نبضة قلب | الرحلة الأخيرة

(١)

بسم الله الرحمن الرحيم

-

{ هذه الرواية خيالية تماما والشخصيات فيها خيالية ولا تمد للواقع بأي صلة ⚠️ .. الحاله المرضيه موجودة على ارض الواقع، اسأل الله ان يشفي جميع المرضى 🩷 }

-

" دقّاتُ قلبِكَ هيَ مَعزوفتي المُفضلة .. "

.
.

إبريل ٢٠٢٣ مِ ..

تتردّد نغماتِ البيانو في القبو الفارِغ إلّا مِنهُما .. حيث تتراقص الأنامل فوق المسرح الأبيض والأسود ..
كِلاهُما يتفنّنُ بإظهار موهبته للآخر، فواحدٌ يعزِفُ لحناً قام بتأليفه بنفسه، والآخر يعزف لحن أُغنيةٍ مشهورة، مُضيفاً لمساته الإبداعية الخاصة عليه ..

ابتسامتهما كانت مُنعكسة على مفاتيح البيانو، حتى أن الإيقاع الحزين تبدل إلى آخرٍ مليء بالبهجة .. مليءٍ بالإمتنان ..

فبعد صبرٍ طويلٍ عُقدت هُدنةٍ بالتراضي ما بينَ الفتى الأشقر، والمَرض الذي أنهك جسده ..

وأخيراً ترفّقت نبضاتِ قلبه به وغدت هادئةٍ ورقيقة ضِد صدره، بعد صراعٍ طويل أُريقت به الدموع وصارعت آمالهِ وِحشة الداء صارَ كأقرانه من الشباب ..

إحتفاءً بتحسن حالته ذهب رفقة عزيزِ قلبه، صديقه الأوفى إلى حيثُ ينتمي شغفهما .. يعزِفان البيانو أسفل قبو المزرعة الخاصة بجدِّه ..

" أُنظر إلى الكاميرا، يوكي ! "..
أشار ذو الشّعرِ الكستنائي الى الكاميرا التي وضعاها أمامِهما يوثِّقان بها هذه اللحظات السعيدة لتتوقف أنامل يوكي وينظر إلى الكاميرا .. راسِماً على وجهه إبتسامةٍ لثويةٍ حُلوة ..

" هذه سابقةٌ لن تحدث مجدداً على فكرة .. أن يبتسم يوكي أمام الكاميرا دون أن أتوسل إليه أن يفعل .. هذه حقاً سابقة، الى أيٍّ كان من يشاهد هذا الفيديو، أنتَ محظوظ حقاً !! "..
تحدّث ذو الغمّازتين ممازحاً صديقه الذي ضربه برفقٍ على كتفه وبدأ يعزف بشكلٍ مُزعج ..

" أُصمت وأكمل عزفك جون ! .. ".. صرخ ليقهقه جون ويمسح على شعره الأشقر، وبيده الاخره يسحب كفه عن البيانو :
" حسناً حسناً .. لا تغضب يوكي انا اسف ! .. "..

يوكي نفض يد جون وعاد بيديه الى اللوح يُبعد بعض حبات الغبار عن مفاتيحه برقة .. استشعر جون الاستياء وتغير مزاج الأشقر ليلتفت اليه بكامل جسمه وقد ارتسم القلق على ملامح وجهه :
" لماذا انت منزعج؟ "..

رفع يوكي عيناه لينظر إلى جون :
" صوته ..

صوته يُزعجني ! "..
غمغم مُربتاً على صدره، فوق موضع قلبه تماماً .. ليتنهد ذو الغمّازتين ..
" يوكي .. ماذا قُلنا عن هذا الأمر يا أخي؟ "..