سلامة رماحك اللي جرحها غالي
طعنتني غاضب لين أنكسر رمحك
لو قلت لي كان أجرح حالي بحالي
لا عاش قلبٍ جزع وارتاع من جرحك
-
-
" المستشفى "
ركض بإتجاه المصعد وهو يكلم عيّاد بإستعجال : بخلص وأجيك إسبقني للخيام إنت
قفل منه وهو يناظر باب المصعد اللي انفتح ونزل راسه يركب ويتخذ من زاوية المصعد مكان له وهو يسمع حديث الشاب جنبه في جواله : آدم انا طلعت للمستشفى وإنت مر على جدة بس ترا ماتدري للحين ولا أحد فيهم يدري .. انا في المصعد بيقطع الخط من عندي
رفع وضّاح راسه للشاب وهو يناظر له يتذكر وين شافه فيه ومن أبتسم يبادله الأبتسامة ومد إيده يصافحه هو تذكر وقال : خوي رائد أعذرني بس نسـ..
ضحك عقاب بخفة يقاطعه : أبد معذور ، عقاب
هز راسه يبتسم إبتسامة جانبية بعد معرفته بإنه أخوها وعقد حاجبه بإستفسار متقن لتظليل أفعاله : عسى ما شر تشكي شيء؟
نفى عقاب يحك حاجبه بضيق وهو يدخل جواله بجيبه :الحمدلله بخير بس ولد عمي بالعمليات فوق
رفع نظره لثواني يراقب فيها ملامح عقاب وهمس يدّعي الإهتمام : لا حول ولا قوة الا بالله ، وش فيه سلامات ؟ عسى هيّن بس
رفع أكتافه بعدم معرفة : ما أدري وش صار يقولون إصابة عمل
هز راسه بخفة وهو يرجع يحوقل ويربت على كتف عقاب : إن شاء الله إنه طيب والله يبلغكم بقومته بالسلامة
إبتسم عقاب بخفوت يهز راسه بالايجاب وإنفتح وقتها باب المصعد يخرج منه عقاب بالبداية ولحقه وضاح اللي مالت ملامحة للدهشة بتمثيل متقن وهو يهمس لعقاب المتوجه لمكان تواجد نايف ومهيب : شكلها الحالة المستعجلة ولد عمك
إلتفت له عقاب بأمل ملتف بتوتر وهو يقول : طمنّا عليه
ربت على كتفه وهو يبتسم خلف الكمام لمهيب ونايف اللي وقفوا يلتفتون له ومد إيده يأشر لهم : ابد إستريحوا الحين بدخل واطلع لكم بخبر ، إن شاء الله انه طيب
ولف وجهه متوجه لغرفة العمليات وهو يقول بسخرية : دامها ما جت بقلبه باقي حي يالغياض
رفع إيده يفتح الباب وهو يتوجه للمغسلة يغسل إيده من كفّه إلى كوعه وكررها مرارًا وهو يفكر كيف ينهي اللي إبتداه بغير ما يلاحظونه وقفل المويا يبتعد وهو يدخل الغرفة الباردة والخالية من كل الألوان الا الأزرق الهادي والبارد كبرودة المكان ، الأزرق اللي يعشقه لؤي ولكنّه مستسلم الآن ، للغرق والألم مستسلم للسبات والسكون ولقطرات المخدر اللي حقن بها قبل وقت من الآن ، إبتسم وضاح بسخرية وهو يشوف أزهر فوق يراقبهم بترقب بحرقة وخوف قدر يشوفها وضّاح ويلمحها من عيون الرجل اللي لطالما كان الثابت والطاغي بقراراته بعملياته وإختياراته لأوقاتها واللي دايم ما كان يُطلب من قِبل المرضى ، نزل نظرته يلمح الواقفه بجنبه وهي تناظر للؤي بهدوء وسكون وتناول الجرّاح المقص ، إنصدم لوجودها وما كان متوقع أصلًا وبلع ريقه يلف عينه من عليها قبل يسبل أهدابه ويطول بنظره فيها ، تقدم من حطت على إيده القفازات وهو يحس بإحكامهم لربطة كمامه ، إبتعدوا يراقبون تقدمه لمكان الجرّاح الرئيسي ويراقب نظراتها اللي ما تغيرت وإبتدأ بشغله وهو يهمس لها : عسى ما شر وش هالسكون؟
إنتبهت لهمسه بحكم وقوفها بالقرب منه وهي تمد إيدها تأخذ الملقط من إيد مساعده وترد عليه بهدوء : عظم الله أجرك
وكأنها تعمدت تختار هالوقت ، وكأنها تنثر ملح خشن على جرحه وهي تذكره بإن فقدان سيف لازم يخلف وراه فقدان هاللي بين إيده واللي يحاول يستخرج رصاصه هو صاحبها من على ظهره ، لاحظت ارتعاشة كفوفه اللي بذل كل جهده ما تطلع ولف نظره لها لثواني وكإنه إلتفاتته كانت لأجل يلتقط إبتسامتها الساخرة اللي خُيلت له بإنها انتصفت ملامحها الآن ولكن لمح البرود والسكون اللي يستوطن نظرات عيونها وشح نظره يراقب الجرح اللي فتحه يترك دماء لؤي تلطخ ظهره من إندفاعها بكميّة مخيفة وكأنها اللي لقت عذر يخليها تترك أوعيته وتهاجر طافيه على سطح كتفه ، أسبل أهدابه بهدوء وهو يراقب بصمت تعمد التأخير رغم سماعه لصوت دقات قلب لؤي المتسارعة ، إبتعد عن السرير بخطوات ما حسبها بعدما حطت إيدها الرقيقة ذات الغلاظة الأنثوية الخفيفة على صدره واللي يحلف بإن رغم هالقسوّة اللي دفعها الأدرينالين بجسدها إلا إنه إسشعر وكأن ما مس احد صدره قبل كفّها الأهيف اللي تركه يتهاوى على الجدار خلفه وهو مستمع لصوت ارتطامه وسط إنقاذها للموقف وهي ترتجف غضب وخوف على النايم تحت إيدها وهي تاخذ القطن بتوتّر بعدما داهمها صوت أزهر المرتعب : إرم العلامات تنخفض !
