رمى الجوال وهو يصرخ بسخط : من اللي أعطى المعلومة ؟
إلتفت لؤي لحاتم اللي غاضب وبشدة يكرر نفس الكلام وأشر له بإيده : طال عمرك ، دقيقة
دخل للداخل بعد ما أشر له لؤي يتقدمه وهو يتكلم بضيق : يا لؤي تقول لي حدث تسريب ومعلومات وتحركات الكلب واضح إنها مدروسة ويعرف كل شيء سويناه
قاطعه لؤي بحدّه من ما كان أحد معهم : حـاتم !
إلتفت له بضيق وأردف لؤي : تبي تعرف الخاين وتعلمه عن اللي سواه وتبيه يعترف يعني ! ذا حلّك وتحسب إنه بيطلع قدامك ويقول انا هو ولا كيف
هز راسه يضرب على ظهر الكرسي اللي جنبه : يطلع ويهرج مثل الرجال
عقد حاجبه يناظر لحاتم وهو يقول : لو إنه رجال ما وقف بصف خاين يدفع له وقّفى لبلاده ، بالمنطق يا حاتم بالمنطق يابوي !
غمض حاتم عيونه وهو يمسح عليها برفق : عطني الخطه مو قادر أفكر يا لؤي
هز راسه بالنفي يناظر بالمكان وهو يقول : بعطيك راسه ماني معطيك خطه ، تقبل ؟
إبتسم حاتم بتعب يناظر في لؤي وتقدم يربّت على كتفه وهو ينطق : وهذا أمر يا نقيب
دق له التحية وهو يهز راسه بإستجابة : أمرك طال عمرك
وطلعوا متجهين لصفوف العسكر الواقف بإنتظام في ساحة الميناء وتكلم لؤي : يمديني أرجع الرياض مو ؟
عقد حاجبه وهو يسأله بإستفسار : ليه ؟
لؤي : الغياض عندنا اليوم
هز حاتم راسه بالإيجاب : عندك اذن يوم كامل بس بكرة تباشر هنا وتترك كل العالم لو مين ما كان
ميّل شفته بسخرية وهو ينطق : قصدك ابوي؟
إلتفت له حاتم يضحك بذهول لانه ما كان يقصد نايف إنما العالم ككل : وبعدين تعصب علي !
ضحك لؤي يربت على كتف حاتم وهم يكملون مشي ووقف قدامه يدق له التحية من وصلوا عند الصفوف : طال عمرك !
هز راسه حاتم يسمح له بالإنصراف ، طلع لسيارته بالمواقف القريبة من الساحة وهو يشيل البريهه السوداء اللي على راسه ويتركها بالمرتبة جنبه شغل سيارته يبتعد عن المكان اللي كرّس حياته يكتشفه المكان اللي رغم رفض أمه لدخوله هالمجال إلا إنه قدر يدخله وهي راضية وكل الرضى إلا عن غياباته الحاليه ، إبتسم من طرت أمه على باله وهو يناظر للساعة اللي صارت ١٠:٠٠ الصباح ومسك يدق على أمه اللي ردت على طول وكأنها تنتظر مكالمته : حبيبي يمّه لؤي !
إبتسم يحط إيده على موضع قلبه وكأن صوت أمه يطمس كل تعب حس به هو وهمس برخيم صوته ونبرة يغمرها حب كل الدنيا : يا مرحبا
ضحكت هند وهي تناظر لنايف اللي جنبها : ترا أبوك يمي يا يمه وتخبره غيوّر
إبتسم بخفّة يناظر للشارع : خابره يمه خابره ومن يلوم ابو لؤي !
رفع نايف حاجبه وهو يقول بمزح : أجل ما علمتها يا لؤي والله ونعم الولد يابوك
عقدت حواجبها بإستغراب : يعلمني عن وشو ؟
لأنه داري باللي يلمح له نايف هو ضحك يقول : يا أبوي إنتبه والله إن تثور عليك هند
لفت نظرها من فهمت قصدهم وهي تتكلم بثقة : والله لو هي صغيّرة وتوها بنت العشرين ما يجيب راسك إلا أنا يا ولد الغيّاض
ناظرها نايف بضحكه كلها حب ونفس هالحب من أول ما دخلها كنّه على الغيّاض إلى الآن على وعده لها بإن ما يلحقها من الضيم والحزن شيء دامه موجود ، وقف يقبّل راسها وهو يقول : أشهد بالله إنك صادقة وإن هالقلب لو حوله من الصبايا والعذارى واجد إنه ما بغى ولا يبغى إلا أم لؤي ، يا جعلني ما أفقدكم
كان يسمع لهم وهو يبتسم ، كانت حروف ابوه دائمًا ما تتغزل بأمه حتى بعادي كلامه هو يشوفه غزل ، شاف العوض بنايف وحياة نايف وأهل نايف وحتى قلبه يومه ضاع ، ضاع يم حياة نايف وتنحنح يودّعهم قبل يغرق بجنبهم بعد ذكراها اللي هز كل إنش بقلبه وضحك بسخرية على حاله وكيف إن كل موضوع يربطه فيها ، كيف إن كل المواضيع توصّله لها ، وتنتهي بها هي وتنهد يشوف رسالة أزهر اللي كان محتواها " وصلت عزيمة نايف بس أنا رايح للجنوب " هز راسه بتفهّم لإنهم بيوقفون مع عمر اللي صار زواجه بلا معازيم
-
-

أنت تقرأ
علموا الظالم ترا المظلوم راضي
Fiksi Umumحياة يعيشها أبطالي مشابهة للحياة الواقعية لحدٍ ما ، يجوبوا عوالم وبيئات ، أفكار ويوميّات منها تاخذك لفوق الغيم والثانية ترجّعك لسابع أرض حيث البلاء أتمنى تستمتعوا وتقضوا وقت جيّد في قراءة الرواية 🩶 " إن بدر مني خطأ .. أعذروا وسامحوا "