البارت الثالث عشر

82 9 2
                                    

خلّك على قلبي عطوف
‏ منك الجَفا ما اتحمله
-
-
طلعت خلفه تتوشح بالسواد وهي تشد على كمها بأطراف اصابعها بتوتر زال نصفه من شافت أبوها ببدلة الدوام جالس وبجنبه شخص ثاني ما تعرفه ، تقدمت تجلس بجنبه من أشر لها وهي تسمع نداء حاتم لشخص ثالث ناظرت تقدمه والشارة اللي كانت عبارة عن خطين على كتفه _ رتبته_ ونقلت نظرها لأبوها الجالس أمامها مباشرة ولكن أنظاره أبت ان تتوجه عليها خلال جلستهم وحتى عند طلوعها من الغرفة هي ما لمحت إلا عيون لؤي اللي تناظرها بجمود لاذع ، تنحنح حاتم ينهي صمت الجلسة وهو يقول بصوت هادي مشابه بهدوءه لصوت الجالس بجنبها لدرجة رفعت نظرها له تشوف فمه المحكم : طبعا كلنا عارفين ودارين بالواقعة اللي حدثت قبل ايام واللي هي موت سيف ، لكن اللي ما حسبنا له حساب أبد إن يكون لكم مشاركة
هز راسه من أشر له مهيب يكمل كلامه : وبموجب القانون انا أمامكم الآن ودي بإن كل تساؤلاتنا تجاوبون عليها
تكلم مهيب أخيرًا يناظر فيهم الأثنين : وبموجب القانون المفروض تكونون بغرفة التحقيق لكن لأنك مصاب ولأنك دكتوره إختل توازن بعض الامور
كانت تحس بالقلق يسيطر على كل شيء فيها وما تقدرت تتعامل مع الوضع بعادية أبدًا وهي تشوف نظرات ابوها اللي لوهي نار رمّدت إرم كلها وما خف الشعور من تكلم يسطّر مقتلها بسم حروفه اللي نطقها وتدري بلولا وجودهم كان أنهاها وهي اللي بعمرها ما شهدت حرارته ذي لذلك كان كثير عليها هالشعور وتزايد بسؤال حاتم اللي هزّهم الأثنين ، رمّد قلوبهم الأول حزن والثانية قلق وخوف : إخت إرم مهيب الغياض وش علاقتك بالمغدور به ؟
بلعت ريقها تصد من نزلت دمعتها بلا إنذار ويشد هو على قبضته يتدارك وجع صدره وقلبه اللي إهتز ينبض بجنون وقهر ، ومن طال جوابها تكلم حاتم للمرة الثانية يعيد سؤاله وفي حينها نطقت هي يشح صوتها بوجوده وتخونها حروفها بلعثمة تركت مهيب يثبت نظره عليها وهي تنطق بخفوت : ما كنت أعرفه
وقف مهيب يبتعد من دق جواله وهز حاتم راسه بالنفي يأشر للكاتب جنبه لا يكتب جوابها وأكمل هو يرمي عليهم الوجع اللي هده هو بالأول وهو يفكر بلؤي وبراحة طفيفة من خروج مهيب : رقمك موجود بالجوال اللي كان بجيب سيف وبعد التدقيق إتضح بإن في مكالمة إستمر من ثلاثة إلى أربعة دقايق على حسب ما ظهر عندنا !
رفع عيونه بحدّه يناظر فيها حاتم اللي وجه نظراته له وتكلم بهدوء : أسمعك إخت إرم
حسّت بإيده اللي أبعدت أصابعها عن كمها وهي تحتضن كفوفها وتضغط عليها ولكن أبت تنطق حتى بعد أن سرت رعشة الطمأنينة في أساريرها وحتى بعد أن وجد كفها الراحة في راحة إيده هي عجزت ترجّع صوتها من جديد ، وإنحنى بظهره يغضّن جبينه لثواني قصيرة يلتقف علبة المويّا اللي طاحت وهو يفتحها لها ويمدها بهدوء : إشربي
-
-
" الشركة - مكتب أنس "
تربع بجلسته على الكنب وهو يناظر لخالد الجالس قباله وماد رجله على طول الكنب يشرب القهوة بصوت مزعج ويردد كلام أنس : إنت ملكت عليها ثم اكتشفت انها نزوه؟
عقد حاجبه يلتفت على يساره ينفث : اعوذ بالله منك يا خويلد واعوذ بالله من الشيطان
ضحك خالد بخفه وهو يناظر فيه لثواني ورجع يشرب القهوة ، تكلم أنس بنرفزة بيّنت في حدتها : ماهي نزوه !
رفع حاجبه يناظر فيه بسخريه : وش هي اجل ؟
هز اكتافه بعدم معرفة لشعور يحرقه ويكوي داخله كل ما تذكر ردها له لما علمها بإنه تزوج في الوقت اللي مفروض هي تكون في بيته : أحبها والله العظيم اني حبيتها واهتويتها وتدري انت وش سويت لأجلها بس ما ادري !
رفع أنظاره يناظر بخالد اللي عدل جلسته ويناظر فيه بحده : لا تناظرني كذا خالد لا تناظرني وانت تعرف هالشعور كويس وتعرف كيف إنك تحب وما تعرف توصل
قاطعة بنفس الحده وهو يقول : إقطع أنس ، إقطع ولا تخلط المواضيع ! إصحك
هز راسه بالإيجاب ينزل راسه بين إيده اللي مركيها على ركبته : أبوي يبيني احدد الزواج بأسرع وقت
نزل خالد الفنجان على الطاولة مصدر صوت إنتباه وناظر لأنس بحنق : إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، ما بكون خفيف عقل نفسك وأسألك وش لقيت في الغريبه على بنت عمك لكن بقول لك إذا منت قادر إتركها تعيش وعيش إنت
ووقف يعدل شماغه وينطق بحزم : ما تنظلم ولا تنضام بنت لآل الغياض يا أنس ولأنك عارف بسواياك تظلمها إنت ترتعد لامن جت طواري عمي أحمد ، خلك رجال واوقف قدامهم وقول انا مو حمل هالأمانة يا عم وشف شلون بيفهمونك
تحرك بيطلع وإلتفت لثواني يناظر أنس اللي على حاله ضام وجهه بكفوفه : وأرفع راسك لا ينزل بين كفوفك ومنت كسير يا أنس ، منت مظلوم يا ولد عمي
طلع يقفل الباب بهدوء تارك أنس يتعارك مع أفكاره اللي تاخذه يمنة ويُسره ، وبعد ربع ساعة رفع جواله يشوف الساعة اللي تشير للرابعة والنصف مساءًا ووقف متوجه لبيت عمه
-
-

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

علموا الظالم ترا المظلوم راضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن