البارت السادس

155 10 3
                                    

-
-

مرحبا والدار دارك ومحبوبك فداك
‏تو ما جِرد المحاني تبسّم ريفها .
-
-
إلتفت مهيب ناحية لؤي : سم ابوي ، علمني باللي تشوره علي وابد أنا لك سامع
هز راسه بالإيجاب يوقف يأشر له بالإبتعاد ووقف معه مهيب يبتعدون لخارج المجلس ومنها لبيت الشعر الموجود بالجانب المقابل ، جلس مهيب بصدر المكان ولؤي بجانبه يفصل بينهم مركى وقدامهم القهوة ومد إيده يناول مهيب فنجان القهوة اللي صبها يقهويه ، اخذ الفجان وهو يقول : سلمت ، انا دريت بالعلم من أول ما صار يتكلمون به عندنا وإن به روس عندكم قطفها توّه يحين يابوك ماهو خبري بكم تتركونه لذا الحين
نزل فنجانه بخفه على الأرض : بقطفها ولا عليك بس ابي الوقت لي مسعف ولا ابي اشوي بالنهار ، حلاه وشعوره يجي بالظلمه يا عمي ولا أنت وش تقول ؟
ضحك مهيب يهز له الفنجان وهو يهز راسه : إنت صادق لكن اللي سمعته يا لؤي ما سرّني وودي بإنك ما تخلط الأمور
ناظر لؤي لمهيب لثواني وهو يحك أسفل دقنه بخفّه : قصدك سيف آل حارث ؟
اومأ له مهيب بالإيجاب : الله الله وأنت تدري منهو ولده أكيد
عدل أكتافه وهو يناظر لمهيب بسكون وأردف مهيب بهدوء : عمّان أبوك يا لؤي
رفع راسه يشوف لؤي اللي يشتت أنظاره في المكان وكمّل يقول : واهلك
لف نظره بسرعة وحده غير مقصودة رمق فيها مهيب وهمس : أهلي أنتم وأبوي نايف وحده ، نايف وبس يابو عقاب
هز راسه مهيب يربّت على ركبة لؤي : منّا وفينا يا لؤي ولا عديناك منهم بيوم وإذا إنك ما تبغى للحقيقة طريق ؟ ظليتها انا معك يابوك
نزل نظره لإيد مهيب اللي انشالت من ركبته للمركى وتنحنح يعدل صوته : اسمي ونهايته منكم وهذا اللي أعرفه غيره ما أعرف اما بخصوص سيف انا عرفت عن الموضوع والرجال عندنا مو مقصرين بشغلهم ووصلتنا معلومة ان بكره زواجه وللحين ما جاء لنا أمر بإننا نتحرك
تنحنح مهيب يناظر لعين لؤي مباشرة : حاتم المسؤول؟
هز راسه بالنفي يجاوبه : اعتبروها قرابة وتبدل
دخل وهّاج وهو يأشر عليهم بإبتسامة : لا تسرقكم السواليف عن العشاء
وقف مهيب بضحكة يوقف معه لؤي اللي همس يأشر لمهيب بالخروج قبله : حياك
-
جلست بجنب ود وهند اللي أصرت بإنها تجلس جنبها ورغم إنها ما تاكل الرز الا انها إستحت ترفضه من إيد هند ونزلت عيونها على صحنها بإبتسامه من لمحت نظرات ريم ورفيف المصدومة ، ورفعت راسها تكلم هند : جعلك تسلمين يا خاله كلي إنتي عاد
إبتسمت هند بضحكة وهي تقرب لها العصير : معليك مني بس قوليلي ودك بشيء أقربه لك؟
هزت راسها بالنفي تناظر في هند : يا خالة ترا يزعلني إنك ما تاكلين
وضحكت ود اللي كانت سامعة للحديث اللي دار بينهم : إنتبهي يا هند تزعل منك ترا زعلها شين
ناظرت إرم في وّد تبتسم وهي تضمّها بخفة : يا ناس يا ناس يعني تعرفني يعني وعلى هالحلاوة اليوم تستاهلين هالبوسة
طبعت قبلة بخد ود وهي تسمع ضحكات هند اللي همست تسمي عليها : الله يخليك ويحفظك يا أمي لكل عينٍ ترجيك
ابتسمت إرم تناظر هند بعيون تلمع وهي تقول : آمين يا عيوني
ناظرت لصحنها وهي تاكل بخفة وزادت إبتسامتها تشوف ود تعطيها من السلطة ، أنهت اكلها توقف وسط أنظار هند اللي تبتسم لها : ما أكلتي يمه إرم !
