هَـل ظَـن عَـقلكم الحَـكيم أن أبـي العَـجوز يَـحفُر قَـبراً بِـسبب ذاك الأرعـن إغـان، حَـقاً يا رِفاق؟!
لا يَـا قَـوم، لَـم نَــخسر أنفُوسِنا، حَـسناً حَـسناً.
أقـصِد نَـفسي، رُبـما تم هَـلاك القَـلب لِـبعض الوقت و لَـكنه مَـازال يَـسعى لِـقلب ذَلِك الوَغـد..
سَـأسـرد لَـكُم أخـر الاحداث يا رِفاق لأن الأمـر بَـلغ بِـفراشات خَـضراء..
بَـعد غَـدر بَـوابه الخُـروج بِـي، كَـان عَـلى مُلاَقاه غَـضب زيـر النِـساء المُـنحرف أخلاقياً.
......
لا أسـتطيع أن أَغمـس مَـشاعري بِـعرض البَـحر و كَـأنها لم تَـكن.
و بَـات الامر وَاضِـحاً له بِـواقعيه ما يَـخرج عَـني من تَـصرفات و عُـيون، أضَـحت لـه صُـورة كَـامله.
تَـبين له لِـما أفَـسد دائِماً لَـحظاته مـع النِـساء..
و عَـلى ذِكـر لَـحظاته مَـع عَـديمات الحَـياء، وكَـيف هَـربت مِـنه كَـالطائِر المَـنتوف، لانه كَـان مُـتشوق للإنتـقام، لَـقد تألـم الرَجُل و كَـاد أن يَـفقد مُـستقبلنا يا رِفـاق!
هَـرعت لِـنهاية المُـدرج و هو لـم يـرهق المِـسكين حاله.
فَـسار بِـخطى هَـادئه مُخِيفه، رُبـما لانه يَـعلم جَـيداً ان لا مَـكان ولا رِفـاق سَـيرمون لي المُـساعدة!...
جَـفت جِفونه و شَنـفت مَـقامي بِـغيظ، مُـحيطه كَـان هَـائِج و مِـقلتاه أضحـت زرقـاء قَـاتِمه..
لم يُـؤثر بي سُـوى إنـصِهار فُـؤادي حَـقاً يَـغرق بِـسلام غَـور بَـحره الاسـود.
ذعرت قَـدماي بإقـتِرابه لَـكن وَجـهي كَـان عَـبقري تَـصنع، فِـي ظِـل تتَـدفُق مَـشاعري لِأخضر نَـاعم، و قَابلة وَجـهي بــأحمر مُـتلبد.
لا أدري مَـا يَـدور بِـمسقط رَصـانته و لَـكن لا شَـك أنه لن يَـكون في صَـالِحي.
أَخـذ يَـتقَدم خُـطوه و أنا أنـصرف خُـظوات.
"لا تَـطمحين بِـفرار عَـزيزتي، عَـقلِ تَـلف بِـما يَـكفي و لا تَـكمن بِـه ذره حِـكمة، لِـذا تَـيقني أن اي فِـعل الان يَـخرج عَـن مَـجنون".
نَـطق بِـ عزيـزتي يا رِفاق هَـل رأيتُم حَـقاً قَـالها، إغـان يا فَـاسِق إنك تَـبعث لي الاحمر و الجُـنون بِـ حُـروف عَـزفك و جِـنانِي كـتفى حَـتى تَـمسك بِـ عزيـزتي تِـلك..
الغَـيظ نَـال مِـن مَـركز عَـقلِ، و أخـذ يَـضربه بالضَـعيف بـإغان، و نَـفسي وسـيط تُـواسي القَـلب و تَـنهر العَـقل الذي زفر بِـيأس يَـتخلى عَـني و عَن فؤادي....
أنت تقرأ
Negative & Positive
Teen Fictionالسَـالبان لا يَـلتقيان. و لَكننا تضاد الواقع زيَـر النِـساء خَـاصتي. السالب و الموجب منطق لسان الحياة، خُلقكُم لِينجذبان أو ربما ليحطمان بَعضهم البعض إن تَفوق أحدهم على الأخر. اجدر السعي خَلف سالب من موجبان، فالمثالية حدها ضَيق هُنا.
