~26~

498 30 11
                                    

ارتفع نظر الظابط الى الأعلى...لتهبط سيلا مسرعة خلف جدران الشرفة آملة ان لا يراها...ظل الجو ساكنا لبضع دقائق ...يعيد الظابط نظره الى الطفل وهو يصوب السلاح من جديد...لتقف هي بهدوء وتصوب العدسة تجاهه..تبتلع ريقها آملة من وجود احد المعجزات التي كان يحكى عنها في القرآن..رأت ظل شخص يقترب منهم ليقول بصوت يتضح كلما اقترب

-نزل سلاحك...ما في داعي لهيك اشيا

أدار الظابط رأسه ليقول مرحبا

-سهيل..تعى شوف معي هالصبي كتير مسلي...تعى

اقترب سهيل ليصبح في حدود العدسة ليرفع سلاحه هو الأخر قائلا

-هاد الصبي ما ألو علاقة...بتمنى تكون وصلتلك...يلا من هون

بدأت ملامح الغضب بالظهور على الظابط ليسحب سلاحه ويتجه الى الناحية الأخرى وهو يقول بصوت مسموع

-انت غبي يا سهيل..بتضيع هيك غنيمة علينا

-بقدر اسمعك كتير منيح من هون

مرت ثوان معدودة ليختفي الظابط من مرمى بصرهما...ليضع سهيل سلاحه في جيبه وينظلق بأتجاه الصبي ليقول

-فيك اشي؟

-ما راح تأذيني مو هيك؟

-اكيد ما راح أأذيك...انت ما عملت اشي غلط

-بس ابي عمل..ابي كان معه سلاح بيدافع عنا...بعد ما اتوفت امي بسبب ضربكم

صمت سهيل حرجا من الطفل فالأمر معقد عند شرح انهم ليس منهم..حمل سهيل الفتى...ليتجه به الى داخل المنزل بينما لا تزال اعين سيلا تحلق في المكان الا ان احست بيد على كتفها ابتلعت ريقها لتدير رأسها فتجده...اصدرت هواءا كانت تحبسه ضلوعها ليقول متعجبا

-انتي اشتغلتي مخبر ولا ايه؟

-مستر وسام مش هتصدق اللي شوفته

-خير الله اما اجعله خير..

-انت بتتريق؟

بدأت الأبتسامة بالتوسع على ثغره قائلا

-انتي مش كنتي نسيتي السؤال الغبي ده؟...

بدى على ملامحها بعض من الضيق...لتقول وهي ذاهبة بأتجاه الداخل

-والله انت اللي بتطرني اسأل..وبعدين مش فارقة معاك تعرف

كادت ان تدلف الى الداخل الا ان اوقفتها كلماته

-لا بصراحة فارقة...معلش بس ديه عشرت حواديت..ده انا صوتي اتنبح وانا بفهمك

ابتسمت بسعادة...لتدير جسدها وتبدأ بسرد ما جعلها تبكي ...لتنتهي الحكاية ببضع دموع ساخنة على وجنتيها ليردف قائلا

-بصراحة مش عارف اقولك ايه....ومهما قولت مش هقدر أريحك

صمتت قليلا ...لتزيح الدموع التي أحاطت عيناها وتقول وهي تدخل

عالم موازيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن