.
.
وسط هدوء فجر فلورنسا حيث كان الصقيع يكسو نوافذ البيوت ويغلف الشوارع بسكون قاتل تعالت فجأة أصوات تحطيم تكسر صمت الليل القارس
في الطابق العلوي من ذلك المنزل كانت هناك غرفة تتحول إلى مسرح لانفجار مشاعر غاضبة أصوات الأثاث المتكسر تردد صدى الغضب في أرجاء المكان تقطع برودة الشتاء وصمت الفجر وكأنها تحدق في قلب العاصفة التي تعصف بداخله
كانت كوزيت تبكي بصوتٍ عالٍ شهقاتها تتعالى كأنها تحاول ملء الفراغ الكبير في قلبها وسط تلك الغرفة المهجورة التي صارت شاهدة على غضبها وكسرها لكل شيء حولها بيدين مرتجفتين كانت تحطم كل
ما يقع تحت قبضتها تكسير الأثاث وتطاير القطع الصغيرة كانت تعبيرًا عن الألم الذي يغلي بداخلها. ثم صرخت بصوت مكسور ومليء بالوجع
"لماذا حدث هذا؟! لقد أحببته أولاً "
كانت تشير إلى دانييل ذلك الشخص الذي غزا عقلها وقلبها لكنه كان بعيدًا عنها كنجمة لا تُدرك
كانت تلك الليلة من أصعب ليالي حياتها ليلة اختنق فيها الهواء وجف فيها الصبر وانهارت فيها كل جدران الانتظار
فـ في هذا اليوم أعلن معشوقها البعيد دانييل موعد خطوبته من روزاليا في نهايه هذا الشهر بالتحديد
دون أن يكون على دراية بذاك الحب العميق والهوس الصامت الذي كانت كوزيت تخبئه له منذ سنين كان قلبها ينكسر بصمت كلما رأته يبتسم لغيرها، لكنه الآن لم يعد هناك مجال للانتظار فقط كراهية تنمو وغيرة تلتهم ما تبقى من روحها
تمددت كوزيت على الأرض وسط تلك الفوضى العارمة بين قطع الزجاج المتناثرة كـ شظايا قلبها المكسور وما إن لامس جسدها الأرض الباردة حتى اخترقت بعض الشظايا بشرتها تاركة خيوطًا من الدم تنساب بهدوء، وكأنها تتمم صمت الانهيار الذي سكنها
لكنها لم تصدر أي أنين لم ترتجف... لم تشعر بشيء
كان الألم الذي يسكن صدرها أعمق من كل جرح ظاهر وجعًا داخليًا لا يُداوى، لا يُصرخ، بل يُبتلع كمرارة ثقيلة في الحلق.
حدقت بسقف غرفتها بعينين محمرتين والدموع تنهمر منها بلا توقف كأن عينيها تعتذران عن حبٍ لم يُفهم وعن صمتٍ كان أثقل من الصراخ
تمددت كوزيت تحدق بصمت في سقف غرفتها وكأنها ترى فيه انعكاس انكسارها. غرورها، جبروتها، وكل ما كانت تعتقد أنه قوتها... ينهار أمامها كما انهار حب حياتها السري، وهوسها الذي كان ينهش دواخلها في الخفاء لـ تمتم بصوت مبحوح، متشظٍ من كثرة البكاء
"لقد فعلت المستحيل لأجل أن أحصل عليك حاولت قتل أختك أبعدتها عنك وأبعدت كل من اقترب منك سرقت من حولك واحدًا تلو الآخر فقط لكي تكون لي ومع ذلك لم أحصل عليك"
أنت تقرأ
𝟭𝟵𝟳𝟱
Mystery / Thriller-ليس هنالك قانـَون يـَعلو علـَي اناا الـذي يعلو علـَى القانـَون و عليكِ.. -اليكسندر - فينوس جميع الحقوق الطبع و النشر تخصني انا، لا اسمح بسرقه اي شيء من داخل الروايه.،
