لقد عدنا ولكن بشكلٍ مختلف منذ ان دخلنا الى المنزل ونحن نسمع اصوات صرخات وبكاء وكأنهم أناسٌ يُعذّبون لقد كان شيئاً مفزعاً حقاً
قال سامر: حسناً فلنذهب الى الصندوق الذي وضعنا به الالماسه
راشد: وهل كنت ستفعل شيئاً آخر مثلاً؟
سامر: حسناً كان بإمكاننا البحث في اي مكان اخر فأنا لا اعتقد بأننا سنجدها في نفس المكان
رائد: انه ليس وقت الجدال فلنجِدها ونخرج من هنا
أسعد: انه محق فلنذهب
ذهبنا حقاً الى الغرفة التي كان يوجد بها الصندوق وفتح فارس الباب
فارس: ماهذا؟ الصندوق ليس هنا
أسعد: يبدو بأن رحلة بحثنا ستكون طويلةً جداً
رائد: حقاً اريد الخروج من هنا فلنسرع
انا: رائد انك تتذمر كثيراً هذا يكفي
سامر: انه محق هذا يكفي
رائد: لا اقصد ذلك ولكن الامر مخيفٌ اكثر من المرة السابقه
راشد: حسناً اين سنبحث؟
سامر: انا لا اعلم حقاً
فارس: نحن لم نبحث في الطوابق العلويه
أسعد: ولكنها تكاد تنهار اتريد ان تسقط من الطابق العلوي الى هنا
فارس: لديك حلٌ اخر؟
أسعد: لا
فارس: اذاً سنذهب الى الطوابق العلويه لنبحث فيها
أسعد: ستتحمل المسؤوليه
فارس: حسناً يا صديقي سأتحملها
رائد: لن اذهب للطوابق العلويه
سامر: ولكننا بحثنا هنا كثيراً لم يتبقى لنا الا الطوابق العلويه
رائد: لا اريد الذهاب الى هناك
راشد: سيخبرك أسعد بأنك جبان وسيقومون بشتمك يفضّل لك الذهاب معنا حتى لا تضطّر الى سماع ذلك ، لانه ليس من حقك ان تخاف على نفسك ابداً
رائد: ما الذي تقوله
فارس بغضب: راشد !!! انت فقط تريد ان تتهرب من شيءٍ قد حصل بسببك
سامر: انه محق ، انت فقط تحاول الهرب انت خائف انت كما قال أسعد انت جبان
راشد بغضب: نعم نعم هذا صحيح انني جبان أليس كذلك يا أمجد
شعرت بأن جسدي توقف للحظةٍ عن الحركه وتوقف لساني عن التحدث لقد كانت نظرته كفيلةً بفعل ذلك واكثر
راشد: ماذا يا امجد؟ ألن تقول الحقيقه؟ انني جبان
ثم ضرب قدمي المصابة بقوه وهو يقول: تحدددث ألستُ جباناً
سقطت على الارض وانا اصرخ
أسعد: انت غبي؟ ما الذي فعلته؟
راشد: لا شيء انه مجرد كسر بسيط
ضربه فارس بكل قوّته ثم قال: انه صديقي ولن اسمح لك بأن تفعل ذلك بصديقي أيها المعتوه
سامر: هذا يكفي
راشد: نعم انه يكفي ، يكفي بالنسبة اليك وليس بالنسبة إليّ ، هه سأخرج وانتم؟... انتم ابقوا هنا وحاولوا ان تبقون على قيد الحياه ، مجانين
ولكن ما ان ابتعد راشد قليلاً حتى انهار جزء من الطابق الأعلى فوقه
أسعد: هيي راشد راشد
فارس: كيف سقط؟
رائد: أريد الخروج سأصاب بالجنون
بدأ سامر وأسعد يبعدان الخشب من فوق راشد ثم اخرجاه
فارس: راشد راشد استيقظ راشد
أسعد: لا جدوى من فعل ذلك
رائد وهو يصرخ: اريد الخروج لا اريد البقـ...
سامر مقاطعاً حديثه: هذا يكفي ، علمنا بذلك هذا يكفي
مزّق سامر قميصه وقام بتغطية راشد به
فارس: لا اريد المواصله ، لقد فقدت صديقي
بدأت تظهر على وجوه اصدقائي علامات الحزن ، سامر ورائد كانا يبكيان أما أسعد فقد كان ينظر الى راشد وكأنه يعتذر وفارس كان سانداً ظهره على الحائط بوجهٍ كئيب ، حقيقةً لقد نسيت في تلك الفترة بأن قدمي قد كسرت لقد كنت حزيناً مثلهم تماماً ولكن بعد ساعات ليست بطويله بدأت اشعر بألمٍ في قدمي وعاد جسدي لتّعرّق من جديد فاستلقيت على الارض وانا اتنفّس بسرعه وفجأه قال فارس: أمجد؟
ولكنني لم أردّ ابداً فقد كان من الصعوبة ان أتنفّس فكيف لي أن اتحدث معه ، ولكنه أعاد: أمجد؟
قال اسعد: فارس مابه؟
فارس خائفاً: لا اعلم انه يتنفس بسرعه وجسده يتصبب عرقاً
وضع أسعد يده على جبيني ثم قال: درجة حرارة جسده مرتفعه
سامر: أمجد ، أمجد
رددت عليهم بصعوبه: ما..ذا؟
أسعد: فلنسرع ...
فارس: ما الذي تقصده؟
أسعد: فلنسرع لإيجاد الألماسة والخروج من هنا
فارس: ولكن أمجد...
