{ مدلل ملعون بالذهب }

37 9 5
                                    

.GOLDEN BOY.

GOLDEN BOY

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

°°°°

سرت بعيدًا، شاعرةً بصخور الأرض على كتفي، و كأنها تطالبني بحمل ما لا طاقة لي به. أكتم في صدري نقمةً على الكون بأسره

" فلمَ كُتب عليّ النصيب الأوفر من الألم و التعب؟ "

رفعت بصري إلى الأفق البعيد حيث الشمس الطالعة، متوهجةً بدفئها، تنثر أشعتها اللطيفة على أغصان الأشجار المترنحة مع نسيم الصباح. كان يومًا جديدًا، تستيقظ فيه الطبيعة لتبعث التحايا إلى كائناتها و ألوانها ، تحتفل كما في كل يوم بولادتها المتجددة. كل شيء بدا جميلاً، هادئًا، مغمورًا بالسكينة... إلا أنا. وحدي كنت المستثناة من كل هذا الهناء.

وقفتُ فجأة في منتصف الطريق، ثم استدرتُ عائدةً إلى الكوخ... كان الخشب الذي شُيّد منه يبدو و كأنه امتدادٌ للأشجار المحيطة، يهمس حيا رغم صمته، يشي بوحدةٍ موجعةٍ فلا أنيس له بعد أن فارقه ساكنه.

تقدّمتُ نحو الغرفة، و ما إن فتحتُ بابها حتى وجدتُ الأوراق و المخطوطات مبعثرةً على الأرض، رغم كثرة صفوف الأرفف القابعة في الزوايا. جلستُ أفتّش بينها، فوجدتُ بعضها مكتوبًا بلغةٍ غريبة، و بعضها الآخر يحوي تعاويذَ و طلاسم لم أتمكّن من فهمها أيضًا.

حتى وقعتُ على أظرفٍ صغيرة، مربوطةٍ بخيطٍ من حريرٍ أبيض مسحوبٍ من أطراف السحاب.
التقطتُ أحدها، و فتحته ببطءٍ، ثم بدأتُ أقرأ

_الصباح جميل... و الأرجاء تنبض بالحياة. كتبتُ لك اليوم أدعوك للتخلّص من كآبتك والمجيء إلى البلدة، تعالَ و عِشْ بين البشر_

كانت عيناي تتبعان الأحرف و الكلمات ، مستشعرةً صدق الكلمات التي سطّرتْها يدُ كاتبها. لم أنكر يومًا عشقي للرسائل، و لا المشاعر الخالدة التي تختبئ بين سطورها. مضيتُ أقرأ الواحدة تلو الأخرى، حتى وصلتُ إلى رسالةٍ قطعت أنفاسي للحظات

_مرّ هذا اليوم ثقيلًا يا صديقي، و أجزم أن جزءً من روحي قد تلاشى... حاولتُ احتضانَ حزنها، لكن ضرباتها الصغيرة كانت تقذف قلبي بالحجارة. كانت صغيرتي تبكي أمها، التي لم ترَ مني لها سوى الكراهية طوال حياتها. ثم التقيتُ بذلك الفاسق... وجدته جاثيًا عند قبرها في اليوم التالي، يدعو الرب أن يخلّصها، كما يزعم، و يطلب منها الصفح، مردّدًا بلسانه القذر كل كلمات الاعتذار. حدثتْ بيننا مشادّة، و لم يخجل بل طلب مني تبني ابنته، حتى لا يلاحقها الذلّ و لقب العار. و بالطبع، لو رفضتُ ذلك، لكنت قد سمعت بحُكْم إعدامي. الأحكامُ فاسدة، يتحكّم بها نبلاء آل كارلايل كما يشاؤون، و أرجو ألا يعود لهم مجدٌ ابدا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رؤيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن