(٢)

89 11 9
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم

-

" أنا وأخوتي .. "

.
.

في السيّارةِ أثناء طريق العودة من المزرعة، قرر جون تشغيل الأُغنية المُفضلة لديهما .. أُغنية أنا وأخي ..

ورُغم أنّهُما ليسا من الرحم ذاته إلا أنّهُما جاءا من رِحم الحياة إخوةٌ وسندٌ لبعضيهما، كالعضيد الذي لا يخيب، إذا ما اشتدّت الظروف على أحدهُما سيجد الآخر هُناك يقف بجانبه،


" إلى أين سنذهب الآن؟ هذا ليس طريق منزلي ! "..
تسائل يوكي حين تجاوز جون المُنعطف المؤدي الى منزله ..
" سنذهب إلى المنتجع حيث بقية الرفاق، سوك وهوان حضّرا احتفالية بمناسبة سلامتك ! "..

يوكي حاول إخفاء ضحكته حين شعر بتلاشي صوت جون في نهاية حديثه وزمّهِ لشفاهه .. ادرك ان الأمر كان من المفترض ان يكون مفاجأة، ولكن جون وطبعه الذي يراه يوكي لطيف دائِماً ما يغفل ويزل لسانه،

" يوكي، تصرف وكأنك لا تدري عن شيء حين نصل ارجوك .. لقد حذرني هوان مليون مرة ان لا افسد المفاجأة ! ".

ولكن يوكي لن يفوِّت فرصة يغيض بها جون بالظبع ! .. لذا تحدث ساخراً :
" أنتَ احمقٌ للغاية جون، حقاً ! "..

" أُصمت أيُّها القصير .. أتعلم ماذا؟ انتَ لا تأتي بالأسلوب المتحضر .. أُقسِمُ لك إن تفوّهت بحرفٍ واحد لهوان وسوك سأخبر والدتك أنك من تسببت بهروب عصفورها المُفضل قُبيل يومين ! "..
مُضحك كان مظهره، يهدد بيد وباليد الأخرى يحاول ان يسيطر على عجلة القيادة بقل خبرة ..

أجل بهذا الشأن ..
جون استلم رُخصة القيادة منذ وقتٍ قريب، رُغم بلوغه للثالث والعشرين من عمره هو كان يعتمد على سائِقٍ خاص ليقلّه من مكانٍ الى آخر ..

" حسناً ارجوك انتبه على الطريق وهددني لاحقاً، لا اريد أن أموت بحادث سيارة ! "..

قلّب جون عيناه وفي سرِّه يشتم الأشقر ويتوعده .. استغرق الطريق منهما نصف ساعة تقريباً حتى وصلا الى المُنتجع، وأستقبلاهُما هوان وسوك بالكعك والأغاني ..

عينا يوكي كانتا مليئتان بالنجوم .. ليس تهويلاً في الوصف، إنه حقاً كان يطير فوق السّحاب، سعيد للغاية بتلقي الاهتمام من أصدقائه المُقربين، ورغم أنه ليس من مُعجبيّ الأحضان ولا يحبذ إظهار العواطف إلا أنّهُ هذه المرة كُلّما عانقه أحدهم وجد نفسه يودُّ البقاء في هذا الحُضن أكثر، يردد عبارات كان يجدها مُبتذله، ويمسح دموعه وهو مُستاء لأنّهم جميعهم استلطفوا مظهره ..

نبضة قلب | الرحلة الأخيرة [ برومانس ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن