ضحيتي الاخيرة...أبي!

74 8 2
                                    

احبس نفسي في هذا الظلام الدامس لاكثر من اسبوعين .
الهواء في حاجة للتجديد ، اكاد اختنق ولكني لست خائفا من الاختناق !
والمعلبات على وشك الانتهاء!
وكل يوم في الوقت نفسه ، استمع لطرقات باب غاضبة .
انه بالتأكيد ريك .
اتسائل ماذا حدث لجولي.؟ اتسائل ان شعرت بحقارة البشر.؟
اتسائل ان حدثها ريك عن السبب!
هالات السواد في عيناي ، ويداي اللتان ترتجفان بلا معنى !
اشعر بأن روح اختي لا تفارقني!
ولكني الوحيد الذي تم تركه! ولا اريد استوعاب ذلك .
امي ..اختي..ارجوكما خذاني بين احضانكما!
فمن تبقى لي غيركما في هذا الكفاح الذي لا معنى له.؟
وقفت بصعوبة وجسد منهك ، تقدمت للمطبخ ووضعت يدي على الدرج الذي يحتوي على كل ما هو حاد للقطع .
اخرجت سكين بلطف ، نظرت اليها...اشعر بأن السائل الدافئ الذي يسمى بالدم..لا يزال على قدمي ! دماء اختي !
تقدمت ..ذهبت الى حيث قُتِلَت اختي ! الى حيث بات جسدها جثة فوقه !
رفعت السكين بكل هدوء .. اطلقتها بكل قوتي لتخترق بطني ..ولكنها لم تفعل! ولكن هناك دماء بالفعل ! لا اشعر بالالم ..من اين تلك الدماء،؟
نظرت الى اسفل لارى يد متشبثة بي ، صرخت خوفا..اشعر بسائل على ظهري .. نظرت خلفي لاجدها .. فتاة القانون!
اسقطت السكين .. كياني يرتعش وكل قطرة من دمي اشعر بها كوقود للنار الذي بداخلي .
جثوت على ركبتي.. قلت محاولا التمسك ببرودتي :

"..يداك...يداك.."

تشبثت بي بشكل اقوى ، اشعر بأنفاسها .

"...لا عليك .. لا عليك ! لا عليك يا وايل.."

شعرت بإبتسامة منهكة تتغلغل في صوتها .
وضعت يدها على عيني بكل لطف .
عضضت على شفتي السفلة وحطمت سداد الماء المالح في عيناي ، توردت وجنتي والدموع تتساقط بكثره وبغزاره ولم تعد يداي قادره على الحراك..انا استسلم لها !

"..انا آسف .. انا آسف ..."
----------------------------------------------------------------------------------
"..هل يداك بخير الان؟؟.."
ابتسمت جولي ابتسامة انتصار .
"..بالطبع! من تظنني يا هذا.؟.."
ابتسم وايل بدوره ،
احس وايل بشعور غريب...لم يعد يشعر بالحاجز الذي بين جولي وبينه .
احس بحنان .. حنان شخص ليس غريب عليه ، من تكون جولي هذه.؟
"مرحبـــا !!!!.."
نظر وايل خلفه بتعجب شديد ، قال :
"انتم .. ريك ، الطبيب هارو! وتوما ايضا؟..لماذا انتم هنا؟.."
ظهرت ملامح جدية على وايل بعض الشيء .
"..مرحبا سيدة وايل!.."
هارو بمرح . هل هو حقا طبيب.؟
"..سيدة.؟.."
رد عليه وايل بغضب ! ايظن نفسه مرحًا.؟
"..ماذا تفعل عندك؟ ايها الاحمق ! حبسك نفسك لن يفيد !.."
حدثه ريك بغضب وابتسامة .
"..لا اعلم سبب وجودي بالضبط ! ولكن الشيء الوحيد الذي اعرفه ان مافعله والده امر لا يغتفر.."
قالت توما .
قال وايل بتعجب وتردد :
"..اذن جميعكم تعلمون..ماذا حدث؟.."
ابتسمت جولي وصفعت بكف يدها على الطاوله بحماس واشتعال :
"..مؤلم! اقصد : مالذي سنفعله الان ، اذا حاولنا الانتقام الان سيضع حجة وهي اننا هاجمناه بلا سبب وبدافع القتل ! فالايرل بكلمة يستطيع كسب ثقة الجميع.."
قال وايل بتعجب بقصد الاستهزاء :
"من كان يتوقع ان يظهر كلام بهذا الذكاء من فتاة مثل فتاة القانون!.."
ردت جولي بغضب :
"..اخرس!.."
--------------------------------------------------------------------------
بينما اتسلل ، جولي وتوما يغويان الحراس ويصرفان انتباههم .
ركبت المصعد وذهبت الى حيث مكتب أندرياس .
بينما هارو ذهب لشركة الكهرباء ، وليتحكم بالشاشة .
ارتديت قبعةً وذهبت مسرعا لمكتبه .
جميع الحراس قد سقطوا في فخ توما وجولي !
"..جيد!.."
قلت .
توقفت امام مكتب الحقير .
فتحت الباب بهدوء وفي داخلي صخب لا يتوقف .
رحب بي بعد ان وضعت قدمي في نطاق الغرفة :
"..اهلن بك .. عزيزي وايل.."
تقدمت ، اجبتُ :
"..اهلن ... والدي.."
كان جالسًا على كرسيه ، وظهر الكرسي موجه الي ، كرسي مصنوع من الجلد؛ اعتقد!
التف الكرسي ليصبح ناظره امامي ولتلتقي عيناي به .
"..والدي .؟ ظننت انني لن اسمعها طوال حياتي! هاهاهاهاها!.."
وبدأ بالضحك بإستهزاء وبرود شديد .
"..انها المرة الاخيرة ، صدقني أندرياس !.."
ابتسم ، تسائل :
"..ماذا تظن انك تستطيع فعله.."
اجبته بهدوء وانا مخفضٌ رأسي :
"..لا شي...لا شي ، ما سيحدث ببساطة ...انت ستكون سببه.."
اجاب :
"..اسوف تستغلني؟."
ابتسمت بخباثة :
"..لا بالطبع.." صمت واخرجت سكينا بخطوط حمراء ، اردفت :
"..لا بالطبع ، انها السكين التي قتلت بها امي ! احتفظت بها !.."
توسعت عيناه ، اجاب ببرود :
"..اذن سوف تسلمها للشرطة لان بصماتي عليها ، انه ما يسمى الاستغلال ! مالذي سوف تدعني افعله ؟ لحظة لحظة ! هذه السكين تلوثت بالبصمات ! كيف؟.."
ضحكت بخباثة :
"..ههه.." قلبت السكين ليظهر جانبها الاخر ، اردفت :
"..ماذا عن...بصمة ابهام من دم في السكين.؟"
---------------------------------------------------------------------------------
لقد غضب وسألني ان كنت شارلوك هولمز ؟ بقصد الاستهزاء ! ضحكت ، هددته وجعلته يلحقني حتى الوصول للسطح ، ولكن وجود المطر كان علة لذا وضعت السكين في علبة وادخلتها .
"..ايها الحقييير اعد لي اوراقي !سوف تتلطخ بالمطر.."
لم يكن ليهتم بالسكين ، سيهتم بأوراقه التي جعلت ريك يسرقها مسبقا !
"..هل تريدها ؟.." ركضت اليه وتزحلقت ارضا بجانبه ومررت بجانب قدمه وابتسمت بخباثة ووقفت مسرعا وبدأت بالضحك بهيسترية .
عدت للخلف ، وكان يتقدم الي اكثر ، كم هو ساذج عندما يتعلق الامر بأوراقه التي تخص جميع ماحدث لايلي من مقتل ولامي ! ولكونه منحط قاتل .
عدت للخلف اكثر .. اقترب من حافة السقوط اكثر . ويقترب هو .
بشعري المبلل وملابسي المببلة ، واصابعي التي تنزف .
قلت له :
"..من قتل امي .؟ انت صحيح.."
صمت ولم يجاوب ، سألته مجددا لم يجاوب .
وقفت وجسدي يكمن خلفه الحافة ، واقترب هو .
"..وايل ايها اللعين !! هيا عد الى هنا ولا تستفزني بهذه الاشياء الغبية!.."
اجبته ببرود :
"..لماذا قتلت امي .. وايلي ايضا .. لتمت مثلهم فقط!ولكن .. تعذب.."
قال بعصبيه وترجي :
"..اعتذر اعتذر ! هيا الان اعطني الاوراق والسكين.."
اغلقت عيني .. ونبضات قلبي غير مستقرة .
رفعت الاوراق التي بيدي اليمنى .. رميتها من اعلى السطح .
اخرجت المسدس ، وجهته لأندرياس :
"..لماذا قتلت امي..واختي؟..".
اجاب بغضب وصوت يتعالى :
"..كان يجب علي فعل ذلك ! من اجل العالم.."
عندما انتهى من كلمة العالم ..بدأ بالضحك بهستيرية كالمجنون ! شعرت بالخوف ! شخصيته التي ظهرت عندما قتل امي ها انا اراها من جديد !
تقدم الي ووضع كلتا يداه على كتفي وبات يهزني :
"..الا تفهم ذلك ؟ من اجل التغيير ! من اجل العالم كله ! بالتأكيد سوف تتفهمني وايل عزيزي.."
اخرجت السكين بيدي اليسرى وطعنت يده بها ، قلت بغضب :
"..لا تلمسني!!."
تقدم الي بوجه مخيف كشيطان وامسكني من كتفي بقوه شديده عندما حاولت العودة للخلف ، زلقت قدمه وسقط فوقي وسقط كلانا من اعلى السطح ...لم اسمع سوا كلمة واحدة .. وهي :
"..ايها الحقير البغيض..!!" .

عندما نعبر النجومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن