عالم موازي
{30}
ظلت واقفة بدهشة لا تدري ماذا تقول...ابتلعت ريقها لتقول
-انت بتتكلم بجد
نظر لها ليقول ساخرا
-والمفروض اني لما احب اهزر هجيب كمية الورد ديه؟...
ابتسمت بهدوء لتقول
-ماينفعش
تصلب امام كلماتها ليقول
-هو ايه اللي ماينفعش؟
-ماينفعش انا مش مسؤولة نفسي..اظن انت معاك العنوان
اقترب منها ليقول
-ضاع مني
أمسكت بحاجاتها لتقول بأبتسامة
-انت عارف فين تلاقيه يا مستر ياسر
.....
مرت ساعات قليلة...ليجتمع الأربعة في غرفة وسام ...بينما كانوا يضحكون على نكات مهاب السخيفة...ولم تخلوا الجلسة من نظرات وسام لسيلا ..او نظرات مهاب لأميرة
....
كانت حبيسة غرفتها تتذكر نظرته لها ثم تبتسم من جديد..الا ان دخلت اختها لتلحظ عليها هذا الأنطبعا ثم تصيح بها قائلة
-ورحمة ابويا يا بعيدة انتي حصلك حاجة...بت اليلى ما تقومي وتعملي خدمة في اختك وتغسلي المواعين
لم تعيرها ليلى اهتمام بينما قالت اختها
-مش بقولك حصلك حاجة....خير الله اما اجعله خير لا تكوني بتحبي
نظرت لها ليلى فجأة لتردد خلفه هذه الكلمة "بحب"
زادت ابتسامتها هيام لتقول
-انا فعلا بحب
-يارب يعني انتي تحبي وتورطيني في المواعين ..يارب انت ادرى بحالي
قاطع دعائها طرق الباب لتقول بصوت مسموع
-جاية ياللي بتخبط....يارب تكون البت حنان ادبسها في المواعين
ارتدت ملابس لائقة بالمحجبات..لتفتح الباب وهي تنظر خلفها وتقول
-وطي التلفزيون يا عبدو
اعادت نظرها الى الشاب الذي كان يقف بهندامه...وبجانبه رجل كبير السن لتقول
-انا شوفت الس...
لم يدعها تكمل حديثها ليقول ساخرا
-السحنة ديه اتقرفت منك ...روحي يا بنتي اندهي ليلى اختك
رفعت احد حاجبيها لتقول
-اللهم طولك يا روح..اتفضلوا
دخلا الرجلان الى المنزل لتخرج والدتها من الغرفة وهي تضيق بنظرها نحوهما وتقول
-مساء الخير ..بت يا هبة مين اللي جه؟
نظرت للشاب لتقول بغيظ
-ده اخو البت المزة يا ماما وعايز ليلى
-طيب يا حبيبتي روحي اندهالها واعمليلها شاي
اومئت لها هبة..لتسرع الى اختها وتقول
-يلا يا ماما العريس برة
انتفض بدنها لتقول بهستيرية
-برة بيعمل ايه؟
-تفتكري جي يدخل الحمام ويمشي شايفانا فاتحين مطعم ما بلاش بقى تهور..البسي واطلعي...وانتي ضيوفك كتروا
ابتسمت ليلى بسعادة لتبدأ بأرتداء ملابسها...بينما تحضر اختها الشاي...جلست الحجة فتحية تثرثر معهم ..الا ان خرجت ليلى بكامل أناقتها ..أقتربت منهم لتسلم عليهم وتجلس بجوار والدتها ليتحدث الرجل قائلا
-يا حجة فتحية...انا بتشرف وبطلب ايد بنتك ليلى لأبني ياسر
ابتسمت الحجة فتحية لتربت على كتف ابنتها وتقول
-طول عمرها مرزقة وربنا بيحط قدامها ولاد الحلال...وانا موافقة يا سعادة البيه
أبتسم الجميع لتخرج هبة وهي تضع يداها على فمها وتطلق صوتا عاليا يلقب بــ{الزغاريط} لتقول ساخرة
-مش بقولك ماسورة عرسان فتحت في الحارة قريب؟
....
