"دكتور عمر "

10 0 0
                                    


بعد اكتشاف القبو ودفتر المذكرات، لم تستطع ليلى التوقف عن التفكير في الأسماء التي قرأتها وفي الجملة الغامضة التي تقول: "ليس كل ما تراه يعكس الحقيقة، فالبعض يعيش بين الحقيقة والظل." شعرت بأن هذا الدفتر قد يكون المفتاح لفهم ماضيها وما يحدث لها.

قررت البحث عن إجابات. تذكرت حديثًا قديمًا مع والدتها قبل وفاتها عن صديق للعائلة يدعى الدكتور عمر، وهو طبيب نفسي قديم كان يعمل مع والدها. بعد بحث طويل في الإنترنت وبعض المكالمات، حصلت على عنوانه.

توجهت ليلى إلى عيادة الدكتور عمر في أحد أحياء المدينة الهادئة. كان رجلًا مسنًا بشعر أبيض ونظرات دافئة ولكنها حذرة. عندما قابلته، لم يكن بحاجة إلى تقديمها؛ بدا وكأنه يعرفها بالفعل.
قال بهدوء:
"أخيرًا قررتِ المجيء، ليلى."
تفاجأت: "كيف تعرفني؟"
ابتسم وقال: "كنت صديقًا مقرّبًا لوالدك."

بينما كانا يتحدثان، بدأت ملامح ليلى تتغير، ونبرتها أصبحت أكثر حدة وسخرية. ظهرت مورا فجأة، تلك الشخصية الغامضة التي تبرز عندما تشعر ليلى بالتهديد أو القلق. قالت مورا بلهجة استفزازية:
"دكتور عمر، صديق الوالد العزيز؟ هذا مثير للاهتمام. ربما يمكنك إخبارنا بما لم يخبرنا به."

تفاجأ الدكتور عمر للحظة، لكنه استعاد هدوءه بسرعة. قال:
"إذن أنتِ مورا. سمعتُ عنكِ."
ضحكت مورا وقالت:
"بالطبع سمعت عني. لكني هنا لأسمع عنك أنت، وعن والد ليلى العزيز."

بصوت هادئ، بدأ الدكتور عمر يشرح:
"والدكِ، يا ليلى، لم يكن مجرد رجل عادي. كان يعمل باحثًا في مجال علم النفس العصبي. كان لديه اهتمام كبير بدراسة العقل البشري والاضطرابات النفسية، وخاصة اضطراب الهوية الانفصالية. لكنه لم يكن يكتفي بالبحث النظري، بل قرر إجراء تجارب جريئة."

نظرت مورا إليه بحدة وقالت: "تجارب؟ ماذا تعني؟"
رد عمر:
"لقد استخدم نفسه كموضوع للتجارب. أراد أن يفهم كيف يمكن للإنسان أن يخلق شخصيات مختلفة تمامًا. كان يؤمن أن بإمكانه السيطرة على ذلك، لكن الأمور خرجت عن السيطرة."

تابع الدكتور عمر بصوت مليء بالحزن:
"تسبب ذلك في انهياره النفسي، ثم بدأ يعاني من أعراض غريبة مشابهة لما تمرينين به، يا ليلى. حاولنا مساعدته، لكنه كان قد ذهب بعيدًا. وفي النهاية... تعرض لحادث غامض أنهى حياته."

قاطعت مورا بحدة:
"حادث؟ أم أن هناك شيئًا آخر تخفيه؟"
تنهد الدكتور عمر وقال:
"أعلم أن الأمر يبدو غامضًا، لكن والدك كان مهووسًا. هناك احتمال كبير أن يكون الحادث نتيجة للضغوط النفسية التي عاشها."

مورا تكتشف علاقة الدكتور عمر بالعائلة
بينما كانت مورا تعبث بالأوراق الموجودة على مكتب الدكتور عمر، عثرت على صورة قديمة لوالد ليلى مع عمر وبعض الرجال الآخرين. نظرت إلى الصورة وسألت بتهكم:
"إذن، كنتم فريقًا؟ ما الذي كنتم تخططون له؟"

أجاب الدكتور عمر:
"كنا مجموعة من الباحثين، نحاول فك شفرة العقل البشري. لكن والدك ذهب أبعد مما كنا نتخيله."

بدأت ليلى تستعيد السيطرة على نفسها، بينما اختفت مورا تدريجيًا، تاركة ليلى في حالة من الارتباك. نظرت إلى الدكتور عمر وسألته:
"هل مرضي مرتبط بتجارب والدي؟"
رد الدكتور عمر بنبرة غامضة:
"هناك الكثير الذي لم تُخبركِ به مذكّرات القبو. عليكِ أن تكملي الطريق إذا أردتِ معرفة الحقيقة."

غادرت ليلى العيادة وهي تشعر بثقل الحقيقة التي بدأت تظهر، وأصبحت مصممة أكثر على كشف كل شيء عن والدها وعن القبو وعن نفسها.
ج.

ظلال ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن