15- مفاجآت ضاربه

68 11 100
                                    

فِي عَيْنَيَّ شُوقٌ، وَفِي قَلْبِي فَتِيلُ حَرْبٍ.

...................................

أعادوني إلى الداخل. أُعامل كضيفٍ الآن، بعد أن حطّموا وجهي، وأضلعي تؤلمني، وكل جسدي يستنجد ويشتكي. كأن جسدي الرقيق يترامى بين الظلام البارد. أصبتُ بنزلة بردٍ في تلك الليلة، لكن ما شغل تفكيري هو الاتصال الهاتفي الذي جاء ليون. ومن كان على الطرف الآخر؟ ميشيل.

-ميشيل؟ إنه الشخص الذي كنتُ أبحث عنه في لائحتي... أهو من أخبره أن يتركني؟ لا... ميشيل لا يعرفني أبداً، فكيف له أن يقف إلى جانبي؟ وما هي أسبابه؟

نهضتُ من مكاني. سريري لم يكن مريحاً في تلك الليلة، وشعرت أن ساقيّ لا تحمّلاني. مع صداعٍ ودوارٍ كانا يلتهمان عقلي، وكأنني أطفو فوق وسادتي. ماذا أفعل؟ لماذا أُحارب نفسي بهذه الطريقة؟ يدي تشتهي فقط أن تكتب اسم "ميشيل" على اللوحة التي وضعتها سابقاً، تلك هي خريطة عائلة إيفريا.

-يا إلهي... أنا... أنا متعبة حقاً... أريد أن أرتاح من كل هذا.

كانت تسير بخطواتٍ متعثرة، تتلمس الجدران لتتوازن، والدوار كان يأخذها بقوة. وفجأة، سمعت صوت جرس الباب يرن. أكثر من مرة، ومع كل رنّة كان رأسها يكاد ينفجر. هل سأصل إلى الباب وأستطيع فتحه؟ ربما من الأفضل أن أفتحه، على الأقل من وراءه شخصٌ قد يساعدني.

اقتربت بخطوات بطيئة نحو الباب، مدّت يدها لتدير المفتاح بهدوء. وما إن فتحته، حتى وجدته يقف أمامها، عينيه متسعتين كمن على وشك الانفجار.

-فريل...

على الرغم من الكره الذي تكنه له، فإنها كانت تعرف أن فريل هو الوحيد الذي لن يؤذيها أبداً. فاستسلمت له، وقربت خطواتها لتحتضنه. فرفعها من الأرض بسرعة، ثم دخل بها إلى الشقه.

فريل لم يكن بحاجةٍ للكلمات ليعبّر عن قلقه، فعيونه كانت تفضح كل مشاعر التوتر والقلق التي تجتاحه. حملها بين ذراعيه كطفلةٍ صغيرة، وهو يشعر بثقل الإصابات التي تغطي جسدها. كان وجهها مغطى بالكدمات، ودماؤها التي لم تجف بعد تعكس هدوءاً ظاهرياً فقط، بينما ألمٌ غير مرئي يفتك بها.

توقّف للحظة عند المدخل، يتفحص إصابتها بحذر، وكانت ملامحه مشدودة جداً، وكأن كل شيء في حياته قد توقف لحظة لرؤية ما وصلت إليه. لم يكن يخفي خوفه وقلقه. كانت أصابعه تمر على خدّها بلطفٍ، لكن نظراته كانت تفيض بالغضب تجاه من أساء إليها.

وبينما سار بها نحو غرفتها، حاول أن يظل هادئاً، ولكن وقع خطواته على الأرض كان يفضح التوتر الذي يشعر به. كانت نظراته تتنقل بين وجهها المصاب وجسدها الذي يعكس معاناة كبيرة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 جُـرعـة الـروزماريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن