صباحٌ تحول لليلة دموية .

90 9 4
                                    

"..مالذي تفعله هنا...ريك.."
كم يكره وايل اللقاء بأشخاص يعيدون ذكرى الماضي له !
احس ريك بغباء سؤاله ، اجابه بعتاب :
"..تتسائل مالذي افعله هنا ،؟ هممم لماذا قد آتي للمدرسة.؟"
اشاح وايل بنظره بعيدا عن ريك ، قال :
"..هممم ، لماذا اتيت ؟ ما بتغاك.."
اشاح بدوره نظره الى السماء . قال :
"..كم اعشق السطح هنا! ، جئت لآخذ ايلي .."
توسعت عيناي وايل ، نظر بعين تحاول مجاراة الغضب لبيتعد عن التهور .زفر بعصبية وقال بحدة :
"..لن يحدث ذلك .. لن يحدث ذلك! لانه عندما يحدث سيكون موعد ساعتك انت وهو ! ساعة الموت.."
شهق ريك ببلاهة ، قال :
"..مخيف مخيف ! اهدئ اهدئ ! هل ستقتلني حقا؟.."
زفر وايل بخشونة ؛
"..في حين تأخذها من بين يداي ، بالطبع سأفعل ! .."
---------------------------------------------------------
---------------------------------------------------------
"..لا تلحقني !.."
رد ريك على وايل الذي بات يخرج هالة سوداء من اكتافه :
"..لماذا؟ اريد رؤية ايلي.."
بدأ ريك بالتذمر والترجي حتى وصل كلاهما للبيت .
"..لقد عدت ايلي عزيزتي.."
حركت يداها الناعمة وامسكت بمقبض التحكم الخاص بكرسي المقعدين .
التف الكرسي بالكامل لوايل وريك .
"..مرحبًا بعودتك اخـــــ.."
ظهرت الدهشة والتعجب الشديد على ايلي .
باتت عيناها مصبًا للدموع المالحة .
ابتسم ريك ، قال بحنان مؤكدا على تشبيهها :
"..مرحبًا ايلي ، لقد عدت من اجلك.."
جرى ريك متجه لايلي وضمها بين احضانه .
"..اخي ريك .. اخي ريك.."
-----------------------------------------------
سابقا قبل عدة سنوات ، كانت امي جل ما تبقى من عائلتها ، كان اسمها :
((روجين جاكستن)) .
كانت امي اجمل ما في حياتنا .. استطيع القول انني كنت اعيش لاجلها!
ابي كانت له مكانة عالية ، اممم كان يلقب بالايرل ! عندما كنت صغيرًا عجزت عن معرفة معناها .
ولكن كنت اؤمن ان ابي يستحقها ، ولكن عندما نضجت ..عَرَفْتُ انه لا يستحق ان يعمل مهندس نظافة !
اما امي فقد كانت الكونتيسه ، ولكن لم تكن تهتم ! لقبت بهذا اللقب لكونها زوجة الحقير أندرياس .
عندما توفت الملكة وهي تلد ابنها ، الامير الرابع ! عم المكان فوضة والبلاد ! فكيف لارحم مخلوقة على البلاد ان تموت ولا زالوا لم يشبعوا من كرمها.؟
عندها قرر الملك ان ترضع امي هذا الطفل؛ كي يحافظ على حياته فهو اخر ما اهدته الملكة لهم!
ذلك الفتى كان الامير :
((ريك))
لهذا اصبح ريك اخي بالرضاعة ، واستمر بالعيش معنا واللعب والاستمتاع وتفويت الواجبات التي عليه ، حتى جائت الفاجعة واختفينا انا وايلي .
ولم نعد نسمع اي شيء عنه !
ابي قتل امي ، بالطبع ليس بيداه ! ولكن المتهم كان ابنها ، انا !
تمت تبرئتي بصعوبة...ولكن هروبي اثار الشكوك عندها عاودت المحكمة فتح الملف ، وبعد ظهوري كـــ :
((عابر النجوم)) تم وضعها في ملف جرائمي ! جرائم وايل هيرميس .
اما الان .. وجودي زائف ، عائلتي مجهولة ! وحتى اسمي لا وجود له ، انا زائف تماما !
لا وجود لــــوايـــل جــاكــســتــن في هذا الكون .
------------------------------------------------------------------------
"..لتبدأ بالعملية من فضلك ، جون.."
انزل رأسه معلنًا عن طاعته ، وخرج وبيده سكين حاد قطعت الهواء بدورها .
------------------------------------------------------------------------
"..هل ستفعل هذا كل يوم حتى آتي مغصوبًا للمدرسة.؟"
يعاتب وايل وبخشونة ريك ، قرر ان لا يحضر الدروس اليوم! ولكن ريك رفض واخذه معه .
"..هدئ من روعك! لنستمتع فقط وايل !.."
اردف :
"..لتسعد انك تمشي الان مع الامير ريـــ.."
نظر وايل لليمين معبرا عن عدم اهتمامه .
"..هذا الطفل الحقير !.."
توقف وايل قليلا واتبعه ريك بالمثل .
"..الطبيب هارو.."
توسعت عينا ريك ، قال :
"..عمك.؟؟!"
رفع هارو يداه بقصد تحية ريك ووايل . قال :
"..مرحبــا وايل ، وريك ايضا.."
دعى هارو وايل وريك للمطعم ، بالرغم من الحصص ! قال لهم انه شي ضروري .
على الرغم من كونه مهما كثيرا ، الا ان القلق لم يتزحزح لعيناه ابدا ! ولم يكن يخشى كثيرا ماقد يحدث!
تحدث الفتيان مع الطبيب لمدة ، حتى حان الوقت لقول الامر .
"..وايل ، ريك .. أندرياس بدأ بالتحرك ، لا اعلم ماذا قد يفعل ولكن من الافضل ان لا تذهب للمدرسة وتهتم بنفسك وبأختك.." .
لم يكمل جملة اختك حتى توسعت عينا وايل ووقف بفزعة صامتة واخذ يجري للخارج وبات ريك يلحقه .
يجريان كلاهما في طريق الشك والخوف ..يتسابقان مع الهواء .
بينما يجريان مر وايل من على جانب فتاة فتوسعت عيناه ولكن اكمل بكل ثقة ، توقفت الفتاة واعادت النظر لوايل .
"..وايل جاكستن !..توقفف ماذا بك !!ولماذا الطالب الجديد يجري خلفه .؟ .."
جرت جولي خلفهما لتعرف ما حدث .
---------------------------------------------------------------------------
"..مرحبا عزيزتي ايلي ، ما رأيك بإحتساء كوب من الدماء.؟"
التَفتت للرجل ، توسعت عيناها ، وبات يقترب اكثر واكثر حتى رفع السكين بكل خقة ..صرختها كانت تتردد ، والصدى لا يتوقف . صرخت بأعلى ما تملك :
"..اخــي!.."
واستمرت بالصراخ .. حتى دَوَت الصرخة الاخيرة والابتسامة تشق ملامحها ! تلوثت السكين بالدماء .. والغرفة .. يالها من ليلة بائسة !
ابتسم جون بخباثة والدماء على وجنتيه واسرع بالخروج عندما سمع صرير واصتدام الباب .
دخل وايل وانفاسه كادت تتشقق والعرق طغى على الشلالات !
شعر بسائل دافئ يتغلغل الى قدمه التي اخرجها من الحذاء للتو ، نظر للاسفل وتوسعت عيناه بشدة وتقدم ببطئ ليرى جثة اخته امامه .
والدماء تحيطها كما حاطت امها ، جثى على ركبتيه ووضع كلتا يداه على صدره وبات يشهق ويحاول كتمان دموعه .
كان ينظر ريك بكل صدمة وقلب يتشقق ويتعذب . حتى ظهر الغضب على ملامحه .
"..وايل جاكستن ! الطالب الجديد ماذا بكمــــا.."
توسعت عيناها بشدة وكيانها بات لا يتحمل ثقل اكبر ! .

عندما نعبر النجومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن