اجتماع عائلة (الفصل 20 نهاية الموسم الأول)

75 5 2
                                    

في تلك الليلة المظلمة، كانت جانيت تتحرك بخفة بين أروقة القصر، والظلال تخفي تحركاتها، بينما كان جاك يلتزم الصمت وراءها. خطاها كانت حذرة، لكن عيونها المتلألئة لم تخلو من العزم، وكأنها تحمل سرًا ثمينًا. كان كلاهما على علم بأن هذه المهمة محفوفة بالمخاطر، فكل حركة قد تفضحهما.

مع اقترابهما من غرفة الملك إرك، تباطأت خطواتهما، وجعلت الأجواء المحيطة بهما أكثر توترًا. كان إرك قد اعتاد على الحذر، وعرف جيدًا أن تلك الساعة ستكون مناسبة لعودة جانيت، حيث كانت قد اختفت لفترة طويلة قبل أن تعود مجددًا ومعها جاك.

داخل غرفة الملك، كان إرك جالسًا في ظلام شبه تام، يراقب دون أن يُسمع له صوت. عيونه كانت مفتوحة، ولكن كان يتظاهر بالنوم. كأنما يعلم تمامًا أن زائريه سيصلان في هذا الوقت تحديدًا، وكان مستعدًا لملاقاتهما، كما لو كان ينتظر اللحظة المناسبة للإفصاح عن علمه بعودتهما.

دخلت جانيت إلى الغرفة بهدوء، وأغلقت الباب خلفها بصوت خافت، كما لو كانت تخشى أن يسمعها أحد. كانت حركاتها سريعة لكنها محسوبة، قلبها ينبض بشدة ولكنها كانت تبدو كمن اعتاد على الخطر. لحظات قليلة بعد دخولها، انحنى كلاهما بحركات متقنة تحيةً للملك إرك، الذي كان يتابعهم بنظراته الثاقبة.

ابتسمت جانيت بابتسامة خفيفة بينما رفع جاك رأسه، وتبادلوا نظرات سريعة قبل أن ينظروا نحو الملك إرك. ولكن الملك، على الرغم من تأثره بعودتهما، كان يرسل لهما نظرات دافئة ممزوجة بشيء من القلق.

قال بصوت هادئ، لكن مفعم بالتحذير:

"من الخطر أن تأتي يا صغيرة إلى هذا المكان، إليونور ستقتلك."

كانت كلماته تحمل تحذيرًا حقيقيًا، وحقيقة أن الملك إرك كان يعلم مدى الخطورة التي قد تواجهها جانيت. لقد عرف أن إليونور، التي لم يكن أحد يجرؤ على مواجهتها، ستفعل أي شيء للحفاظ على قوتها، حتى لو كان ذلك يعني قتل جانيت.

لقد أظهر حقيقته أمام طفليه على أنه يتظاهر ليبقى على قيد الحياة و ينتقم من من كان سببا في حزنه و معاناته طوال هذه السنوات.


في تلك اللحظة، بينما كانت الغرفة تغمرها أضواء خافتة، اقتربت جانيت من والدها بخطوات بطيئة، قلبها يطير بين السعادة والحزن. اقتربت منه حتى باتت على بعد خطوة واحدة، ثم فاجأته بحركة غير متوقعة، حيث التفتت واحتضنته بقوة، وكأنها تخشى أن تفقده مجددًا. كان حضنها مليئًا بالألم المخبأ، لكنها كانت تشعر بالأمان بين ذراعيه، كأنها عادت أخيرًا إلى الوطن.

خلفها، كان يقف ليون - الذي هو نفسه جاك - مبتسمًا بسعادة، والدموع تتراكم في عينيه، تعبيرًا عن فرحة طويلة غابت عن قلبه. كانت مشاعره مختلطة بين الفرح والحزن، فهو لم يكن يتخيل يومًا أنه سيرى والده بهذه الطريقة، بعد كل تلك السنوات.

كانت تلك اللحظة فارقة، حينها، عرفت عيون إرك الحقيقة. عندما شعر بجانيت في حضنه، وبشعور ليون الذي كان يعكس كل مشاعر الحنين والألم، أدرك في لحظة واحدة أنهم حقًا أبناءه: إيرما وليون. كانت الصدمة تكتسح قلبه، لكنه لم يستطع أن يخفي مشاعره. في تلك اللحظة، اختلطت مشاعر الفقد بالعاطفة التي طافت قلبه، وابتسم بحزن عميق، وهو يدرك أن هذه اللحظة كانت بداية لفصل جديد.

احتضن إرك ابنته جانيت بقوة، وكأن حضنه كان وسيلة لإعادة الزمن إلى الوراء، ليشعر أخيرًا بأن كل شيء قد عاد إلى مكانه الصحيح. كانت يديه مشدودة حولها بحنان، بينما كانت هي تكاد تنفجر بالبكاء، دموعها تتساقط بحرقة على صدره. كان قلبها مليئًا بكل ما فات، بكل السنوات التي ضاعت بعيدًا عن والدها.

وفي تلك اللحظة، انطلقت دموع ليون خلفهما، ووقف متأثراً للغاية. لم يتمالك نفسه، فاقترب منهما بخطوات ثقيلة، ثم احتضنهم معًا، ليجمع بينهما في لحظة مليئة بالعاطفة والألم. بكوا جميعًا بحرقة، وكأنهم كانوا يستخرجون ما في قلوبهم من جروح قديمة، وما تركته سنوات الفراق من أثر فيهم.

كانت الدموع تتناثر على وجوههم، كل دمعة تحكي قصة فقد، وحلم تحقق أخيرًا بعد طول انتظار. احتضنهم إرك، وكأنهم عادوا إلى أحضانه بعد رحلة طويلة، ليجدوا في تلك اللحظة ملاذهم الأخير.

-صغيراي،ليون إيرما..حمدا لله انكم على قيد الحياة،لقد علمت انها انتي يا طفلتي فأنتي تشبهين أمك..و انت يا ليون،لديك نفس عيناي،لا تزال جادا كما كنت عندما كنت طفلا[*يمازحه*]

-هل كنت كذالك؟[*يحضنه*]

طفلي بين ذراعيه و الليل لا يزال طويلا،كلاهما نائمين في حضن والدهم و لم يشعروا بالوقت.

-لقد كانت إليونور و كامير من فعلا بنا هذا،سأحبك لكما كل القصة يا صغيراي،أعدك أن والدكم سيعيد لكما حقكم،ستظهر العدالة و اقتلهم كلاهما،ستسعيد العرش يا طفلي و انتي ستتوجين كاميرة هذه البلاد.

-أبي[*تبتسم*]لقد أخدت مكان إليونور .

بينما كان إرك يغمرهما بحضنه الدافئ، كانت اللحظة بالنسبة له مليئة بالمشاعر المتناقضة، لكنه فوجئ فجأة عندما ذكرته جانيت شيئًا لم يكن يتوقعه. ابتعدت عن حضنه قليلاً، ومسحت دموعها، ثم قالت بصوت منخفض:

"لقد تزوجت بريكاردو، وأصبحت ملكة."

صُدم إرك للحظة، تجمدت ملامحه وهو ينظر إليها بعينيه التي تعكسان قلقًا عميقًا. كان الخبر بمثابة صدمة هزت أعماقه، فكأن كل شيء تغير في تلك اللحظة. كان يعلم أن الملكة كانت تعني القوة، ولكن لم يكن يتصور أبدًا أن ابنته ستكون جزءًا من هذه اللعبة السياسية المميتة.

يتبع..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حب شرير الرواية ❤️‍🔥 The Villain's Love❤️‍🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن