عاشق الظلام

ليلة حمراء

أحاط الحراس بصاحب الخوذه من كل الجهات و بدئوا قتالا عنيفا بالأيدي.
أما روز فهل تبقى ساكنة لا بل تشارك معهم و تتولى أمر نصفهم.
ما إن إنتهوا من هذه المجموعة ضهرت العديد من السيارات الأخرى و بدئوا المزيد من الحراس في النزول منها ، دون أن تدرك روز أمسك صاحب الخوذة يدها و قام بتهريبها.

كان الإثنان يركضان بأقصى ما عندهما للهروب أما الحراس فكان أغلبهم متخنين يلاحقونهم بشق الأنفس .

مرّ على الجري ربع ساعة و تمكنوا من الإفلات منهم و دخلوا أحد الشوارع الإطالية القديمة.

" هاه لقد إنقطع نفسي "
قالت روز و تحاول تنظيم تنفسها ثم إلفتت للرجل و قالت

" هذا أنت كارل "

ضحك الرجل و نزع الخوذة و هو يقول

" أخيرا عرفتني "
ثم مسكها و رفع شعره إلى الوراء ، كان قريبين للغاية في ذالك الزقاق الضيق لدرجة التلامس أجسادهم .
ثم أخفض رأسه قليلا ليسعه النظر في عينيها و بادلته هي الأخرى و رفعت رأسها قليلا لتتلاقا أعينهما . مرت دقيقة كاملة و هم مستمرين في تأمل بعضهما  ثم أمسك تلك الخصلة المتطايرة على خدها و مرر إصبعه بخفة من فوق جبينها إلى أسفل خدها و أرجع الخصلة وراء أذنها.

توترت روز بشدة و بدأت أذنيها و خديها فالإحمرار ثم خرجت من الزقاق نحو الشارع الذي لم يكن أوسع بكثير عن الذي قبله و لحقها كارل فورا كانت تتجنب لقاء أعينهما من الإحراج .

كان الشارع ضيق و قديم تملأه الأضواء الصفراء و لم يكن به الكثير من المارة رغم أن الوقت مازال مبكرا على نحو 11 مساءا  .

في لحظة مفاجأة بدأت بعض القطرات فالهطول و توالتها أمطار غزيرة.

نظر كارل إلى السماء و رفع الخوذة التي كان يحملها بيده اليسرى و وضعها على رأس روز قائلا

" الجو بارد و إن إبتلّ رأسك من المحتمل أن تمرضي "
ثم إستمري فالمشي بخطوات بطيئة، أما روز فلم تستوعب الموقف السابق و توترت أكثر الآن  و لم تنبس بأي حرف لاكن تبعته.

كانا في الشارع الوحيدين و كل مرة يمر شخص أخر أو شخصان يسرعان بسبب المطر.

" ماذا سنفعل الآن هل تعرف الطريق "
كسرت روز حاجز الصمت بينهما بتسجيلها هو

" نعم على بعد أمتار أخرى و سنخرج إلى الشارع الرئيسي و عندها سأتصل بمارتن ليقلنا "

" حسنا "
ثم نظرت إليه و كان مبللا بالكامل و قميصه الأسود مبتل ومتلصق بجسده و يبرز عضلاته إلا أنه يرتدي جاكيت من الجلد لا يبرز إلا صدره و عضلات بطنه.
مع كل ذالك الجو البارد إلا أن روز كانت تشعر بالحرارة و وجهها يستمر فالإحمرار تحت الخوذة.