مرَّ شهرا تقريبا ليخرج الجميع سالما من المشفى...بينما تقنع سيلا شركة السياحة وحاتم بأنها لازالت تحتاج لوسام ومهاب معهما...أتجهت سيلا الى منزلها لتتجه اميرة الى والدتها بينما جلس وسام ومهاب في فندق بأمر من حاتم ...كانوا جميع يكتبون حكايتهم لقسمت وهم سعيدون بتذكر الذي مضى....أصبح ليلى وياسر مرتبطين تحت بند يسمى {مخطوبين}....بينما لازالت حياة تأبى ان تتكلم مع احد كان
...
أشرقت الشمس...لتستيقظ سيلا مسرعة كما وعدت نفسها بالليلة السابقة....بدأت بأرتداء ملابسها..وألتقطت بعض الأوراق لترتدي حذاؤها وتتسابق مع طبفها في النزول على الدرج...لتجد ان الأفطار محضر على المائدة من قبل الخادمات ابتسمت في ضيق لتتذكر عندما كانت هي تصنع الطعام لحالها ...أدارت رأسها يمينا ويسارا أعتراضا على الحال...لتخرج من الباب متجاهلة نداء الخادمات....صعدت سيارتها لتبدأ بالقيادة وهي تستمع لبعض الأغاني الأجنبية
"written on these walls
are the colors that I can't change
leave my heart open
but it stays right here in its cage"
أوقفت سيارتها أمام القنصلية المصرية....لتغلق السيارة ...وتترجل منها...تدخل الى القنصلية لتتنهد بحرارة وتتجه الى احد المكاتب قائلة
-أذا سمحتي يا سيدتي...أريد ان اخرج جواز سفر مصري
رفعت السيدة نظرها الى سيلا لتقول بعدم مبالة وهي تشير لأحد المكاتب
-ليس من اختصاصي
اومئت لها سيلا لتقترب من المكتب المطلوب ..فتقول بأدب
-اذا سمحت سيدي انا اريد ان اخرج جواز سفر مصريا
نظر لها الرجل ليقول بأبتسامة
-تقدري تتكلمي مصري
ابتسمت له ليقول مكملا
-بس ليه يا بنتي...ده انتي في نعمة
اضاقت عيناها لتقول بلهجة حادة
-لو سمحت عايزة الجواز المصري
ابتسم الرجل بسخرية ليقف من مقعده ويقيل
-اتفضلي استنيني..
جلست على المقعد المقابل لمكتبه ليأخذ أوراقها ويغيب بالداخل لساعات..الا ان ظهر الرجل من جديد ولاتزال بسمته الساخرة على وجهه ليقول
-حظك حلو...سهلولك الأجرائات عشان باسبورك الأمريكي...انا ما...
قاطعة حديثه لتقول
-فين الجواز؟
مد يده بالجواز لتسحبه هي وتقف قائلة
-شكرا ...بعد أذنك
لم تنتظر رده..بل خرجت مسرعة ها هي على أعتاب المجازفة
...
كانت قد اصرت والدتها على أحضاره لزيارتها..بينما رفض وسام متحججا بقول
"ديه ليلتك هيص..وارحم امي"
وقف أمام الباب وهو يرتجف من الخوف...الا ان فتح الباب لتظهر هي من خلفه وتقول بضيق
-ماما محلفاني مش اكل غير لما تيجي وانت كنت ناوي تفكر تخبط ولا لا؟
ابتسم بهدوء ليقول
-الحجة ديه انا بحبها اوي اوي اوي
-طب ادخل ادخل
دلف الى المنزل ليجد والدتها تترأس المائدة...ليقترب منها ويقبل يداها ...ابتسمت لتربت على شعره بحنان...أخذ الأثنين مقعدا ليجلسا عليه ليبدأوا بتناول الطعام والتثامر في نفس ذات الوقت...مرت ساعة لم تخلوا من الضحكات العالية اثر نكات مهاب ...ليقف من المائدة قائلا
-الحمدالله ...تسلم ايد حضرتك يا...
