مُناجَاه

9 5 0
                                    

مُحال كَناية الود بِحب، الخير ، المُرادفات الحسنة لا تُسمى بِحُب.
لا فَاعِل ولا مَفعول، لا مُحبّاً او مَحبّوب.
خَيال يُقال أن الحُب إنسان مُخادع و أن الود والاحترام والتقدير المتبادل مشتق من افعال الحب اليافِعه و ليست مُسمى أخر.
مُحال إليّ كُنت مُحِبه و لا مَفعولة.
ارى أنا الحُب بِسواد جِفون إن الصَح القَول عَيناي الصحيحه، بَصيره واقعيه غير واهِمه.
عِشت عُمري بلا هدف غير تقدُّمي من عَزيزي الصَغير. ركض خَلف طِفل كان مُنقِذ روحي، طِفل مُختلف عن باقيه عُمره في أفعاله معي ولكنه مُتخلف.
مُخطئه أنا، ربط مُستقبلي بزير نِساء يَستمع لجنسي و عِندي يَكون أَصَمّ.
قُلت يَوماً و سَيستمع إليّ ولكنه في الاصل لم يرى ظِلي.

حَبيبي الحُب بِك مُنكراً، و الود و الإحترام لكَ غَريباً، رأيتَكَ وطَن، و طردتني منك عَكس الأوطان.
تَتلهف لِشفتاي، و قلبي لَك راقِصاً، مَاذا عن نَفسي؟
هل إن فَعلت مَبتغاك سَتهرب و تَبتعد أم من سُكرك لن تَستطيع؟
لا ادري مَشاعري الآن ماذا تَكون؟

قَبل سِجني معه في تِلك القاعة في اليوم المُظلِم الوردي، كُنت اعرف جَيداً بأني مُفتنة بِقلبه.
حالياً، طاره أبغضه و طاره ارقص على مَدحه.
تَناقض يُغلف شُعوري، و الحل الأمثل في نَظري هو تَخلي عن ذَلِك المُر.
تَجنب إغان سَينقِذ نَفسي و يَشفي فؤادي.
و هذا ما عليَّ فِعله.
كُره إغان!

أقف خلف بوابة مرسمي، تلك الخفية عن الطاغي الذي يسكن المنزل، أدخلها بشغف ينهش صدري وشوق أرهق عقلي المُشتعل. ابتسمتُ حتى أبانت أسناني، وكأن نَفَسي يخرج ويتغلغل في صدري براحة طال انتظارها.

جدران الغرفة تنبض بفنّي، كل لوحة هنا صرخة صامتة، بوحٌ لم أجد له صوتًا سوى الألوان. أسير ببطء بين فوضى مشاعري المبعثرة على القماش، وعيناي تبحثان عن ضالتي... عن تلك اللوحة المخفية عن الطاغي.

صورته المرسومة أمامي، رغبة شقها تلهب عقلي ويحتضر فؤادي من أجلها. دنوت للرؤية بمثالية، أحببت رسمي له، معجبة بتفاصيله التي اتخذتها أناملي.

ربما كان قرار كرهك، إغان، متسرعًا. لمَ لا نمنح قلوبنا فرصة للتأمل؟. لمَ لا نعطي لقلبنا حق التفكير؟ تنهدتُ بإرهاق منه ومن حبي له.
أنتَ يا فؤاد النِساء!
ألأ تُرفِق بِحالي؟
كَفاك عَبثاً بِجناني المُنهك، و أَهدِ جِنانك المُشاغب لِفؤادي العَاشِق...

نبست بغضب دفين، أبصره ببغض عكس حبٍّ كان قبلاً، وكأن عزفه المرير عاد يغزو سمعي.

حزنت عيناي تنفر من مقابلة عيناه الملونة بالأخضر كما أحب، فعندما أستطيع تجاوز لون عينيه المحيطي العاصف، سأرسمهما كما هما، دون أن أستخلص منهما الأخضر الذي أحب.، سألونها كما هي، ولن أستخرج اللون الأخضر له في حضرته.

انشغلت عنه لما أتى صَوت نَعيق غُراب ربما من الخارج، جاء لِيُشارك لَحظتي التَعيسه بِعزفه البائِس.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Negative & Positive حيث تعيش القصص. اكتشف الآن