كانت تغطي الجرح بالقطن بسرائر مرتعده تمنع إظهارها للطاقم امامها وهي تصرخ بصوت يظهر فيه الإرتجاف : قطن
كانت الكلمة اللي تهمس فيها طوال النصف ساعة من خروج الكم الهائل والهارب من دمّه إلى أن تنهدت براحة وهي تشوف توقف النزيف وما كان في تنهيدتها المرتاحة قبل ثواني أيّة بوادر راحة بعد ما صرخ المساعد بصوت خافت : دكتور إرم الدم ينخفض يلزمنا دم
غمضت عيونها تحارب دمعتها اللي ما تدري من وين إنبثقت بعذا التوقيت بالذات ورغمًا عنها وسط طاقمها الطبي ووسطه هو .. على ذكره وينه هو ؟ إلتفتت تشوفه على وقوفه الماضي قبل دقائق طويلة دفعته للخلف " عليك مئات اللعنات هل تقف إلى الآن بلا حراك ! " شاحت بنظرها ترفع عيونها لفوق خشية على دمعها أو خشية على أن يلوث دمعها الراقد أسفل يدها همست بخفوت مرتجف لما إشدت أصواتهم تناديها للحاق بإنقاذه : إطلبوا دم خمسة وحدات غير هاللي هنا بسرعة
إبتدت تعوّض جسمه المستلقِ تحت رحمة الله أولًا ثم عمل إيدها بوحدات السوائل الموجودة بجانبها وهزت راسها بالنفي تراقب العلامات قدامها وتقدمت تزوّده بالدم الموجود عندها وهي تهمس للمساعده : بشويش وأقل شيء ، لا تزيدين
كانت تقضي هالدقائق وكأنها حافيه وعلى نار تخطي ، تموت وهي تراقب إرتفاع علامات إلى أن رجع النبض يهدأ ونزلت راسها تطلب الملقط وهي تهمس للمساعد : إشفط
مرت ربع ساعه أخرى وأخيرة نطق فيها أزهر بفتور " أحسنتِ يابوك " وإستعاد الستاف إبتسامته ، إبتعدت هي تترك الملقط وهي تقول بصوت واهِ من شدة التعب : ميس فكي الكمام
أول ما فكّت المساعدة الكمام خطت بعجلة إتجاه سلة المهملات المليانة بالدم الفار من جسده وهي تستفرغ ما في معدتها بتعب ، إستقامت بجسدها تمسح على جبينها بهدوء وسط نظرات الجميع المترقبة على حال الطبيبة المتعبة واللي حضرت اليوم بخاتم زواج يتوسط بنصرها واللي بيّن عند تمزّق القفاز الطبي بعدما ضرب في حافة السرير عند إستقامتها ، وإبتسموا بضحكة يقدموا التهاني بعد إبتسامة زيّنت وجهها تطمنهم فيها بإنها طيبة وتفاجئت بضحكاتهم وإبتساماتهم المتبادله يهمسون فيها " مبروك دكتورة " ردت بفتور تناظر جسده اللي تغطى نصفه باللحاف الأبيض نتيجة نجاح عمليته : الله يبارك فيكم
-

أنت تقرأ
علموا الظالم ترا المظلوم راضي
Fiksi Umumحياة يعيشها أبطالي مشابهة للحياة الواقعية لحدٍ ما ، يجوبوا عوالم وبيئات ، أفكار ويوميّات منها تاخذك لفوق الغيم والثانية ترجّعك لسابع أرض حيث البلاء أتمنى تستمتعوا وتقضوا وقت جيّد في قراءة الرواية 🩶 " إن بدر مني خطأ .. أعذروا وسامحوا "