𝟭𝟵𝟳𝟱

- 𝗗𝗔𝗬 𝟮𝟮 -

.   

في عتمة ظلام الفجر الدامس التي يغلف المكان يقبع ذلك المنزل المهجور تحت ضوء القمر وقد أُوصدت أبوابه بإحكام كأنها تحرسه من أي غريب يحاول اقتحامه وبين جدرانه المتشققة التي تنبض بأصوات الذكريات القديمة يتردد صدى الصمت وكأنه يروي حكايات من الماضي

وفي عمق هذا الظلام كان جسد نحيل يتهادى بخطوات مترددة يبحث بيأسٍ عن مخرج ينقذه من عتمة ذلك المنزل الكئيب .

ترددت صدى خطواتٍ حافية وهي تلامس أرضًا باردة رطبة, متسخة, يفوح منها غبار وروائح عفنٍ خانقة وفي وسط ظلام المنزل الدامس تعالت أصوات صرير الأبواب البعيدة وكأنها تئن من ثقل الذكريا و الهواء كان ثقيلاً يضغط على الصدر ويجعل الأنفاس متقطعة فيما بدا أن الجسد النحيل قد ابتلعه المكان واصبح يذوب في عتمته المكان كأنه أسير لا مفر له من أسرار هذا البيت الموحش

خطوة... خطوتان... ثلاث... يتردد صدى وقع تلك القدم الـ حافية التي تلامس الأرض الباردة لـ تسير عليها بثباتٍ متواصل دون توقف وكأنها منساقة نحو المجهول .

" اليكسندر "

همست صاحبه ذلك الجسد النحيل وهي تتوقف
عن السير وسط ظلام المكان بينما تنظر بـ عسليتيها
في كل زاويه في هذا الظلام وكأنها تبحث عن ملجأ
يخرجها من هذا الظلام و من هذا المنزل

همست فينوس وسط عتمة ظلامها تستنجد
بـ خاطفها لكي يأتي ويخرجها من هنا كما كان يفعل
في كل مره عندما كان يحتجزها وسط الظلام

" اخرجني من هنا يـ اليكسندر "

سارت فينوس مجدداً وهي حافية القدمين على رطوبه وصلابه الارض بينما كانت تتمسك بـ الجدار الذي بـ جانبها خوفاً من سقوطها او تعثرها وسط هذا الظلام

كانت فينوس في كل خطوه تخطيها تشعر بـ أن
قدميها يلامسن شيء محطم على الارض وكأن ذلك
الحطام هو حطام ذكريات هذا المنزل

" اين انت يا اليكسندر "

توقفت فينوس مجدداً بعدما شعرت بـ عجزها
وبتحطم أملها وهي تحاول الخروج من وسط هذا المكان لـ تقف تبحث عن طيف خاطفها وسط هذا الظلام وكأنها واثقه من ظهوره لها

وقفت فينوس والظلام اصبح يعانقها من كل الجهات
لـ يطفأ هذا الظلام لمعه وبريق عينيها كما بعث لها
الخوف والذعر الى دواخلها

وقفت فينوس دون حراك وهي تبحث بـ عينيها
عن طيف خاطفها وسط هذا الظلام . . تبحث عن خاطفها لكي يأتي ويحررها من كومة الظلام