كلمة واحدة فقط تهدم تاريخاً عريق
فالعبث مع الشيطان ليس اسوء من العبث مع إبنُ آدم.
...................................
رن صوت أدريانو عبر الهاتف، متوترًا مُحّمل بالخوف المكبوت، بينما كانت كلماته تخرج بنبرة حادة، مليئة بالتحذير والغضب المكبوت.
-روزماري، كم مرة عليّ أن أكررها؟ اللعب بالنار مع عائلة إيفريا ليس بالأمر الجيد. هل تدركين أنني أتعرض للتخويف يوميًا؟!
قاطعته روزماري بنبرة باردة وابتسامة ساخرة لم تظهر في صوتها.
-لأي شيء؟ وممّ تخاف؟ ألست تعرف أن عائلة إيفريا لا يعلمون حتى بوجودك؟
غضب أدريانو واشتعل صوته بنبرة استياء.
-توقفي عن هذا الكلام، يا فتاة! كل يوم أشعر وكأن عيون أحدهم تراقبني، كما لو كنت في مرمى الوحوش. كيف تريدين مني أن أعيش بهدوء وأنا في قلب عرين إيفريا؟!
ساد صمت قصير، ثم أكمل بنبرة أكثر هدوءاً، ولكنها لم تخفِ رهبة الموقف.
-أنتِ تعرفين جيدًا أن مدينة غراس هي مملكة آل إيفريا، تواجدنا هنا وحده خطر. ورغم هذا، تتصرفين بأندفاعٍ دون تفكير. حتى ليون إيفريا بدأ يشكّ فيكِ!
في شقتها الصغيرة الهادئة، جلست روزماري براحة واستقامة على كرسي مطبخها الأنيق، حيث ارتدت فستانًا أبيض مزيّنًا بالورود الحمراء، بدا وكأنه يتراقص تحت أشعة الشمس الصباحية التي تغمر المكان. كانت تُحرّك الملعقة في كوب الشاي بحركة بطيئة ومدروسة، كأنها تعزف لحناً خافتاً ينمّ عن هدوئها وثقتها.
ابتسمت برقة، ونظرت إلى هاتفها حيث صوت أدريانو المليء بالقلق يرن في أذنيها.
-أنا أعرف، عزيزي أدريانو، أنكَ قوي ولست بالشخص الذي يخشى اي رجل. كيف يمكن أن تخاف بهذه السهولة؟
جاء صوت أدريانو من الجهة الأخرى، ينم عن التوتر والعقلانية المحذرة لأول مرة.
-يا روز، نحن نتحدث عن آل إيفريا، وليس عن أي مجموعة عصابات عابرة. عائلة تحمل تاريخًا يمتد لأكثر من مئتي عام من الانتصارات المتواصلة، لا مجال للخسارة لديهم في أي ساحة.
روزماري ابتسمت بثقة، وكأنها تجد في حديثه عنفوانًا يزيد من حماسها، بينما كانت تدرك في أعماقها المخاطر الكبيرة التي تنجذب إليها كفراشة إلى النار.
أغلقت الهاتف دون انتظار رد من أدريانو، وتنهّدت بابتسامة ساخرة، وكأن الكلمات الأخيرة كانت موجّهة لنفسها أكثر مما كانت له. أخذت رشفة من الشاي، تذوقت مرارته بنشوة خفية، ثم وضعت الكوب جانبًا ووقفت، تستعد للخروج.
أنت تقرأ
جُـرعـة الـروزماري
Romanceأشهر المدن لصناعة العطور هي غراس فرنسا، هنا حيث تبدأ قصة الروزماري التي تحمل أطيب رائحة قد يشتمها فريل إيفريا وهنا حيث تبدأ الروزماري بنزع تلك الفاكهة من قلوب إيفريا وزرعها في نعش شقيقتها التي ذهبت ضحية لعائلة إيفريا التي تحكم غراس