قاطعته والدتها لتقول بحنان
-قولي يا ماما..أظن اني شبها مش كده
ابتسم بطفولة
-طبعا
وقفت أميرة لتقوده الى الحمام....غسل يداه...ليخرج وتلقي عليه المنشفة وتدخل هي ليقول ساخرا
-بتعمليني معاملة حقيرة اوي على فكرة
اتاه صوتها من الداخل
-عشان تفكر انك تتأخر تاني
صدرت ضحكة من بين شفاهه..لتخرج وتسحب من يداه المنشفة ..وتتجه الى غرفتها بينما تقول
-تعالى في بلكونة حلوة اوي
ذهب بأتجاهها..ليدخل الغرفة قائلا
-دستور يا اهل الأوضة
-أدخل يا مهاب
-اسمي استاذ مهاب بالنسبالك...وخصوصا بعد العلقة اللي اخدتها
-انت هتفضل فاكرها كده كتير
-وهي ديه تتنسي يا بنت الناس
ابتسمت بهدوء لتقول
-هروح اجيب الشاي يا ابن الناس الطيبين
اومئ لها لتخرج من الغرفة...ويقترب هو من المكتب ليجد ملفا أغراه شكله ..وعنوانه "سفاح القلوب"..يا له من معنى عميق ..لكنه لم يفهمه..فقرر فتحه...كان يتجول بين طيات هذا الملف وهو يبتسم ببلاهة..الا ان اتت ووضعت الصينية على المكتب لتقول بصوت مرتبك
-ممكن افهمك؟
رفع عيناه من الملف ليضع على المكتب بأبتسامة قائلا
-تصدقي اني طلعت اهبل اوي؟...
-مهاب انت لو سمعتني هتفهم
-انا لو سمعتك هتهبل...مش ده الورق اللي اتسرق؟؟..طلاما معاكي دليل ليه مرفعتيش بيه قضية؟..ولا ابنك فعلا ما بقاش فارق
صمتت قليلا..ليبتسم هو ببلاهة...ويكاد يمر من جانبها لكنها تمسك بيداه وتقول وعيناها تملأها الدموع
-يمكن عشان لو اترفع بيه قضية انا اللي جبت ابن ومات..ممكن اموت وساعتها مش هعرف حتى اجيب حتة منه...وهو اللي قدامه الجنة والنار..هيختار النار مهما كانت ذنوبه؟
....
أوقفت سيارتها الفخمة في غابة صغيرة...لتترجل من السيارة وهي تحمل حقيبتها...جمعت بعضا من الخشب...لتضعهم بجانب بعضهم البعض...وتمسك بكبريت احضرته معها...وتلقي بالعود على الخشب كي يشتعل..وتهب النار فيه...لتقول بأبتسامة
-على الأقل الكشافة جابت فايدة
أخرجت من حقيبتها جوازها الأمريكية لتنظر له وتقول
-أكتر حاجة ماتوقعتش انها تحصل في حياتي...بس جه الوقت انها تتنفذ
مرت ثوان عدة لتبدأ أصابعها بالأنسحاب من غلاف الجواز..ليبدأ بالتساقط تدريجيا..الا ان سقط في بحر النار ....كانت تنظر الى صفحاته التي تتحول الى رماد ..لتمر دقائق وتأكله النار متلذذة...أبتسمت بفخر على حالها وتقول
-It's gonna happen either ways
........
أمسكت بهاتفها لتطرق عليه ويظهر اسمها...وضعته على أذنيها لتقول بصوت باكي
-سيلا ممكن تيجي؟
-طبعا..بس في ايه؟
-لما تيجي لأن شكل الموضوع طويل
...
فتح باب الغرفة ليدلف اليها..ويصفع الباب بقوة خلفه...جلس على السرير...ليلقي برأسه بين كفيه...خرج وسام من الحمام ممسكا بمنشفة قائلا
-مالك حارق في نفسك اوي كده...ايه مخطوبة ولا ايه؟
رفع مهاب نظره لوسام ليكتشف ان دموعه تجمعت في عيناه أقترب منه وساام بقلق ليقول
-طب فهمني يلا في ايه؟
بدأ مهاب بتمتمت بعض الكلمات ليرتفع صوته كل دقيق بـ
-طلعت كدابة...كدبت عليا يا وساام...يعني كان في ورق اهو؟
نظر له وسام بتعجب ليقول
-ممكن تفهمني كدبت في ايه وورق ايه ده؟
ابتسم مهاب بسخرية ليقول
-لا بقى ...اللي ستره ربك مش هفضحه يا وسام..خلاص هانت كلها كام يوم وكل واحد يرجع لحياته الطبيعية...انا الصايع اللي بيهزر..اللي كل يومين تلاتة في المحكمة..وانت الحقاني الوطني اللي كل يومين تلاتة تاخد بلوك بسبب أعتراضك على ناس مهمين...وكل واحد يرجع لأصله
انهى عبارته..ليقف من جانبه..ويبدأ بخلع قميصه..ليصبح عاري الصدر...يلقي القميص على وسام الذي أردف متأملا
-بس انت مش عايز ترجع لحياتك يا مهاب....انت مش عايز تتمرمط في المحاكم من جديد صح؟
ابتسم مهاب ليردف ساخرا
-المحاكم بقت عشرة خلاص...
-مهاب انت بتحبها وماتنكرش
ألتف مهاب لوسام ليقول بغضب عارم
-اه حبيتها وخلاص مش هنهيص ما انت عارفني مدلوق على روحي طول الوقت مش اول ولا اخر واحدة
-لا يا مهاب هتبقى اول وأخر واحدة...عشان انت اتحرقت لما كدبت عليك غيرها عادي بيس مش مشكلة....وبعدين ما تفهمها ولا انت تور وخلاص بيشوف ومابيسمعش؟
أقترب منها مهاب ليسحب قميصه من بين يداه ويرتديه من جديد قائلا
-ايوة انا تور...وحش يا سيدي محدش له علاقة بيا تاني خلاص
اتجه مهاب الى الباب ليردف وسام ساخطا
-لو هتخرج وناوي تسهر برة ياريت ماتنساش تيجي بكرة المؤتمر...عشان على الأقل الشملولة ماتزعلش...واه...ابقي حاول تفكر في حوار مزيل العرق ده هيوفر عليا وعليك كتير
ابتسم مهاب بهدوء...ليقترب منه وسام ويضع يده على كتفيه ويقول
-لو ماكنتش بتحبك ماكنتش هتقف تشرحلك يا مهاب...
......
هل الليل على المكان...لتنزلق في فراشها وتضع عليها الغطاء..تغلق عيناها لتجد صورتها وهي تلعب وتقول
-تعي ألعبي معي
ابتسمت لتسقط دمعة حارة على وجنتيها ...لتحس بأحد يربت على وجهها..كف صغير الحجم....فتحت عيناها لترى عيناه منتفختان...ويبدوا عليه عدم النوم لأيام...نظرت له بحاجبين مرفوعين ليردف
-اذا سمحتي ممكن أنام حدك؟....حلمت حلم بشع وكانت هي بتاخدني حدة
ظهرت ابتسامة صغيرة تكاد ان ترى على وجهه...لتفتح ذراعيها فيقفز هو بمرح داخل عناقها ...ليقول بصوت هادئ
-كنت كتير بحبها...وكنت احكيلها هيك..تقولي أذا كبرت وتزوجتني راح أحبك اكتر من هيك...وكانت تحكيلي اذا كبرت وضليتك بتحبني متل عمو سهيل ما بيحب حياة راح نتزوج دغري
قطبت حاجبيها لتديره لها ثم يردف ببرأة
-ايه عمو سهيل...كان كل يوم بيحكلينا انه كان بيحب بنت اسمها حياة وهي عم تحبه...بس لما انتي جيتي ...كان نسمعه بليل عم يصرخ..ويقول..انها رجعت وهيك
اومئت له حياة لتظهر ابتسامة على ثغرها لم تبتسمها منذ فترة
رفعت نظرها الى باب الغرفة لتجده يمسك بلوحة مكتوب عليها
"بدك تلعبي عريس وعروسة؟"
اتسعت عيناها ليرفع لوحة أخرى مكتوب عليها
"بتتزوجيني يا حياتي؟"
ألتف لها الطفل ليهمس لها قائلا
-ما تضيعي الأشي اللي انا ضيعته
ابتسمت على كلمات الطفل لتدمع عيناها فيتجه لها ويعتصرها في عناقه المطول لها
.....
جلست على السرير المقابل لها من هول الصدمة لتردف بدهشة
-دايفيد؟...أزاي..طب ليه؟
اقتربت منها اميرة لتقول بحدة
-عشان هو بني أدم براس كلب ...تخيلتي يعني ايه ام تقتل ابنها
-وليه ماحكتيش قبل كده؟
ابتسمت اميرة بسخرية لتقول
-عايزة تفهميني انهم هيصدقوا بنت صحفية مصرية وهي بتتبلى على اكبر رجال الأعمال واوسخهم؟....ليه انتي فاكرانا فين يا سيلا
ابتلعت سيلا لعابها لتقول
-معاكي الورق؟
ابتعدت عنها اميرة لتقول بخوف
-مش ناوية تعملي بيه حاجة صح؟؟
ابتسمت لها سيلا لتقول بسخرية
-ماتخافيش اللي قدامك مصرية مش أمريكية
أعطتها اميرة الأوراق وهي تنظر لها بريبة مما قالته...صمت يعم المكان لدقائق ثم تردف سيلا
-ده ورق يفضح أهله مش هو بس
-ديه خلاصة الخمس سنين اللي اشتغلتها...سيلا دايفيد عرف اني رجعت ..ومهاب اكتشف ان معايا الورق
وقفت سيلا من مكانها لتتجه الى حاوية القمامة وهي تقول
-الورق ده جه عليكي بخسارة...دلوقت بس عرفت احنا ليه بنمشي من كل بلد بدري عن الشهر...اميرة نصيحة دايفيد مش عايزك...ده عايز الورق اللي انتي مخبياه..
وقفت اميرة بسرعة لتقول
-خلاص نخبيه في حتة تانية بس فين
امسكت سيلا بحقيبتها لتخرج مقود النار وهي تقول
-حاليا انتي لو هتخبيه يبقى بتخبيه فبلده....فمقدمنا غير الحرق
أمسكت أميرة يدا سيلا لتقول بدهشة
-وافرضي الحق ظهر وقدرت اودي الورق ده مش هلاقيه بعد كده؟
نظرت لها سيلا بسخرية لتقول
-خلاص الحق مات وصلوا عليه....ماتبقاش غير الناس اللي لسة مؤمنة بالحق ودول مسيرهم يموتوا في اي مجزرة من المجازر اللي بتحصل
أبعدتها سيلا برفق لتشعل المقود وتقربه من الورق...كي تبدا النيران بأفتراس سطور كتبتها هي في اشد الآلم
....
يمشي في الشوارع لا يعلم اين سيذهب..تتلاقى عيناه مع الناس الذين يبتسمون له...لكنه يشمئز منهم...ليس لكرههم لكن لوهلة تذكر حارته القديمة...الأبتسامة التي تزرع بذور الطمأنينة بداخل كل مار..حتى وان كان غريب...نظر الى الأعلى ليجد لوحة أعلانات يكتب عليها كلام بالخط العريض...أعلان عن مؤتمر الغد...أحس ولو لوهلة ان هذا المؤتمر...سيغير فكر الكثير..لكن الفكر هو اول أحجار النجاح...اذا لم يتم بناء سوى الفكر من سيكمل الباقي ؟؟؟
......