هزت راسها بالنفي وهي تقول : والله يا خاله كلنا أكلنا إلا انتي
ابتعدت بضحكه وهي تشوف رفيف تقوم معاها للمغاسل وأول ما وصلوا ناظرت رفيف خلفها بنظرة سريعة وهي تقول : إنتي من متى تاكلين الرز !!
مدت إيدها وهي تغسل بضحكة : طيب عيب أردها وش بسوي يعني
رفعت رفيف حاجبها وهي تقول بإستنتاج : إرم هي تبيك لولدها صدقيني
سحبت المحارم بهدوء وهي تمسح إيدها وفمها : شدعوة رفيف ما توصل ! عادي هي كذا رحيمة وعطوفة
لفوا على صوت ريم اللي قالت : رحيمة وعطوفة مو تجلسك على فخذها يا إرم
ضحكت رفيف تبتعد عن المغسلة : إيه اليوم فخذها بكرا فخذ ولدها
ناظرتهم بصدمة تشوف ضحكهم وهمست تغمض عيونها لثواني : ما سمعت شيء ولا أي شيء
هزت رفيف راسها بإستخفاف : تبين أعيد ؟ عشان تستمتعين
ضحكوا من إبتعدت تمشي تاركتهم عند المغاسل ووقفت عند المرايا اللي بالممر تعدل شعرها اللي منسدل خلف إذنها بأريحيه وتنهدت بخفّة تتذكر أحداث اليوم وختامها كان هالعزيمة اللي تمنعها وتاخذ وقتها عن الإنهيار ومشت تاخذ جوالها وهي ترسل لعقاب " كيف صرت حبيبي؟ " ، جلست في الصالة الخالية من أي أحد سواها وهي تحس الهدوء في المكان وشّد إنتباهها الشاي الموجود بالصينية وأبتسمت بهدوء تتوجه له وهي تصب لنفسها ورجعت تجلس بدخول هند اللي ناظرتها بعتب : كان إنتظرتيني وأصب لك
أشارت لها إرم بالنفي وهي تقول : يا خالة وربي تزعليني منك انا الآن عادة البيت بيتي ، مو قلت لك بروح آخر وحدة؟
ضحكت هند تجلس جنبها وهي تقدم لها صحن المكسرات : طيب يلا كلي جعله عافية
-
-
دخل البيت بهدوء وهو يشوف وجود أمه تحت بالصالة لحالها وتوجه لها يسلم عليها ويقبل راسها : مساء الخير يمه
ناظرته بإبتسامة : هلا حبيبي وينك للحين
وضّاح : ابد كنت عند عيّاد وسيف
ناظرته تأشر على القهوة وهز راسه بالإيجاب وهو يسألها : وين الباقين ؟
مدت له القهوة تضحك بسخرية : عند اللي ما تتسمى فوق يقال لها تحتفل بأختك
سكت يشرب القهوة وهو يطلع جواله من جيبه ونطق بعدها : عندهم احد؟
هزت راسها وهي تقول بتهكم هو يلاحظه بنبرتها : بتروح إنت بعد؟ إيه اكيد هي جات عليك؟
ناظرها لثواني بسكون ونزّل القهوة على الطاولة ووقف يبتعد ماشي لفوق ، ولجناحه إستغرب عدم الأصوات ولكن كمّل مشيه وفتح الباب يشوف الظلام إلا من ضوء الشموع اللي على الطاولة والأبجورة الصغيرة اللي تنور جزء بسيط من المكان وقف عند الطاولة يشوف الأكل عليها وواضح ترتيبه كان بعناية ورفع نظره لبوكيه الورد وأكياس الهدايا اللي على الكرسي الصغير قدام الطاولة ، نزل إيده يلتقط حبة فراولة الموجودة في السلة ولكن قاطعة صوتها وهي تصرخ : وضّــاح لا !
إبتسم ابتسامة جانبية لأنها لما صرخت إرتبك هو يحرك أصبعه وطاحت الفواكة الباقية تخرب شكل السلة ومشى بإتجاهها ياكل نص الفراولة ولما وصل جنبها شاف نظرات القهر والغضب في ملامحها مد لها المتبقي من الفراولة وهو يقول بعبط : تبين ؟
غمضت عيونها تزفر بضيق وهي تبتعد عنه بكل غيظ تتوجه لغرفة الملابس تلبس فستانها ، وقفت عند المرايا تعدّل سيور الفستان اللي كان من الساتان الخفيف باللون الأحمر الداكن يمسك جسمها بسيرين ضعاف على كتفها وينتهي بمنتصف فخذها ، لبست كعبها وراحت تجلس على الكرسي في الصالة وهي تكلم نسرين اللي ردت عليها بإنهم جاهزين بس تنتظرهم لحظات ، طلع من الغرفة مشغول فكره بسيف اللي وصل له خبر بإن الحكومة تشك فيه لما توصلوا له من معلومات وتنهد يهز راسه وهو يطلع جواله وده يدق على عيّاد ، رفع راسه لما وصلته ريحة عطرها الريحة اللي هو يعرفها زين ، ريحه له خمس سنين وهو يشمّها وبس ، كان يدري إنه بإمكانه يعيش عبيرها مدى الحياة ويسكن داخلها مهما حيا ، حارت عيونه باللي يشوفه صار يحس إن الهلاك اللي بدنياه نقطة صغيره بالمقارنة لإنه يناظر فيها بس ، إرتعد قلبه وبانت الربكة بتشتيته لنظراته و بإيده من كان وده يفتح أزراره ولا قدر وإنصهر كله ، احترق كل مافيه من قوّة وهو يشوفها واقفه قدامه بالمنظر المميت هذا وهي تبتسم بعبث تشوف إنه ما يقدر حتى للنفس من إحتقان وجهه بالأحمر ولكن سرعان ما فكّته وهي تسمع دق الباب وهمست تمثّل العادية : نسرين وفي كنت انتظرهم
هز راسه وهو يصد ويبتعد ، فتح الباب لأخواته بسكون وهو يبعد بينما جلست هي على الكرسي وتناظر لمكان وقوفه بإبتسامة ووقفت بعدها تشوف دخولهم وإبتسامتهم ، رغم إن علاقتهم مو قوية ولا هي ضعيفة لكن يتعايشون مع بعض وأبتسمت رزان بضحكة وهي تأشر على سلة الفواكة : كانت حلوة ومرتبة خربها اخوكم
ضحكت فيّ وهي تقول : يا شيخة فداه اهم شيء يكون رايق
-
-
إنصرفوا جميعهم ما يبقى في بيت نايف إلا مهيب وعياله اللي كان عقاب منشغل بجلوسه مع لؤي اللي كان مستمع جيّد لكل ما ينطق به عقاب ولأي شي يقوله كان يحثه بإنه يستمر ويتكلم ، لأنه يشوف في عقاب شيء عظيم في ذكاءه وفي محاوراته الآن وإبتسم لؤي لثواني مما اثار استغراب عقاب اللي نطق : وشفيك تضحك
هز راسه بالايجاب بضحكه خفيفة : اشهد بالله ان هذا الشبل من ذاك الاسد
وإلتفتوا له نايف ومهيب وهم يضحكون ونطق نايف : عز الله انك ربيت يابو عقاب
همس عقاب للؤي بمرح : إنت ودك نهل الدمعة مو ؟
نفى بإبتسامة يقول : أبد بس تعال بوريك اللي يعجبك
وقف يوقف معه عقاب وتكلم لؤي وهو يناظر لنايف : إنّا ماشيين لفوق دق علي إن بغيت شيء
هز راسه نايف وهو يكمل كلامه مع مهيب وابتعدوا لؤي وعقاب يمشون لداخل البيت وفتح الباب وهو يصوّت بجهورية : يا ولد !
بالرغم من درايته بإن مافي أحد داخل إلا هي وأمه ، صوّت يسمع رد أمه بـ : أدخل يمه ما حنا بحولكم
وأبتسم يلتفت لعقاب وهو ينطق : عندي عقاب يا أمي وده يسلم عليك
وقفت تحط الطرحة على وجهها وهي تتقدم بإبتسامة يغمرها حس الحنيّة اللي حسّوا فيه عقاب وإرم : يا اهلًا وسهلًا يمه عقاب كيف حالك يا أمي بشرني عنك ؟ عساك طيب
إبتسم بإحراج وهو يشتت نظره : الحمدلله بخير وصحة طمنيني عليك إنتي والحمدلله على سلامتك يا خاله جعلها آخر أوجاعك
ضحك لؤي بخفه من فرط تحريكه لموضع يده اللي يشير لإرتباكه ومشوا بعد ما إستأذنوا من هند متوجهين لجناح لؤي فوق وأبتسم عقاب يتبعها بضحكة يلتفت للؤي اللي تكتف يبتسم جنبه : ياخي إنت !
تقدم لؤي يمسك العصي وهو يقول : قلت تحب البليارد وجبتك أكرهك فيها يا رجال
ضحك عقاب ياخذ العصا اللي مدها له لؤي ولأنه توه كان يحكي للؤي إنه يحب البليارد وودّه يتعلمها هو وقّف العصا بجنبه يبتسم له : ياخي ورب الكعبة أحبك
إبتسم لؤي وهو يناظر فيضان مشاعر عقاب وقال يقطعه : يلا شف المسكة كيف و سوها
-
-

علموا الظالم ترا المظلوم راضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن