😔-[[ حج التائبين ]] الجزء الثالث مرّت الساعات بطيئة يوم لقاء المتحابين .. بقيتْ ربع ساعة حتى يحين أذان المغرب، بعدها بساعة كاملة لقائي مع حسن. أشعر بالسعادة. أنا متأكدة سيعجب بي. ولكن هل هو وسيم فعلاً كما يبدو في صورته التي أرسلها لي؟ ليس مهم المهم إنه حنونٌ رومانسيّ سيأخذني إلى عالم وردي طالما حلمتُ به ..
صلّت بسرعة وجهّزت مائدة الإفطار وجلست مع والدها وأخيها، لم تأكل كثيراً كانت متوترة حتى أنّ والدها سألها: لماذا قمتي يا ابنتي أنتي لم تأكلي شيئاً. هل أنتي مريضة؟
مريم- شبعت يا والدي الحمد لله. ذهبت إلى المغسلة وهي تسمع دعوات والدها لها. حينما استعدت رنّ هاتفها، إنه حسن. لا لا إنها عبير صديقتي. عبير هي التي عرّفت حسن على مريم وهي التي ستذهب معها
- هيا أنا بالخارج بالسيارة.
يرنّ مرة أخرى..
حسن: تعالي بسرعة لا أستطيع الإنتظار أكثر أنا مشتاق لرؤيتكِ يا حلوتي
مريم- طيب أغلق الهاتف عبير تنتظرني بالخارج.
تعطّرت وخرجت لتركب سيارة صديقتها. ضحكتْ عبير قائلة: سيصعق الشاب لجمالك، أنتي فاتنة بلا مساحيق تجميل فكيف لو وضعتها بوجهكِ؟ ضربت مريم كتف صديقتها مازحة: أنا مضطربة تحرّكي
القرية مزدحمة بالسيارات لتوافد الجميع على المساجد فهذه ليلة القدر العظيمة. ليلة الدعاء والتوسل ليلة التقرب الى امام زماننا .. أنا خجلة منكَ يا مولاي يا حجة بن الحسن 😔 حركة الشارع بطيئة وأصوات الأدعية ترتفع من كل مسجد معلنة ثورة الرجوع لله سبحانه. اضطرت عبير أن تسلك طريقاً آخر لتجنب الإزدحام فدخلت منعطف صغير. كانت ستنطلق ولكنها أوقفت السيارة لمرور رجل عجوز كان سيعبر. اتسعت عينا مريم بدهشة: يا إلهي إنه والدي.. أبي
كان يمشي ببطء قاصداً المسجد. إنه يبتسم بتعب لجارنا الذي يسلم عليه. آه أبي كيف لم أفكر بك؟
دق قلبها بعنف، إنه يعتقد بأني ذاهبة للمسجد بينما أنا ذاهبه لارتكب اكبر جريمه في حق نفسي وأسرتي وحياتي كلها. كيف لم أشفق عليك يا أبي.؟. كيف لم أخشى على سمعتك وسمعتي؟ هل فعلاً الجميع يزدحم على أبواب الله وأنا ذاهبة للقاء شاب؟
في تلك اللحظة فتحت مريم النافذة لتنظر إلى والدها وفجأة في غمرة الضجيج وحركة السيارات ارتفع صوت من سماعة المسجد قائلاً جملة شديدة ومخيفة! الليلة ستُعرض صحائف أعمالنا على إمام زماننا .. الليلة سيشهد المولى صاحب العصر زوار بيوت الله متضرعين .. لقد مدّ المولى يد رحمته الى مريم الطائشة ..
دار رأس مريم لِما سمعت صوت القارئ وصرخت بعبير: عبير! قفي سأنزل
نظرت صديقتها لها ببلاهة ودهشة: ماذا؟!!
- قفي قفي سأنزل بسرعة!
فتحت الباب وهي تسرع إلى بيتهم وذهبت إلى غرفتها خالعة عباءتها وملقية بحقيبتها. في تلك الدقائق لم يتوقف رنين هاتفها من اتصالات عبير ومن اتصال حسن بسبب تأخيرهم. وقفت مرعوبة من الذي رأت وسمعت. أشفقتُ عليك يا والدي الحنون المتعب عندما رأيتك تمشي ببطء للمسجد، لم أقدر على المواصلة .. ولكن ماذا حدث لي ؟؟!! هناك من أنقذني من بليّةٍ ماكُنتُ اسامح نفسي عليها .. سيّدي مولاي هل انت معي يا بن الحسن 😥..
ﺍﻟﺘﻜﻤﻠﺔ ﻏﺪﺍ