قاطعته قائلاً: هذه المره...هذه المرة اذهبوا بمفردكم...سألحق بكم...فيما بعد
سامر: ولكـ...
أسعد: ستذهب معنا أتفهم؟
قلت له: أسعد انا لا استطيع...لا استطيع الوقوف
رائد: لن اذهب ان لم تكن معنا ، نحن سواسيةٌ هنا ، سننهي هذا الأمر معاً كما بدأناه
انا: سأحاول ولكنني اريد شيئاً لأسند نفسي عليه اثناء سيري
سامر: سنسير بالقرب من الحائط حاول ان تستند عليه
انا: حسناً
لقد كان السيرُ متعباً جداً ثم صعدنا الى الطابق العلوي لنبحث عن الألماسه وما إن صعدنا حتى وجدنا في نهاية الممر باباً غريباً ثم قال سامر: جميع الابواب الغريبة مفيده فلنذهب
فارس: انت على حق
فتحنا الباب وقد كانت الغرفه لا تحوي سوا مكتبٍ صغير ، وذهب اسعد ليفتح الأدراج
أسعد فتح الدُّرج الأول ثم قال: لاشيء
فتح الثاني: لاشيء
فتح الثالث: ماهذا؟
انا: ماذا هناك؟
أسعد: ورقه
انا: هل هي طلاسمٌ أيضاً؟
أسعد: يبدو ذلك ولكنها معقدةٌ اكثر
انا:اقرأها
أسعد: قبل ذلك ادخلوا واغلقوا الباب يبدو بأننا سنمضي الليلة هنا
رائد: لكي نسقط؟
فارس: رائد البناية ليست ضعيفةً بأكملها يبدو هذا المكان مختلفاً ، ثم انني متعب كثيراً
سامر: اذاً اسعد ألن تقرأ؟
أسعد: هاه؟ بلا
"اثنا عشر مربعاً ، ضوء القمر قد يجعلها اثنا عشر مستطيلاً ، يجب ان تغلقها بإحكام حتى تجد ما تبحث عنه"
فارس: هل كان اللغز القديم للأطفال؟
سامر: لماذا؟
فارس: ان هذا صعبٌ جداً بالنسبة للغز القديم
سامر: جميعها تبدو سهلةً حين تحلّها
فارس: حسناً وكيف لهذا ان يُحل
أسعد: ضوء القمر...ضوء القمر
انا: أشعر بانني حللت جزءاً
أسعد: اذاً ماذا؟
انا: اسمعوا ضوء القمر قد يتسبب في جعل المربع مستطيلاً اي ان له علاقةً بالظل
فارس: اذاً شيءٌ مربع وقد يصبح مستطيلاً هذا معقد
رائد: ان حللتموه فأخبروني اريد ان انام الآن
فارس: انا ايضاً لقد تعبت
أسعد: اذاً فلننم جميعنا سيكون ذاك مريحاً لك يا أمجد أليس كذلك؟
انا:......
أسعد: أمجد؟ مابك؟
نظرت إليه والابتسامة في وجهي: لقد عرفت حلّ اللغز
فارس: اذاً ماذا؟
انا: ان مانبحث عنه عند نافذةٍ ما
أسعد: البيت يحوي نوافذ كثيره
انا: ولكنها مستطيلة الشكل يوجد فقط نافذة واحدة هنا مقسمة لإثنا عشر ستةٌ على اليمين وستةٌ على الشِمال عندما يأتي الليل سيكون ضوء القمر على النافذة تلك وسيحول المربعات الى مستطيلٍ بسبب الظل
سامر: امجد ان الظل في الليل يبدو كما هو ولكنه يتمدد قليلاً فقط
انا: اذاً؟
سامر: اذاً ماذا؟ سيبقى مربعاً مهما حاولت فعل ذلك
انا: سامر يا صديقي ألم تقل بانه يتمدد قليلاً؟
سامر: بلا
انا: حسناً المربع جميع اضلاعه متساويه اذاً لو تمدد قليلاً سيصبح مستطيلاً وليس مربعاً
سامر: اذاً وماذا يعني بيجب ان تغلقها بإحكام
انا: ان كانت النافذة مفتوحه فلن ترى مايقصده
فارس: هي أمجد كيف عرفت ذلك
انا: هاه انني فطينٌ يا صديقي ألا تعلم ذلك
أسعد: كاذب لقد عرفت ذلك عندما نظرت الى نافذة هذه الغرفه
انا: هذا لا يعني بأنني لست فطيناً لقد كان أسهل من اللغز القديم
فارس: حقاً
رائد: حسناً سنذهب غداً دعونا نَنَم الآن
سامر: رائد
رائد: ماذا؟
سامر: يجب عليك تحسين طريقة كلامك معنا فنحن أصدقاؤك ولسنا أعداؤك لتحدثنا هكذا
رائد بسخريه: ونِعم الأصدقاء
نظر سامر في رائد وملامح الغضب ظهرت على وجهه وكاد ان يصرخ لولا تدخل فارس قائلاً: حسناً اعتقد بأننا اكتفينا من الغضب والصراخ في كل مره هذا يكفي
أسعد: حسناً رغم انني اود أن اصفعه حقاً
نمنا جميعنا بعد ذلك

أنت تقرأ
قصّة أمجد
Misterio / Suspensoهذه قصّةٌ لأمجد سيرويها لكم بنفسه سيحكي لكم عن أصدقائه وسيحكي لكم عن تفاصيل ما حصل في ذلك المنزل الكبير الذي تمتد أمامه مزرعةٌ ضخمةٌ جداً ، سيحكي لكم عن مأساته وعن أفراحه وعن ضحكات أصدقائه وسيحكي لكم الكثير.