كانا يقفان أمام صف طويل...تمسك بيداه وعلى وجهها أبتسامة كبيرة...بينما تقف أختها ورائها وهي تتابع خطوات الناس...أقترب منها ليقول
-كل سنة وانتي معايا يارب
ارتسمت البسمة على وجهها الصغير لتقول
-انت عرفت ازاي؟
-مش المفروض انك مراتي ولا انا اللي بيتهيألي
نظرت له لتقول محاول أيغاظته
-لا انت بيتهيألك
اقترب منها اكثر ليقول
-هرجعك على اقرب طيارة
-ولا يهزني
كاد ان يقترب اكثر...الا ان وضعت يد بينهما لينظرا لها وهي تقول بأشمئزاز
-ايه يا حج ماتلم مراتك ...مش عندكوا بيت ولا انتوا فالحين تقرفوا خلق ربنا وخلاص
اتسعت عيناه ليقول
-انا هموت واعرف انتي ازاي دخلتي طب يا هبة...الصراحة انا مزبهل
أزاحتهما بيداها لتقول بتكبر مصطنع
-اسمي انسة هبة يا حضرة...ماتنساش لولا زني كان زمانكوا أخركوا خطوبة
أقترب منها ليقول ساخرا
-وعشان كده نتيطيلي في شهر العسل صح؟....كاتك القرف
-لولة خلي الشمهندز يحترمني يا أما هطلق عليه الجنونة
اقتربت ليلى من ياسر لتقول منبهة
-بلاش يا حبيبي جنونتها مش كويسة وانت عريس
-كاتكوا الهم
ألقت هبة جملتها لتجد نفسها أمام رجل الجوازات وهو يبتسم لها...أزاحها بيديه وهو يقول
-سيبي الشغل للي بيفهم يا بنتي
....
أمسكت بهاتفها وهي لاتزال تقود...لتضغط بعض الأرقام وتضعه على اذنيها قائلة
-سامي...انا عايزاك تدور قدام الفندق بتاع الشباب على مهاب...وتفهمه أصل الورق
ابتلع سامي ريقه ليقول
-ورق ايه؟
-ورق اميرة
-انا ماليش علاقة بورقها
-سامي...في بقعة لاتيه على الورق...كويس انها ماشفتهاش
ضرب بيداه على جبهته ليقول
-اوبس
-يلا بسرعة
اغلقت الهاتف وعلى وجهها ابتسامة حرة....لتوقف السيارة أمام منزلها..وتترجل منه...السيارة...لتدلف الى منزلها..كادت ان تصعد الدرج لكنها لمحت ضوء اصفر في مكتب والدتها ...أبتسمت بسعادة...لتركض الى المكتب وتفتحه لتجد بالفعل والدها يجلس ويحاط بالأوراق وبين أذانه سماعة يحدث بها شركاؤه...صرخت بسعادة قائلة
-داد....وحشتني
ابتسم لها....ليشير بيده لها بمعنى "بعدين"
همد جسدها من حركته...لتغلق الباب خلفها..وهي تبتسم بسخرية متمتمة
"يعني كنت فاكرة انوا هياخدني بالحضن ما اكيد هيعمل كده"
.....
كان يسير بالسيارة ..وهو ينظر الى كل اتجاه محاولا العثور عليه...الا ان لمحه من بعيد يقف أمام احد المحلات وينظر لها بأبتسامة على وجهه..اسرع له ليوقف السيارة أمام المحل ويفتح النافذة قائلا
-مستر مهاب لازم نتكلم
التف له مهاب لتتقلص ملامحه ويقول
-انا ؟؟
-اكيد حضرتك
اومئ لهه مهاب..ليصعد الى السيارة معه$G
اتفضلوا جزئين بالتمام والكمال
بوصوا بقى الجزء الاخير مكتوب ومتحضربس طلب صغير عايزة اللي يكتب كومنت يكتبه في شرح لأحداث الجزء ولو ان شاء الله توقع واحد
بس عشان نقفل القصة على خير
الجزئين ماتنسوش
يأما هنخلي الجزء الأخير للمرة اللي جاية وأظن محدش هيوافق
فدمتم متشوقين الساعات ديه10 بليل
بتوقيت السعوديةيعني 9 بليل
بتوقيت القاهرةهتنزل القصة وشكرا
VOTE&COMMENTPLZ
ENJoY<3
أنت تقرأ
عالم موازي
General Fiction" عندما تعيش الموقف...يبدأ عقلك بأحياء قلبك الذي بدى مستكين..لتبعث روح الأنسانية فيك..و هذا ما جرى لي...في عالم موازي بقلم سيلا " ........................ هذه القصة لا تنتمي لكذبة تسمى السياسة وليس هدفها التحريض لأي جهة سياسية "This story is fictio...