الفصل الثامن: تضحية وأسرار تحت الرماد

2 1 0
                                    


كانت الرياح تهب بقوة، وسماء الليل متوشحة بالغيوم الداكنة، عندما وقفت ريما وآيدن وكايل أمام أحد الأنفاق كانت الانفاق متصله بأنفاق الكهف السياحي ولكن من الجهه الخلفيه   التي حددتها الخريطة. بدا المكان كأنه أطلال منسية، محاطة بأشجار كثيفة وصخور متآكلة تحمل آثار الزمن.

كايل نظر إلى مدخل النفق بعيون ثاقبة وقال بصوت جاف "هذا هو المكان."
آيدن كان صامتًا، عينيه تائهتين في الظلام الممتد أمامهم. أما ريما، فقد كانت متوترة، لكن توترها لم يظهر على وجهها، بل انعكس في طريقة تشبثها بالخريطة.

بينما كانوا يشقون طريقهم عبر النفق الضيق، سمعوا صوت سقوط حجارة ثم اهتزت الأرض من تحتهم. صرخ کایل

"احذروا! السقف ينهار!"

قبل أن تدرك ريما ما يحدث، اندفع آيدن نحوها ودفعها بعيدا عن صخرة ضخمة كادت تسقط فوقها. وقع هو على الأرض بقوة، لكن سرعان ما نهض وهو يلهث.
قال بصوت خافت "هل أنت بخير؟"

ریما رغم دهشتها اكتفت بهزة خفيفة برأسها قبل أن تستعيد توازنها
قال ايدن بغضب وهو يخاطب كايل  : " احقاً كان يجب ان نسلك الطريق الوعر ؟
هي بنا علينا الخروج من هنا قبل أن ندفن أحياء."

كايل الذي شاهد كل شيء، قال ببرود: "اجل هيا بنا لنسلك طريقه العامه وندخل مع السياحه وهكذا نخبرهم عن مغامرتنا وكيف ان هناك مخلوقات لا نعرف م مصدرهاا تلاحقنا حتى تجد نفسك فِ مشفى المجانين" .

بينما تقدموا أعمق داخل النفق، ظهرت أمامهم فجأة امرأة ذات ملامح مألوفة لريما كانت ترتدي عباءة داكنة ووجهها يحمل خليطا من الدهاء والغضب. نظرت إلى ريما وقالت بصوت مشحون

"أنتِ... ريما ؟ ما الذي تفعلينه هنا؟ لما لا تجيبي ؟

ريما تجمدت لوهلة عينيها امتلأتا بالدهشة والخوف لكنها تمالكت نفسها سريعًا وقالت بصرامة

"أنت لا تعرفين شيئًا. اخرجي من هنا  وسوف نتحدث قبل أن تتورطي في أمور أكبر منك."

المرأة تقدمت خطوة نحوها،  وقالت لما فعلت هذاا وبدا بتهمس ولكن ريما قاطعتها بحدة

"قلت اخرجي سوف نتحدث!"

کایل و آیدن تبادلا نظرات سريعة كلاهما شعر بوجود قصة غير معلنة بين ريما وتلك المرأة، لكنهما قررا عدم التدخل
كانت ريما هادى ، وملامح القلق ترتسم على وجهها، وأفكارها تدور كإعصار لا يهدأ. "هذه صديقتي... ماذا لو باحت بكل شيء لكايل وآيدن؟" شعرت بارتياح مؤقت وهي تهمس لنفسها: "الحمد لله أنني استطعت إسكاتها. لكن هل كان ذلك كافيًا؟"

بعد أن غادرت المرأة، وقف الثلاثة أمام تقاطع في النفق. كان الطريقان أمامهم محفوفين بالمخاطر، أحدهما يؤدي إلى منحدر خطير، والآخر إلى باب صدئ.

کایل قال ببرود

سأذهب لاستكشاف المنحدر. إذا لم أعد خلال عشر دقائق، لا تتعبوا أنفسكم بالبحث عني."

آیدن رد بابتسامة ساخرة
" وهل تعتقد أننا سنفتقدك؟"

رغم المزاح، نظراتهما تلاقت وبدت في عيون كايل لمحة من الثقة والاعتماد قال بصوت منخفض "لا أحد يموت اليوم، هذا وعد."

ريما، التي لم تظهر أي رد فعل في البداية، قالت فجأة: "كايل، كن حذرا."

كانت تلك المرة الأولى التي تبدي فيها ريما اهتمامًا حقيقيا، ما جعل كايل ينظر إليها بتعجب قبل أن يرد "دائما ."

بينما كان كايل يستكشف المنحدر ظهرت فجأة مجموعة من الرجال المسلحين عند الباب الصدئ. بدأ إطلاق النار، والرصاص يتطاير في كل اتجاه.

آیدن اندفع بسرعة، مستخدمًا الحجارة المتناثرة كغطاء، وصرخ:
"ريما، ابقي خلفي!"

لكن ريما لم تتراجع. أمسكت بأحد القضبان المعدنية المهملة وهجمت على أحد الرجال لتشتيت انتباهه.

صرخ آیدن بغضب "هل جننت ؟!"

ردت عليه وهي تتفادى ضربة "لا أحد يقف متفرجًا بينما يهاجم!"

کايل عاد مسرعًا، وجهه ملطخ بالغبار وأطلق بضع طلقات تحذيرية من سلاح أخذه من أحد المهاجمين. قال بحدة

علينا الخروج الآن، وإلا سينتهي بنا الأمر جثنا هنا!

ما بين الماضي والمستقبل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن