{29}

511 30 7
                                    

عالم موازي

{29}
الأسود هو أساس كل بيت عُمِّرَ في فلسطين...فليس للفرح مكان بجانبه....أما ان ترى وجوه الناس محاتطا بشريط أسود او ان تراك الناس محاط بشريط اسود
....
جلس الجميع في الغرفة ينظرون الى الا شئ...تركض الدموع على جبال وجوههم دون ان يعارضوها...لم تتحمل الوضع...فالجميع راقد دون أعتراض دون بلاغ....أحست لوهلة انهم لا يهتمون..وقفت من جلستها لتقول بحزن طاغ
-مش هتعملوا حاجة؟...خلاص قبلتوا بالوضع انهما ماتوا يوم فرحهم...
كانت أميرة تحاول سحبها من يداها كي تجلس ..ولكنها أبت وثبتت نظرها على الشيخ حمدان الذي وقف وقال
-ما تخيلي لنفسك انك ببلد ديموقراطية...وكل الناس اليها الحق بأنها تعارض وياخدوا بأعتراضهم حكم...أنتي ما انك في بريطانيا ولا أمريكا..انتي هون بفلسطين...بلد محكوم عليها بالأعدام في لعبة شطارنج العالم...لكن أذا قرر العرب انهم يساعدون ممكن نبقى بلد مع وقف التنفيذ...بعيدها عليكي انتي هون بفلسطين
صمتت الأجواء من جديد...ليقول الشيخ حمدان وهو يتجه الى غرفته
-كله على غرفهن...ما في عندنا سهر اليوم
مرت خمس دقائق ليدخل الشيخ حمدان غرفته...والجميع يجلس وهم لايزالوا مندهشين...سقطت دمعة حارة الكيان على وجنتيها...فاليوم كان من الممكن ان تكون هي الضحية...أصبحت الحديقة مكانا هالكا ...أقتربت منها سالي لتمسكها من ذراعيها وتحتضنها بقوة...بينما كانت هي الأخرة تبكي ..على فقدانها ابنة عمها العزيزة وأخاها...أبتلعت أميرة ريقها..لتقترب منهما وتربت على كتفيهما..لتقول بهدوء
-يلا ننام...مفيش حاجة هتنفعهم غير الدعا
أومئت سالي لها ليبدأوا بسحب سيلا التي لم يظهر على وجهها السعادة البتة...تتكاثر الصور التي جمعتها في عقلها....لتكتشف ان الموتى كثارا من جميع انحاء العالم...لكن المسبب واحد..حتى وان لم يكن واضحا...أستبدلن ملابسهن...ليناموا جميعا في غرفة واحدة فتردف سالي بأبتسامة آلم
-لك راح أشتاق لنقيرها...ما بعرف كيف راح نضلنا هيك من دون روحها
صمتت سيلا لتبتسم اميرة بهدوء ويعاد في ذاكرتها اليومان السابقان...جلست سيلا على فراش دارين...ليبدأ جسدها بالأرتخاء عليه...أغلقت عيناها لتظل أوجههما تطاردها..ظلت هكذا لساعات عدة...الا ان احست بأنتظام الأنفس في الغرفة فتحت عيناها ..لتجلس نصف جلسة على الفراش...تلتقط حاسبها الآلي...وتبدأ بفتحه....أعتبرت شاشته الزرقاء كأطار لذكراها......كيف كانت أبتسامتها تتسع عند تكذيبهم...هاهي الأن تقف في صفهم...ستمر الأيام وتعود خالية لم تكتب حرفا في المقالة...مقالة ستنزع شعور الرحمة من الناس...فتحت صفحتها الخاصة على المواقع التواصلية....لتعيد على ذاكرتها ما كانت تفعله في الماضي.....من كان يتوقع ان هذه المعارضة القوية ستغيير رأيها في رحلة؟...أغلقت الصفحة ...لتأخذ قرارها اما الأن او للأبد...ظلت تبحث على الشبكة العنكبوتيه...لمدة تزيد عن ساعة ونصف...الا ان وجدت سبيلها..ابتسمت بهدوء..لتغلق الحاسب..وتقف على اطراف أصابعها كي لا توقظهما...أخرجت من حقيبتها ملابس ترتديها..لتدلف الى الحمام ..وتبدل ملابسها أحست لوهلة انها تبدل عالمها بقطعة ملابس...خرجت بعد عدة دقائق...لتمسك بحقيبة ظهر ..كانت قد أحضرتها معها...وضعت فيها الحاسب ...وبعض من ملابسها...لتنهي ترتيبها بوضع العدسة..تنهدت بضيق لتمسك قلم وورقة وتبدأ بكتابة بضع كلمات للأحتياط...وضعتها بجانب فراشها..لتخطوا الى خارج الغرفة...وقفت في منتصف المنزل وهي تترقب اي امر من عقلها....لتقول بصوت هامس
-اكيد اوضة في الزاوية...او ممكن اللي في النص..لا لا هي اللي في الزاوية..
أطلقت تنهيدة حارة لتحسم قرارها..وتتجه الى غرفة في الزاوية...رفعت يداها وكادت ان تطرق الباب لكنه فتح...خرج هو منه ويدير رأسه ويحدث مهاب قائلا
-مهاب بطل غباء شوية...
ادار رأسه ليتفاجئ بها وعلى وجهها أبتسامة بلهاء ليقول
-خير الله اما اجعله خير انتي عاملة في روحك كده ليه
-ممكن أكلمك؟؟

عالم موازيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن