ريما واقفة في الزاوية الأخرى من الغرفة، عيونها تراقب الوضع بتوتر. كانت تفكر في شيء آخر، شيء أكبر من كل ما يحدث. كانت لا تزال مشوشة، تسأل نفسها: "كيف يمكنني العودة إلى الماضي؟ كيف أحذر زوجي؟"
لكن في داخلها، كانت تحمل سؤالًا أكبر: ماذا كان سر كايل؟ ولماذا يبدو دائمًا قريبًا من آيدن؟ لماذا لا تكشف لهما عن كل ما تعرفه؟ ولكن ربما يستغلونني لا لا يجب ان اثق بأحد
وبينما كانت أفكار ريما مشوشة، لم يكن هناك سوى سؤال واحد يشغل ذهنها: هل هذا الرجل الذي أمامها هو نفس زوجي الذي أحبته في الماضي؟ أم أن هذا الشخص قد تغير تمامًا؟
مرت لحظات ثقيلة، لكن ريما كانت تشعر بقلق عميق. لا شيء كان واضحًا، ولكنها كانت تعرف شيئًا واحدًا: الحقيقة كانت بعيدة عن متناول يدها، وكان عليها أن تجدها مهما كلف الأمر.
-----------

أنت تقرأ
ما بين الماضي والمستقبل
Mystery / Thriller"ما بين الماضي والمستقبل" هي رواية تجمع بين الغموض، الرومانسية، والأكشن، تدور حول ريما، امرأة بسيطة تجد نفسها في رحلة محفوفة بالمخاطر لفهم الماضي وإنقاذ المستقبل. بعد أن تكتشف أن زوجها آيدن يمتلك القدرة على السفر عبر الزمن، تواجه أحداثًا غامضة وأسرا...